فريق خطوة التطوعي جوّالون يزرعون الأمل

1٬321

آية منصور /

جنود مجهولون، يتجولون في بغداد والمحافظات، يقصدون الأماكن الأكثر عتمة لينشروا فيها ضوء الأمل والحب، وليهبوا المحتاجين فرصة المضيّ في الحياة قدماً، واعدين غيرهم بغد أكثر جمالاً.. إنهم فريق “خطوة” التطوعي الذي ينجز كثيراً من الأمور التي لا تنجزها مؤسسات كبرى.
تأسس فريق “خطوة” التطوعي للمساعدة على يد صادق الربيعي البالغ من العمر ١٩ عاماً، الذي يؤكد أن غاية الفريق هي “صنع الابتسامة للآخرين.”
التعايش السلمي
صادق الذي يجوب المدن والمناطق جميعاً بحثاً عن المتعففين والمحتاجين من أجل إشعارهم بأنهم ليسوا وحيدين في هذا العالم، يحدثنا عن سبب اختيار اسم “خطوة”.
– كان اختيار اسم خطوة، من أجل توعية المجتمع على ثقافة القراءة والتعايش السلمي ونبذ الطائفية، وذلك عبر إقامة الورش والدورات التوعوية للشباب والبنات وطلبة المدارس، وقد أقام فريق خطوة، المؤلف من 34 شخصاً موزعين على أربع محافظات ومركزهم في بغداد، كثيراً من الورش والدورات في مدارس بغداد للطلبة، من أجل التوعية.
لا تمويل خارجياً
يذكر صادق أن طريقة الانضمام للفريق تكون بملء استمارة موجودة في صفحة الفريق، تشتمل على بعض الأسئلة البسيطة للمتطوعين الجدد من أجل معرفة مدى حبهم للعمل التطوعي، وما الشيء الذي يعتزمون تقديمه للمجتمع، وتُجمع الأموال من أعضاء الفريق حصراً، ومن عائلاتهم وأصدقائهم، ولا يجمعون التبرعات من الآخرين لئلا يدخلوا في خانة “التشكيك” او التخوين، كما يؤكد لنا صادق بالقول:
– أصعب ما واجهناه في بداية تأسيس الفريق هي الشكوك حول الجهة الداعمة لنا، لكننا أثبتنا في أعمالنا ونشاطاتنا أن فريق “خطوة” مستقل وغير تابع لأية جهة.
ويضيف: إن بعض المنظمات التي عملنا معها سابقاً حاولت أن تنسب أعمال فريق خطوة لها لغرض الشهرة وكسب المال، لكننا استطعنا تخطي هذه المرحلة والاستقلال بعملنا.
نشاطات مكثفة
شارك صادق و”خطوة” في كثير من الأعمال التطوعية المميزة، ومنها في هذا العام إنجاز أكثر من 50 نشاطاً، منها زيارة دور الأيتام وإقامة سفرات ترفيهية لهم، وزيارة مستشفيات مرضى السرطان وتقديم الألعاب للأطفال منهم للتخفيف عن آلامهم وتشجيعهم على الصمود في مواجهة ذلك المرض الخبيث.
-استطعنا أيضاً كفالة عدد من الأيتام، محاولين أن نوفر ما يضمن لهم مستقبلهم، وليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم فيما بعد، إذ تم اختيارهم حسب معيار “الأكثر تضرراً وحاجة.”
كنز الكتب، مجاناً
شارك فريق خطوة التطوعي في عدد من المهرجانات التي كان فيها فاعلاً أساسياً ومكوناً ومؤسساً لها، ومنها مهرجان الطائرات الورقية، وذلك من أجل رفع اسم بغداد من لوائح التصنيفات الجائرة، وتم توزيع ما يقارب الـ 9000 كتاب في شتى المجالات والعناوين على الحضور.
يقول الربيعي: جمعنا الكتب من المتطوعين طوال أشهر عدة، ساعدتنا كذلك مكتبات ووفرت لنا العناوين الجيدة، ووزعنا الكتب في مهرجان عيد المرأة العالمي، اعتزازاً بالمرأة ودورها في المجتمع وإيماناً بأنها ليست نصف المجتمع بل هي المجتمع بأكمله، اذ تسلم أكثر من 1500 ضيف، كتباً من الفريق الذي تبنى توزيع الإصدارات تحت شعار (خطوة علم).
الطلبة الصائمون
تحاول “خطوة” أن تكون شاهدة في أية مناسبة عراقية ذات طابع اجتماعي، إذ لم ينسَ متطوعو الفريق كيف تحل بداية العام الدراسي بصعوباتها على أولياء الأمور، فقد ساهموا بكفالة الأيتام وتسجيلهم في المدارس على نفقتهم الخاصة، وتوفير جميع الملابس والمستلزمات الدراسية كذلك.
-أحدث حملة سوف نقوم بها، هي كفالة الفقراء ومساعدتهم في شهر رمضان المبارك بتوزيع سلال رمضانية لمده شهر كامل تلبي بعض احتياجاتهم، فضلاً عن توزيع ملابس العيد لأطفال العائلات المتعففة.
يشرح الربيعي أهداف الفريق الكبيرة، التي لا يمكن لها أن تتوقف، قائلاً: إننا ماضون في العمل الطوعي، رغم المشكلات الكبيرة التي تواجهنا، وبينما ننهي الحوار يخبرني، لكي لا أنسى، أنه سعيد لأن فريقه استطاع توفير الأموال لدخول عدد من طلبة البكالوريا في دورات تقوية من أجل الامتحانات. ويبتسم!