خطوات متسارعة نحو اقتصاد متكامل العراق يستعد للانضمام إلى منظمة التعاون الرقمي

14

عمان / أحمد عبد ربه

يمضي العراق بخطى ثابتة نحو التحول الرقمي، مستعدًا للانضمام إلى منظمة التعاون الرقمي، في خطوة تعكس توجهاته الستراتيجية لتعزيز الحوكمة الإلكترونية، والانخراط في اقتصاد عالمي يرتكز إلى التكنولوجيا والابتكار. هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية حكومية تهدف إلى خلق بيئة رقمية متطورة، قادرة على استقطاب الاستثمارات، ودعم رواد الأعمال، وتمكين البنية التحتية التكنولوجية، بما يواكب المتغيرات العالمية.

شهدت المملكة الأردنية الهاشمية، مؤخرًا، انعقاد الجمعية العامة الرابعة لمنظمة التعاون الرقمي، بحضور وفد عراقي رفيع المستوى. وتعمل المنظمة، التي تضم في عضويتها 16 دولة، على تحقيق الازدهار الرقمي المشترك من خلال تسريع النمو الاقتصادي، وتقليل الفجوة التكنولوجية، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات الرقمية.
ويمثل انضمام العراق إلى هذه المنظمة نافذة واسعة نحو عالم الاقتصاد الرقمي، إذ سيمكنه من تطوير بنيته التحتية الرقمية، وجذب الاستثمارات، وتعزيز بيئة ريادة الأعمال، فضلًا عن مواءمة تشريعاته مع المعايير الدولية في مجالات الأمن السيبراني، وحماية البيانات، وتنظيم التجارة الإلكترونية. كما يفتح الباب أمام الاستفادة من المبادرات العابرة للحدود، التي تشمل معايير التميز في الابتكار، وآليات تدفق البيانات، والتقييم الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، ما يعزز جاهزية العراق للدخول في العصر الرقمي بثقة وكفاءة.
أجندة للمستقبل
في إطار هذه الجهود، أعلنت المنظمة عن إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تقليص الفجوة الرقمية عالميًا، كما اعتمدت أجندة رقمية للفترة 2025 – 2028، تسعى من خلالها إلى تعزيز النضج الرقمي في الدول الأعضاء، ودعم مشروعات التحول التكنولوجي بما يحقق التنمية المستدامة.
في هذا السياق، أكدت الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي، ديمة بنت يحيى اليحيى، في تصريح لمجلة “الشبكة العراقية” أن المنظمة تولي أهمية كبيرة لانضمام العراق، مشيرة إلى أن المباحثات مع الحكومة العراقية وصلت إلى مراحل متقدمة. وأضافت أن العراق سيكون قادرًا على الاستفادة من آليات التشغيل الذكية، والبنود التعاقدية النموذجية، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، التي تساعد على تحليل البيانات، وتحسين الأداء، وتطوير سياسات التحول الرقمي. كما شددت على أن المنظمة تؤمن بقوة التعاون متعدد الأطراف في تحقيق النجاح، في عالمٍ أصبح أكثر ترابطًا، تقوده التكنولوجيا وتوجهه البيانات.
رؤية عربية
وخلال الاجتماع، الذي حضرته مجلة “الشبكة العراقية”، شدد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، سامي سميرات، على أن الجهود الحالية تركز على بناء اقتصاد رقمي شامل ومستدام، يتمحور حول الإنسان، ويخدم جميع الفئات دون استثناء. وأضاف أن المبادرات الطموح والشراكات القوية بين القطاعين العام والخاص تضع أسسًا صلبة لتمكين الشباب والنساء في قطاع التكنولوجيا، بما يعزز الفرص الرقمية ويدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
من جانبه، أكد وزير الدولة لشؤون الاتصالات الكويتي، عمر سعود العمر، أن دولة الكويت ملتزمة بدعم التحول الرقمي، وتعزيز الاقتصاد الرقمي، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، بما يسهم في تمكين المجتمعات، وتحقيق تنمية مستدامة قائمة على التكنولوجيا. كما أشار إلى أهمية مكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الشفافية والمصداقية في الفضاء الرقمي.
طموحات ومتغيرات
في إطار هذه التحولات، كان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد وجه في وقت سابق بتشكيل لجنة عليا للتحول الرقمي، تهدف إلى وضع ستراتيجية وطنية للأعمال الرقمية والذكاء الاصطناعي، تتماشى مع طموحات العراق وتتلاءم مع المتطلبات الدولية المتنامية في مجال التكنولوجيا.
كما بحث السوداني مع الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي، ديمة اليحيى، سبل دفع العراق نحو التحول الرقمي، من خلال سياسات متكاملة تدعم الابتكار، وتحفز النمو الاقتصادي، وتعزز مكانة العراق في المشهد الرقمي العالمي.
التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية لأية دولة تسعى إلى التنمية الاقتصادية، والاستفادة من الفرص التي يوفرها الاقتصاد الرقمي.
والعراق، بانضمامه المرتقب إلى منظمة التعاون الرقمي، يخطو خطوة كبيرة نحو عصر جديد من الابتكار والتكنولوجيا، حيث تندمج البنية التحتية الرقمية مع القطاعات الاقتصادية، لترسم ملامح مستقبل أكثر تقدمًا وازدهارًا.