مؤسس “دار طوعة” للقرآن الكريم: نبني بالأخلاق جيلاً واعياً
حيدر النعيمي /
ولد في محافظة واسط بقضاء النعمانية عام 1962، كان حلمه الوحيد تأسيس دار قرآني، وهو ما تحقق له بعد سنوات طوال، إنه عبد حسن فرج. تهدي مجلة الشبكة الى روحه هذا الحوار ، فقد توفي قبل ان ينشر ..
* كيف ولد المشروع ؟
– لم يكن مشروعي وليد الصدفة بل هو وليد القدر، فأنا بالأصل عضو في الرابطة القرآنية بالمحافظة، وزوجتي كذلك، وكان لدينا بيت يسكن فيه مستأجِر، فقررنا أنا وزوجتي أن نستثمره لتأسيس مشروع “دار قرآني”، وفي الحقيقة فوجئنا بالأعداد الكبيرة التي انضمت إلينا، وهذا المشروع جاء إيماناً منا ببناء الأسس التربوية والأخلاقية وتعزيزها لدى الإنسان العراقي الذي عانى الويلات والعذابات على مدى سنوات طوال، ونحن نتوخى تعليم الأطفال من باب “التعليم في الصغر كالنقش على الحجر”.
* ولكن هنالك كثير من الحسينيات والجوامع والمعاهد، أليس هذا كافياً لهم؟
– لا ليس كافياً، فهناك لا يعطونهم ما نعطيهم إياه من معارف دينية تخصصية، ونحن نعمل على فئة عمرية من خمسة الى عشرة أعوام من البنين والبنات، نعطيهم دروساً فقهية ونركز على الأخلاق، فالشعوب بنيت بالأخلاق.
انضم إلينا في البداية 120 طالباً وبعدها استقر العدد على 100 طالب تقريباً من كلا الجنسين، فالبنت الصغيرة التي ستكون مستقبلاً مسؤولة عن التربية الأسرية والمجتمعية لا بد من تسليحها بالمعرفة لتتمكن من تأسيس عائلة سليمة.
* هناك مخاوف حقيقية لدى بعض الناس من الدور الذي تؤديه بعض المؤسسات الدينية، لا سيما بعد انتشار الأفكار الدينية المتطرفة في بعض أوساط الشباب.
– الحقيقة هذا التصور “شبه موجود” ويمكن تفهّمه، ولكن بما أن النعمانية منطقة صغيرة فكل العائلات الذين لديهم أبناء يعرفوننا شخصياً ويعرفون توجهاتنا، ومن الطرائف أن أحد الأشخاص وهو يعمل صباغاً جاء ليشكر الدار بسبب أن ابنه البالغ من العمر ست سنوات أصبح ينبهه على الخطأ مثلاً، إذ قال له إنه يجب أن تمسح الطلاء لأنه مانع للوضوء، وقال الأب: بلغت من العمر 50 عاماً ولم أكن أعرف هذه المعلومة، نحن نعلّم طلبتنا أصول الدين المتسامح، وليس لدينا توجه لإسلام متطرف.
* الطفولة مرحلة خطرة من عمر الإنسان، فكيف تتعاملون مع الطفل؟
– وفق خطط معينة، وليست لدينا مغالاة ولا مزايدة بشيء ولسنا مجيّرين لجهة معينة فنعلمهم الأشياء المعتدلة في حياتهم التي تفيدهم في مستقبلهم، ونحن نركز على الأخلاقيات بشكل كبير، ولدينا وضوح في الرؤية. مدة الدورة ستة أشهر تتضمن دروساً في الأخلاق وفقه التجويد وأحكامه حسب العمر والجنس.
* هل هناك خطة للتوسع في الدار؟
– الدار فيه أربع غرف ويقع في منطقة شعبية وفي النية شراء الدار الخالية التي بجانبها مستعينين بالتبرعات، وهناك نقطة أريد أن أشير أليها هي أننا نعمل أيضاً على شريحة الأيتام وعائلات الشهداء ونعلمهم مهنة نافعة لهم في حياتهم.
* هل تشعر أنك حققت حلمك بهذا العمل؟
– نعم، وما زال لدينا حلم آخر نتمنى أن يتحقق بمشيئة الله، فمنذ أن كنت في مرحلة الثانوية أحلم بهذا المشروع وأعتقد أن بناء الأوطان ليس مسؤولية الحكومات فقط، ولا مسؤولية المؤسسات بل يجب على الشعب أن يشارك.
* هل تلقيت وعوداً من الميسورين بدعم مشروعك هذا؟
– نعم، ولكن ليس بمستوى الطموح بسبب أزمة الثقة بين الناس والمؤسسات والميسورين، ومتى ما كسبنا ثقة الناس سيكون هنالك دعم قوي.
* هل لفت مشروعك انتباه الجهات الرسمية في المحافظة؟
– نعم، للمشروع أصداء جميلة وعلى نحو واسع حتى في خارج العراق .
* هل لديك بروتوكلات تعاون؟
– نعم، مع “مؤسسة حبيب بن مظاهر” في دولة الكويت، ويتضمن هذا التعاون إقامة دورات لأعضاء الدار.
* لماذا سميتَ مشروعك بهذا الاسم؟
– تيمناً بهذه المرأة العظيمة التي ضحّت بكل شيء من أجل مسلم بن عقيل وقد تعمدتُ إطلاق اسمها لأنني أشعر أنها مظلومة إعلامياً.
* كلمة أخيرة ؟
– أمنيتي أن تتحول الدار الى مدرسة كبرى لتعليم الأخلاق وتعاليم الإسلام المعتدل.