التربيـــة المكثّفـــة وسبـــل الارتقــــاء بالثروة الحيوانية

88

ضرغام محمد علي/
تعد الثروة الحيوانية من أهم عناصر الأمن الغذائي الأساسية، التي تشمل اللحوم البيضاء والحمراء ومشتقاتها، إضافة الى المنتجات الأخرى، من إنتاج الحليب والبيض والصوف والجلود والأمعاء وغيرها من المنتجات. وللحصول على أعلى إنتاجية ممكنة بأقل كلفة يجب اللجوء إلى التربية المكثفة كالآتي:
تربية الدواجن
تحتاج تربية الدواجن المكثفة حقولاً مغلقة مسيطراً فيها على درجات الحرارة، ذات تهوية متجددة، مفروشة بفرشة تمتص الرطوبة وتمنع نمو الفطريات، ومعالف ومناهل، ومتابعة بيطرية. وتقسم التربية الى ثلاثة أنواع رئيسة:
الأول قطعان الأجداد والآباء، وفيها تجري تربية سلالات أصيلة لإنتاج بيض يفقس سلالات بمواصفات عالية، سواء من اللحم أو البيض.
فروج اللحم
يمتاز فروج اللحم بمواصفات محددة، فهو سريع النمو، وقليل الحركة، وضعيف العدوانية. وهناك سلالات مختصة بإنتاج أفراخ اللحم التي تكون سريعة النمو، إذ ممكن أن يصل وزنها الى كيلوغرامين في شهر ونصف الشهر، أو أقل، لكي يصبح إنتاجها اقتصادياً، لذا يجب التحكم بظروف الإضاءة والتهوية ونوعية العليقة (العلف) للإسراع بتسمينها، وتتراوح مدة التربية بين ٤٠ الى ٤٥ يوماً وبعدها يجري تسويقها.
دجاج البيض
تربى سلالات إنتاج البيض ضمن منظومة التربية المكثفة، إذ تعزل الأفراخ الذكور عن الإناث، وتباع الذكور كأفراخ زينة، أو تعدم، وتحوّل الى علف، فيما تكون تربية الإناث ضمن قطعان إنتاج البيض، حيث توضع في أقفاص خاصة، ويجب التحكم بمدة الإضاءة للحفاظ على هرمونات التبويض. ولكي تكون التربية اقتصادية تربى قطعان الآباء والأجداد ضمن نفس المشروع.
تربية الأبقار
تتطلب تربية قطعان الماشية المكثفة مساحات واسعة، وتكون على قسمين:
الأول هو ماشية اللحم، وهي القطعان العالية الإنتاجية للحوم، بغض النظر عن إنتاجية الحليب للإناث، وفيها يجري قتل الذكورة لدى الذكور النشطة، وذلك لتقليل حركتها، وبالتالي زيادة كفاءة إنتاج اللحم.
الصنف الثاني يشمل أبقار الحليب، التي تربى لإنتاج الحليب، كما أنها منتجة للّحوم أيضاً، لكن بعد نهاية فترة الإنتاج الاقتصادي للحليب. وغالباً ما تكون هذه الأبقار من سلالات هجينة تربى في محطات ملحقة بمزارع كبيرة للأعلاف، حيث تحتاج الى إنتاج دائم للأعلاف الخضراء، بالإضافة للعليقة المركزة. وتعتمد التربية المكثفة للماشية في بعض البلدان التي لا تمتلك مساحات خضراء كافية، الى استئجار مساحات في بلدان أخرى كما يحصل في السعودية، التي تستأجر مساحات في الأرجنتين لزراعة الأعلاف لمحطات الماشية لديها.
تربية الأغنام
تمتاز الأغنام بكونها من أكثر الحيوانات المدجّنة ميلاً لنظام القطيع، وذلك بسبب الخوف الفطري لديها، لذا تكون تربيتها ضمن نظام الرعي الجماعي، إضافة الى التربية المكثفة في الحظائر، ويمتاز العراق بإنتاج أفضل لحوم الأغنام في العالم، من خلال صنف (العواسي)، الذي توجد ثلاثة أنواع رئيسة منه في العراق هي: (الكرادي)، وهي أكبر الأغنام العراقية حجماً وأعلاها وزناً، وتتركز تربيتها في شمال العراق. الثاني هو صنف (العواسي) الذي يشكل ٦٠ بالمئة من أغنام العراق، الذي تعد لحومه الأعلى جودة في العالم. والصنف الثالث هو (العرابي)، وهو صغير الحجم يربى في جنوب العراق. وقد تراجعت تربية الأغنام المكثفة، والاكتفاء بالقطعان الرعوية، بسبب احتكار المربين للإناث المنتجة العالية الجودة. وترعى الأغنام بقطعان كبيرة بعكس الماعز التي تربى بأعداد صغيرة كونها لا تسير بنظام القطيع، ويصعب السيطرة على حركتها في الرعي.
تربية الماعز
تُعتمد التربية المعزولة للماعز في الرعي، إذ تعزل الذكور عن الإناث في التربية الرعوية في المراعي المفتوحة، وبقطعان صغيرة بسبب كثرة حركتها وعدم التزامها بنظام القطيع وقدرتها على القفز وتسلق الجدران والاعتداء على المحاصيل والأشجار، لذا تربى في مجموعات صغيرة، وتعزل الإناث عن الذكور التي تفرز روائح تتلف الحليب واللحوم في حال اختلاط الجنسين.
تربية الأسماك
تشكل تربية الأسماك في الأحواض المصدر الأساسي لتوفير الأسماك في السوق التجارية، وتربى بطريقتين: الأولى بواسطة الاقفاص الغاطسة، حيث توضع الإصبعيات في أقفاص مغلقة تغمر في الأنهار، ويقدم لها الغذاء باستمرار. والثانية، وهي الطريقة الأكثر انتشاراً، بنظام الأحواض المغلقة أو المفتوحة، التي بدأت الحكومة مؤخراً بتنظيمها، لأنها تستنزف الكثير من الثروة المائية، لذا ألغيت العشرات من المزارع السمكية والأحواض غير المجازة.