الموارد البشرية.. عنصر فعال في تنمية الاقتصاد

166

ضرغام محمد علي/
تعد الموارد البشرية العنصر المحرك لسوق العمل والتنمية والتعليم والصحة والاقتصاد وبقية القطاعات الأخرى، لذلك اهتمت دول العالم المتقدمة بدراسات تعنى بواقع الموارد البشرية ومستويات مهارتها وتوزيعاتها العمرية بهدف خلق خطط التنمية في ضوء استغلال تلك الموارد.

التجارب الآسيوية
تشكل تجارب ماليزيا والصين وسنغافورة والعديد من الاقتصادات الآسيوية، التي تعرف بالنمور الآسيوية، نماذج ناجحة في تطوير اقتصاداتها، بحيث أنها نافست الاقتصاد الأميركي في إيجاد بيئة عمل تخلق منتجاً منافساً بكلفة أقل، الأمر الذي سحب البساط من تحت الكثير من الاقتصادات العالمية، فكانت تجارب رائدة في توظيف التنمية البشرية في سوق العمل.
دراسات وإحصاءات
تشكل دراسات التنمية البشرية والتقارير الخاصة بتركيبة السكان وأعمارهم ومهاراتهم ومستويات الصحة والتعليم، قواعد بيانات أساسية في تقدير احتياجاتهم للسكن والغذاء والعمل والتعليم والخدمات الصحية والاجتماعية لصياغة الخطط التنموية الخمسية والعشرية والخمسينية لبعض البلدان المتقدمة في أنماط التنمية البشرية.
توزيع الموارد البشرية
تؤشر خريطة النمو السكاني وأعداد الأفراد ومعدلات أعمارهم ونوع التعليم الذي يتلقونه، قاعدة انطلاق لتوزيع الموارد البشرية وفق حاجة سوق العمل. وفي مراحل متقدمة يجري خلق سوق عمل تتناسب مع المتوفر من هذه الموارد ونوع المهارات البشرية، العلمية والعملية، لخلق فرص تنموية تتناسب معها وصياغة مؤسسات تدريب وتعليم تتناسب مع الحاجة الفعلية لهذه السوق.
اتجاهات التمويل والتوظيف
تتيح دراسات التنمية البشرية الدقيقة والعلمية خلق تنمية، عبر ضخ التمويل الحكومي وتوجيه التمويلين الخاص والاستثماري الى دراسة الفرص المتاحة بالاستفادة من طاقات سوق العمل التي تفرزها دراسات التنمية البشرية لإيجاد منظومة عمل فعالة منتجة تسهم في تحقيق تنمية مستدامة تدعم الاقتصاد الوطني وتشارك في رسم خطط النمو للمستقبل بما يتناسب مع النمو السكاني وكيفية استيعاب سوق العمل وبيئة الأعمال للأجيال القادمة بناءً على دراسات تنموية محكمة مبنية على أسس علمية.
تحديات التنمية البشرية
إن من أهم التحديات التي تواجه قطاع التنمية البشرية هو غياب قاعدة البيانات الرصينة عن المتوفر من الموارد البشرية وتخصصاتها، ومطابقة نوعية حاجة سوق العمل للتخصصات الماهرة الناتجة عن التعليمين المهني والأكاديمي، لذا فإن هذه التحديات قائمة، من أبرزها عدم مطابقة التخصصات الأكاديمية المستحدثة مع حاجة سوق العمل وتوسعاتها المتوقعة للمستقبل.
تمكين سوق العمل
لعل من أهم أدوات استغلال دراسة التنمية البشرية وتحويلها الى طاقة منتجة، هي دراسة آليات تمكين الأفراد والمجموعات من دخول سوق العمل وذلك بإكسابهم المهارات المطلوبة، وتوفير التمويل الميسر، وإرشادهم الى بيئة العمل المناسبة لتوجهاتهم المهارية والمهنية بما يتناسب مع الحاجة الفعلية للسوق المحلية.