الحسناء الروسية شارابوفا.. تحصد أول الألقاب

1٬452

 الشبكة العراقية/

حسناء أبهرت العالم بجمالها، لم تكن رياضية عابرة ظهرت فجأةً واختفت، بل هي بطلة ارتقت صدارة تصنيف محترفات اللعبة، حصدت عشرات الألقاب والبطولات في عالم الكرة الصفراء، مما جعلها تتبوأ مكانةً رفيعةً بين لاعبات عصرها،إنها حسناء التنس الروسية ماريا شارابوفا، أو (ماشا) كما يحلو لمحبيها مناداتها، والتي ألهمت الملايين بقصة نجاحها المبهرة، التي كتبتها على مدى 12 عاماً، لتحصد من الشهرة والمال ما لم تصل إليه رياضية عبر التاريخ، حيث تصدرت سجل أغنى النساء في عالم الرياضة لعدة أعوام بحسب تقارير مجلة فوربس السنوية، وبلغ عدد متابعي صفحتها الرسمية على الفيس بوك أكثر من 15 مليون متابع، كما أنها الاسم الرياضي الأنثوي الأكثر تكراراً في مواقع البحث العالمية كغوغل وياهو.

طفولة ماريا

عام 1986، وبالقرب من مدينة غوميل السوفييتية، وقعت مأساة مفاعل تشيرنوبل النووي، التي أدت لوفاة وتشويه آلاف السكان من حولها، فيما اضطر مئات الآلاف إلى النزوح هرباً من تأثيراتها طويلة الأمد، وكان من بين الهاربين رجل يُدعى يوري شارابوف، هاجر مع زوجته إيلينا إلى بلدة تدعى نياغان في أقاصي سيبيريا، حيث وضعت زوجته مولودتها الأولى ماريا في عام 1987.

لم يطل مكوث العائلة في المدينة السيبيرية، حيث انتقلوا بعد عامين إلى منتجع سوشي الواقع على ساحل البحر الأسود، بحثًاً عن حياة أفضل، وهناك أمسكت الطفلة ماريا ذات الأعوام الـ 4 بمضرب التنس للمرة الأولى في حياتها، وذلك في أحد منتزهات المنتجع، حيث كان والدها يلعب التنس مع صديقه ألكسندر كافيلنيكوف، والد نجم التنس الصاعد يفغيني كافلنيكوف.

موهبة فطرية

واظبت الطفلة على الحضور مع والدها إلى الملعب لتعلم التنس، حيث لاحظ الوالد موهبة طفلته الفطرية العجيبة، فقام باصطحابها إلى موسكو لزيارة مدرسة التنس التي تديرها الأسطورة السابقة مارتينا نافراتيلوفا، والتي أكدت صحة نظرة الأب في موهبة ابنته، وأوصته بصقلها عبر أكاديمية (نيك بولتيري) للتنس في فلوريدا.

لم يكن يوري والد ماريا من أصحاب الأموال، ولذا لم تكن فكرة السفر إلى الولايات المتحدة بتكاليفها الباهظة تطرق رأسه، ولكن ما رآه من طموح ورغبة في عيني طفلته الشقراء جعله يضحي لتحقيق حلمها، فاستدان مبلغ 7000 دولار، وانتقل مع ابنته عام 1994 إلى مدينة برادنتون بولاية فلوريدا الأمريكية، دون أن تتمكن زوجته من مرافقتهما بسبب تعذر حصولها على تأشيرة السفر، وهناك اضطر الأب للعمل في جلي الصحون لإعالة ابنته وتمويل دراستها في الأكاديمية، التي امتدت زهاء 7 سنوات، انتقلت بعدها إلى عالم الاحتراف.

ألقابها الكبرى

تابعت النجمة الشقراء مشوارها التصاعدي خلال السنوات التالية، فحصدت الكثير من الألقاب، أهمها لقبا أمريكا المفتوحة عام 2006، وأستراليا المفتوحة عام 2008، التي عانت بعدها من إصابة خطيرة في الكتف، اضطرتها للخضوع لجراحة أبعدتها عن الملاعب نحو 9 أشهر، فقدت خلالها الكثير من النقاط، ليهبط تصنيفها إلى المركز الـ 33 عالمياً. وعادت البطلة تدريجياً إلى أجواء المنافسات، فنجحت ببلوغ نهائي ويمبلدون عام 2011، وأستراليا المفتوحة عام 2012، قبل أن تحرز لقب بطولة رولان غاروس الفرنسية عام 2012، وتنضم بذلك إلى كوكبة عظماء اللعبة الذين نجحوا في الفوز بألقاب البطولات الـ 4 الكبرى.

وعانت ماريا منتصف عام 2013 من تجدد إصابة كتفها، مما حرمها من استكمال الموسم، ولكنها عادت بقوة عام 2014، ونجحت في إحراز خامس ألقابها الكبرى وآخرها، بالفوز ببطولة رولان غاروس للمرة الثانية في تاريخها، بعد أن بلغت النهائي الثالث على التوالي في البطولة الفرنسية التي تقام على الملاعب الترابية.

تعاطيها المنشطات

افتتحت شارابوفا عام 2016 بشكل معقول، إذ بلغت ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، حيث خسرت أمام الأسطورة سيرينا ويليامس لتغيب بعدها عن ملاعب التنس مدة شهرين، ما حدا بمحبيها للتساؤل عن سبب غيابها، فإذا بها تظهر في مؤتمر صحفي، لتعلن والحزن يمسح وجهها، عن سقوطها في اختبار للمنشطات عقب مشاركتها في بطولة أستراليا، وبررت ذلك بجهلها قرار الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بحظر عقار (ميلدونيوم) منذ بداية العام الحالي، علماً بأنها تتعاطاه منذ أكثر من 10 سنوات لدواع صحية حسبما ذكرت! ونزل الخبر كوقع الصاعقة على محبي النجمة الحسناء وجمهورها، وحتى على زملائها وزميلاتها في عالم الكرة الصفراء، حيث رأى بعضهم أنها قامت بذلك عن جهل ودون تعمد، كنوفاك دجوكوفيتش وإنجلينا كيربر اللذين طالبا الاتحاد العالمي للتنس بمنحها فرصةً أخرى، فيما استبعد بعضهم الآخر كأندي موراي وجينيفر كابرياتي أن تكون جاهلةً بجريرة ما فعلت!

فبعد إيقاف 15 شهراً عادت شارابوفا مجدداً لتحصد أول ألقابها لتفوز بلقب دورة تيانغين الصينية عندما تغلبت على البيلاروسية ارينا سابالنكا، وقد اوقف الاتحاد الدولي لكرة المضرب شارابوفا لمدة عامين قبل أن تخفض محكمة التحكيم الرياضي العقوبة الى 15 شهراً.