الفنانة المصرية نيللي كريم لـ (الشبكة): لا أبحث عن الأدوار بل عن القصص

2٬110

حوار: أحمد سميسم /

فنانة تقدس فنها كثيراً، حفرت في الصخر وكافحت منذ بداياتها الفنية ليكون لها اسم فني لامع بين الأوساط الفنية العربية، خاضت تجربة رقص البالية منذ طفولتها قبل أن تلج مجال التمثيل الذي أبدعت فيه.
عاشت في روسيا لسنوات طوال، ما أضفى الكثير على تكوين ثقافتها وشخصيتها بحكم أصول والدتها الروسية ووالدها المهندس المصري. كان دخولها عالم التمثيل نقطة تحول في حياتها الفنية فلعبت أدواراً مهمة في السينما والتلفزيون وأجادت أدوارها المختلفة بمهارة عالية: العاطفية، والكوميدية، والتراجيدية. تحترم خصوصيتها كثيراً ما جعلها بعيدة عن الأقاويل والشائعات التي تلاحق بعض الفنانات بين الحين والآخر.
النجمة المصرية (نيللي كريم) حلت ضيفة عزيزة على “مجلة الشبكة العراقية” عبر هذا الحوار:

* جسدتِ عدداً من الأدوار الكوميدية على الرغم من أنك ممثلة غير كوميدية، ما الذي جعلك تدخلين أجواء الكوميديا؟
– أعمالي الفنية التراجيدية كانت طاغية على الأعمال الكوميدية، لذا تعوَّد الجمهور أن يراني بهذا القالب الجدي، على الرغم من أنى جسدت كثيراً من الأدوار الكوميدية التي ظلت راسخة في ذاكرة المشاهد، أذكر منها فيلم (غبي منّه فيه) وفيلم (أحلام الفتى الطائش) وفيلم (سحر العيون) و (الرجل الغامض بسلامته)، الحمد لله استطعت أن أجسد مختلف الأدوار السينمائية والتلفزيونية.
* هل تتفقين أن التمثيل قد سرقك من موهبتك في مجال عروض الأزياء ورقص الباليه؟
– لم أخض في مجال عروض الأزياء، لكنني طرقت باب رقص البالية عندما كنت أعيش في روسيا رفقة والدي ووالدتي فدخلت مدرسة الباليه هناك، وتعلمت أيضاً العزف على آلة البيانو، ما جعلني أدخل الباليه بفضل والدتي التي شجعتني للمضي في هذا المجال لأنها كانت متذوقة لعروض رقص الباليه، وكانت تقول: لو “رزقت ببنت سوف أجعلها تتعلم أصول الباليه”، وفعلا تم ذلك، ربما أبعدني التمثيل عن الباليه بعد أن توغلت فيه، فلم يعد لي الوقت الكافي لإجراء التمارين والفعاليات اللازمة في الرقص كما كنت سابقاً.
* عشتِ في روسيا لمدة عشر سنوات، هل كان لبيئة روسيا الأثر في تكوين شخصيتك؟
– بالتأكيد، كان لبيئة روسيا الجميلة أثر كبير في تكوين شخصيتي وثقافتي، ولاسيما أن روسيا لها تأريخ حافل في مجال الفن والموسيقى الكلاسيكية ورقص الباليه، عشت أجمل أيامي في روسيا حيث تعلمت أشياء كثيرة على الصعيدين الفني والشخصي وحققت كل ما أصبو إليه من ميول ورغبة في الخوض بعوالم جديدة بالنسبة لي.
* كانتِ لكِ تجارب في أعمال “الفوازير” في تسعينيات القرن الماضي، مثل “ألف ليلة وليلة” و “حلم ولّا علم”، كيف تقيِّمين تجربتك في الفوازير؟ ولماذا لم تكرري التجربة بعد ذلك؟
– تجربتي في الفوازير كانت من أجمل محطاتي الفنية التي حققت فيها نجاحاً طيباً عندما اختارني المخرج عبد العزيز السكري لعمل فوازير (ألف ليلة وليلة) عام 1991، ورغم الانتقادات التي وُجهت لي من بعض النقاد والصحفيين حينها إلا أن تلك الأقاويل لم تؤثر على مسيري قدماً بما أجده صحيحاً وجديراً بالاهتمام، وقد كانت آخر أعمالي في الفوازير عام 2000 مع المخرج صلاح عبد الله، أعتقد أن دخول الفيديو كليب والوسائل المرئية الحديثة قد ألقى بظلاله على استمرارية أعمال الفوازير وديمومتها التلفزيونية.
* هل تعتبرين أن ترشيحكِ من قبل الفنانة الكبيرة الراحلة “فاتن حمامة” للعمل معها في مسلسل (وجه القمر) عام 2000 كان بمثابة جواز مرورك نحو الشهرة والأضواء؟
– بالتأكيد، لقد كان ظهوري مع الفنانة الراحلة الكبيرة فاتن حمامة يمثل لي رمزية كبيرة كونها فنانة متألقة بعطائها الفني، لذا فرحت كثيراً عندما عرضت عليَّ المشاركة في مسلسل (وجه القمر)، ولم أكن أصدق أنني سـأخوض تجربة التمثيل مع نجمة لامعة، لأني كنت حينها أمثل في الفوازير التلفزيونية وشهرتي محدودة، أعتبر نفسي محظوظة جداً بمشاركتي في هذا المسلسل الذي أنار طريق شهرتي وعرَّفني بالجمهور بصورة واسعة.
* على ما يبدو أن “الصدفة” كانت سيدة الموقف في أغلب أعمالك الفنية، فمثلاً الصدفة رشحتك للعمل في فيلم (سحر العيون) بدلاً عن فنانة أخرى، كذلك الحال في مسلسل (ذات) وفيلم (واحد صفر)، لذا، هل أنك تتركين كل شيء للصدفة أم أن هناك تخطيطاً مسبقاً في أعمالك الفنية؟
– أنا بطبيعتي أترك الأشياء تأتي لوحدها، ليس لدي تخطيط مسبق للأعمال، والحمد لله كل شيء يصبح على ما يرام دون الحاجة إلى التخطيط، حتى إنني لا أصور بروفات أعمالي مسبقاً.
* بعض الفنانات يجدن صعوبة في التخلص من الشخصيات بعد التمثيل، هل مررتِ بمثل هذه الحالة في أعمالك الفنية؟
– أنا ربما أختلف عن باقي الفنانات من حيث صعوبة التخلص من تقمص الشخصيات بعد التمثيل، لذا تجدني أتخلص بسهولة من الشخصية التي قمت بتأديتها، إذ لا يربطني بها أي شيء حال انتهاء عملية التصوير.
* جسدتِ دور(الصحفية) المصرية التي تغطي أحداث الحرب على العراق عام 2003 في مسلسل (هدوء نسبي) الذي أنتج عام 2009، وعلى الرغم من أن قصة المسلسل تدور أحداثها حول العراق إلا أنه لم يتم تصوير ولو مشهد واحد داخل العراق! ألا تعتقدين أن المسلسل ابتعد عن الواقعية في أماكن التصوير؟ وكيف رأيت دورك في المسلسل؟
– مسلسل (هدوء نسبي) من الأعمال التي اعتز بها كونه ضم عدداً كبيراً من الفنانين العرب من جنسيات مختلفة، فضلاً عن قصة المسلسل التي تناولت أحداثاً حقيقية صعبة مرت على العراق، أما مسألة التصوير فليس لي دخل فيها من حيث عدم التصوير داخل العراق إذ أن مخرج المسلسل هو من اختار أماكن التصوير التي يراها مناسبة للعمل.
* ما حلم نيللي كريم؟
– أتمنى الصحة والسلامة لأسرتي وأصحابي وأن يعم السلام ربوع الوطن العربي.
* لو لم تدخلي مجال الفن، ماذا يمكن لنيللي كريم أن تكون؟
– سأكون فنانة أيضاً، أحب مجال عملي كثيراً.
* هل هناك دور ما تسعين إلى تجسيده بشغف؟
– لا أبحث عن الدور بقدر بحثي عن القصة الجميلة للعمل، التي تشدني إليها، هذا ما يهمني.
* هل من الممكن أن نراكِ في بغداد قريباً؟
– بالطبع لدي الرغبة في زيارة العراق حال توفر الدعوة والظروف الأمنية المناسبة.
* أخيراً ماذا تقولين لجمهورك العربي عبر مجلة “الشبكة العراقية”؟
– أتمنى لجمهوري العربي الكريم السلامة وأنا بحبهم بجد، وشكراً لك ولمجلة الشبكة على هذا الحوار الجميل.