128 شركة في أسبوع بغداد الزاعي.. العراق يتـــأهب لنهضة زراعية كبرى

644

سرمد رزوقي /

أكثر من رسالة أكدها معرض بغداد الدولي، الذي نظمته وزارة الزراعة، في نسخته الثالثة عشرة، أهمها دعم المنتج المحلي، وقدرة العراق على تحقيق تقدم كبير يؤهله لنهضة زراعية كبرى، والاهتمام الدولي بالسوق العراقية، والرغبة بالتعاون والاستثمار في البلاد، رسائل عكستها المشاركة الدولية في هذا المعرض.
الاكتفاء الذاتي
يقول طالب الكعبي، رئيس اللجنة التحضيرية للمعرض ومدير عام الشركة العامة للتجهيزات الزراعية، إن “وزارة الزراعة سعت، من خلال برنامجها السنوي، الى إقامة الأسبوع الزراعي في شهر آذار من كل عام، والهدف دائماً هو لفت أنظار الجهات المعنية الى أهمية قطاع الزراعة في البلاد وما يحققه من تقدم.”
وأوضح أن توفير الأمن الغذائي للبلد يعد ركيزة مهمة لتحقيق الأمن العام فيه، من خلال تأمين سلة الغذاء أولاً، وتوفير فرص عمل في المشاريع التي يجري العمل فيها بهذا القطاع المتعدد الأوجه.
وأشار الكعبي الى أن الوزارة تعمل على دعم جميع القطاعات، ولاسيما تلك التي تحقق الاكتفاء الذاتي، فقد أوقفت استيراد البيض والدجاج، ما انعكس إيجاباً في تطوير المنتج المحلي. مضيفاً ان الوزارة عملت أيضاً على تقليص الروتين من خلال منح الإجازات من قبل دائرة الثروة الحيوانية لمشاريع الدواجن والبيض والدجاج اللاحم، وأيضاً المجازر ومعامل الأعلاف، وقد حققت تلك الخطوات نهضة واسعة خلال السنتين الماضيتين وما قبلهما، في تطوير المنتج المحلي وزيادة إنتاج البيض واللحوم والدجاج.
ولفت إلى الخطوات المهمة التي اتخذتها الوزارة في الحد من عمليات التهريب والسيطرة على الحدود، مشيراً الى أن هناك توجهاً وخطوات مهمة اتخذت للنهوض بالثروة الحيوانية.
وأكد أن العراق نجح في تأمين السلة الغذائية من المحاصيل الستراتيجية قبل عام او عامين، إذ أصبح لدينا اكتفاء ذاتي، فقد أنتجت الوزارة -من خلال مزارعينا- نحو خمسة ملايين وأربعمئة ألف طن من الحبوب، سوقت الى وزارة التجارة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في العراق الذي يحتاج الى أربعة ملايين طن.
ونوّه الى أن وزارة الزراعة والشركة العامة للتجهيزات الزراعية تعملان على إقامة معرض دولي خاص للآلات والمعدات والمستلزمات الزراعية بالتعاون مع الشركات العالمية لنقل التكنولوجيا الى البلاد بما يسهم في تطوير الواقع الزراعي.
وفي ما يخص موضوع دعم المزارع والمنتج المحلي، أشار الكعبي الى كلمة وزير الزراعة عند افتتاح المعرض الزراعي، الذي أعلن أن المجلس الوزاري في الجلسة المقبلة سيسعى الى إعادة الدعم إلى وزارة الزراعة، إذ أنها فقدت الدعم في السنتين الماضيتين، الذي قلص بسبب عدم توفر السيولة المالية ضمن الموازنة، وكان لذلك تأثيره السلبي على الواقع الزراعي، وعلى المنتج المحلي، إذ أدى الى ارتفاع الأسعار.
وبين الكعبي أن وزارة الزراعة دعت مجلس الوزراء الى رفع قيمة شراء الطن الواحد من الحنطة من 560 ألفاً الى 750 ألف دينار للطن الواحد، وذلك لمواكبة الأسعار العالمية التي ارتفعت بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
حضور دولي
من جانبها، تقول المهندسة شهل صالح، المدير المفوض لشركة (مجد الأعمال) لإقامة المعارض والمؤتمرات الدولية، الشركة المنظمة للأسبوع الزراعي الثالث عشر، الذي يقام بالتعاون مع وزارة الزراعية، إن “المعرض شهد مساهمة شركات من تركيا وإيران وبلجيكا وإيطاليا وهولندا والأردن ومصر، فضلاً عن مشاركة الشركات العراقية، وقد وصل العدد الإجمالي للشركات المشاركة الى 128 شركة في مختلف الاختصاصات، موزعة على قاعتين.”
وأضحت صالح أنها لمست الرغبة الكبيرة لمختلف الدول بالمشاركة في هذا المعرض، تمثلت بالاستجابة للتعاون مع العراق ونقل آليات التطور الموجودة في بلدانهم.
وبينت المهندسة شهلة صالح أنهم، كشركة منظمة، ينصب عملهم في توفير الفرص والأجواء المناسبة إلى جميع الأطراف (وزارة الزراعة، الشركات، الفلاح العراقي)، للالتقاء والتباحث، أما تطبيق الفرص فيقع على عاتق الوزارات المعنية.
تقنيات الري
فيما يقول مدير عام الشركة العالمية لصناعة أنابيب الري بالتنقيط أحمد العاملي : “نحن شركة أردنية الجنسية، لكننا مستثمرون عراقيون مقيمون في الأردن منذ عام 1996، نختص بمجال الري الزراعي، ويعرف الأردن بأنه ثاني أفقر بلد مائي في العالم، لذلك نجد أن تقنيات الري الحديثة والزراعية متطورة جداً، لأنه بلد شحيح مائياً، ويحتاج الى إدارة الموارد المائية بصورة كفوءة، لذلك أقامت شركتنا هناك، حيث نستخدم الأنظمة وتصنيع أنظمة الري بأنواعها كافة، ونصدر الى 34 دولة من أهمها العراق، كونه بدأ بعد عام 2003 باستخدام هذا التقنية بشكل أوسع، إذ أنه قبل هذه الفترة كان يستخدمها بشكل محدود.”
وأشار العاملي الى أن التغيير المناخي وشحة المياه في العراق وانخفاض مستوى المياه الواردة من الدول المجاورة، أدت الى اهتمام الوزارة والمزارع العراقي بأنظمة الري بالتنقيط، مشيرا الى أنهم على استعداد لنقل خبراتهم وجهودهم الى العراق.
ودعا العاملي المزارع العراقي الى الاستخدام الأمثل للمياه، والاعتماد على التقنيات الحديثة للري بعيداً عن السقي الجائر، لتوفير المياه بصورة أكبر وأمثل، وأن على وزارة الزراعة تكثيف الجهود وتقديم المساعدة للفلاحين في هذا الشأن.
من ناحية أخرى، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة (شركات المنقذ) محمود الجباري، إن “شركته هي وكيل حصري لمجموعة الشركات التركية (فيت سفن) لإنتاج المفاقس، وأقفاص الدواجن، ووزانات الدجاج، وقد أسهمت منتجات الشركات التركية في تنمية قطاع الدواجن في العراق بشكل خاص.”
العتبة الحسينية
يقول محمد علاء أبو المعالي، مدير جناح العتبة الحسينية: “شاركت العتبة الحسينية المقدسة، متمثلة بمشاريع القطاع الزراعي، مزرعة فدك للنخيل، وقسم التنمية الزراعية، وقسم الزينة والتشجير، في هذا المعرض بهدف دعم المنتج الوطني بالدرجة الأولى، ولتعريف المواطنين والفلاحين والمزارعين بالتقنيات الحديثة التي تستخدمها العتبة الحسينية في مشاريعها، ومنها الري بالتنقيط في مزرعة فدك للنخيل، وتقنيات الرش المحوري في مزرعة سيد الشهداء التابعة إلى قسم التنمية الزراعية، إضافة الى طريقة التسويق الحديثة التي يتبعها قسم الزينة والتشجير، وكذلك التزيين الحديث للورود التي يتم تزيين الحرم المقدس بها، وكما هو معروف فإن الغاية من المشاركة في المعرض هي التعريف بالشركات وتبادل الخبرات وعرض المنتجات.”
واكد أن مشاريع العتبة الحسينية تعد من أهم المشاريع الاستثمارية في القطاع الزراعي. وتعرض مزرعة فدك التمور من مختلف الأصناف بأكثر من تسعين صنفاً من أجود أنواع التمور العراقية والعربية، وكذلك عرض فسائل البيع المباشر من تمور البرحي بأسعار مدعومة، كما أن لأسعار التمور عروضاً خاصة في الأسبوع الزراعي ، كذلك هناك تعاقدات على المستوى المحلي لتسويق منتجات مزرعة فدك والتنمية الزراعية بكميات إنتاج تغطي السوق المحلية فقط، أيضاً يعرض قسم التنمية الزراعية منتجاته الزراعية من الخضراوات التي تنتجها مزرعة مدينة الحسين الزراعية، التي تقدر بنحو ألف دونم، تضم أكثر من مئتي بيت بلاستيكي لإنتاج الخضراوات والمحاصيل، إضافة الى مشاريع الأسماك التي تنتجها مدينة أبي الأحرار الزراعية، التي تمتلك أكثر من خمسمئة دونم من أحواض وبحيرات لصنفي الكارب والسلفر، كذلك تحتوي مدينة سيد الشهداء مرشّات ري حديثة محورية لمحاصيل الحنطة والشعير والمحاصيل العلفية.
البصرة والموصل
كانت لوزارة الزراعة الحصة الأكبر في المشاركة بجميع مديرياتها في المحافظات. عن ذلك يقول مدير زراعة نينوى، رئيس مهندسين زراعيين، أحمد عائد قاسم، مدير قسم الثروة الحيوانية ورئيس اللجنة التحضيرية لمعرض الأسبوع الزراعي في المديرية: “تنقسم المديرية الى شقين: الإنتاج النباتي والإنتاج الحيواني، الأمور الإدارية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالمحافظة، إما الأمور الفنية، فيكون ارتباطها بالوزارة، ولدينا خطة سنوية لزراعة المحاصيل الستراتيجية، إذ أن محافظة نينوى من أوائل المحافظات مساحة في زراعة الحنطة والشعير، فلدينا سبعة ملايين دونم من الأراضي الصالحة للزراعة، وفي هذه السنة بلغ المزروع منها ستة ملايين دونم من الحنطة والشعير، وقد تميزنا هذا العام بزراعة الذرة الصفراء لتسهيل أمور مربي الثروة الحيوانية والمواشي، وكذلك في صناعة تغذية الدواجن (البلت).”
وبين قاسم أن “نينوى تتميز بزراعة مادة الرز بمساحة عشرين ألف دونم في قضاء مخمور، وكذلك بمعصرة الزيتون في منطقة بعشيقة، ويجري إنتاج زيت الزيتون البكر. أما في ما يخص الشق الحيواني فإن لدينا حالياً 360 مشروعاً لفروج اللحم، ونستطيع القول إننا استطعنا أن نصل الى الاكتفاء الذاتي على مستوى المحافظة، أما على مستوى بيض المائدة فقد وصل الإنتاج الى أكثر من 33 مليون بيضة في الشهر، كما أن لدينا 28 مشروعاً للدجاج البياض في مدينة الموصل، كذلك لدينا مجزرة السعدون النموذجية على مستوى العراق، وليس فقط على مستوى المحافظة، وفي اللحوم البيضاء لدينا من الإنتاج مليون ومئتان وخمسون ألف دجاجة شهرياً، أما ما يخص سبب ارتفاع الأسعار، فبسبب غلاء المواد العلفية.”
من جهتها، قالت مديرة إعلام مديرية زراعة البصرة سماح عبد العالي: “نعرض منتجات محافظة البصرة بشقيها النباتي والحيواني، إذ أن البصرة تتميز بإنتاج الأسماك البحرية، وبأنواع كثيرة منها (الهامور والنوبي والزبيدي)، كذلك تتميز المحافظة بإنتاج الحناء ولاسيما في مدينة الفاو، ناهيك عن الأنواع الكثيرة من التمور، كالبرحي الذي يعد صنفاً تجارياً، كذلك عرضنا العديد من المشاريع التابعة لوزارة الزراعة، منها مشروع الزراعة النسيجية وزراعة الموز قصير الساق.”
وأشارت الى أن البصرة تتميز أيضا بأصناف السدر (النبق)، منها العرموطي والزيتوني، وكذلك التفاحي، مبينة أن المعرض فرصة جيدة لعرض منتجاتنا الزراعية ومنها الأسمدة العضوية (الكومبوس). وأوضحت أنه لا يمكن لنا أن ننكر المعوقات الكبيرة التي تواجه القطاع الزراعي، ونأمل من الوزارة حلها وتقديم الدعم لهذا القطاع، الذي حقق نتائج مهمة ومتواصلة في تأمين الأمن الغذائي للبلاد.