الحلم العربي مازال مستمراً

1٬484

محمود خوام – تصوير: كريم جعفر /

“فلسطين حرة”.. هذه ماقاله مشجع إنكليزي كان برفقة أصدقائه في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، شاهدنا أيضاً مشجعين برازيليين يغنون “فلسطين حرة”، كما شاهدنا مذيعاً إسرائيلياً يتكلم وهو غاضب لأن سائق تكسي قطرياً رفض إيصاله الى الملعب.. ومواقف لا تعد ولا تحصى.
ردود الفعل العالمية انتشرت في كل مكان بعد فوز المغرب على البرتغال، فقد كتب صاحب موقع التويتر إيلون ماسك “مبروك للمغرب”، وكتب المغني الشهير وايكلف جين “إفريقيا تقف معكم، من أعظم الشعوب التي قابلتها في حياتي هم المغاربة”، بينما كتب الصحفي الإنكليزي روبيرت كارتر: “تخيلوا لو فازت المغرب بكأس العالم؟ حينها سنشاهد علم فلسطين يزين الكأس، مبروك للمغرب.” كذلك كتب الصحفي الشهير بيرس مورغان: “واو، المغرب فازت، لحظة تاريخية للعالمين الإفريقي والعربي، إنهم بكل تأكيد يستحقون هذه اللحظة”، وردود فعل كثيرة ومدهشة.
في النهاية، نعم، يمكنهم الحديث عن التطبيع لسنوات كثيرة، لكنهم لن يستطيعوا أبداً فرضه علينا.
قالت مشجعة مغربية بعد مباراة إسبانيا شيئاً يجب أن يبقى في قلوبنا جميعاً حين سؤلت عن قضية فلسطين فقالت:
“أنا لا أهتم بالسياسة، أنا أؤيد الفلسطينيين لأنني إنسانة.”
مونديال قطر بمنتخب المغرب صار مونديال العرب جميعاً، والمغرب هو منتخب العرب من المحيط الى الخليج، مونديال قلنا فيه إن لدنيا حقوقاً، ولنا قواعد، ولنا تقاليد يجب على الغرب احترامها. أثبت لاعب مثل أشرف حكيمي أنه “مهما قدموا لنا من إغراءات فإن تمثيل الوطن الأم هو شيء لا يمكن التفاوض حوله، لقد أثبت هذا المونديال أن الغرب لا يمتلك شيئاً يميزه عنا، وأنه لا يجب الاستخفاف بنا مثل ماقامت به إسبانيا حين تقصدت الهزيمة أمام اليابان لكي تبتعد عن طريق البرازيل وتلعب مع المغرب.”
أثبت هذا المونديال أننا لن ننسى قضيتنا الأولى والأخيرة “فلسطين”، وأنه مهما كانت هناك من اتفاقيات، لكن تبقى فلسطين بوصلتنا، وأن رسالة غسان كنفاني وكتبه لم تذهب سدى، وبكل تأكيد فإن روحه تبتسم في هذا المونديال وهو يرى علم فلسطين في قلوب جميع العرب.
من بغداد، وبيروت، والقدس، ودمشق، وعمان، وأبو ظبي، والمنامة، والجزائر، والرياض، والخرطوم، ومقديشو، والكويت، وصنعاء، وتونس، وموروني، وجيبوتي، ومسقط، والدوحة، وطرابلس، والقاهرة، ونواكشوط، ومن كل المدن العربية نرسل حبنا للمغرب، نرسل قلوبنا وعيوننا الى المغرب، نرسل لكم عواطفنا كلها لأنكم رفعتم اسم العرب عالياً، لأنكم لم تنسوا قضيتنا، لم تنسوا أطفال فلسطين واسم فلسطين وحبنا لفلسطين.
وكما قال سماحة السيد مقتدى الصدر:
“المغرب أمل لإنتصار العروبة.”
وسأختم كلامي بترديد الجملة التي اختتم بها أوبريت الحلم العربي:
“ومازال الحلم مستمراً”