جومانا مراد لـ (الشبكة): كنت غير موفقة في “لحظات انوثة”

2٬460

أحمد سميسم /

فنانة سورية تربت في غمرة الياسمين الشامي، واثقة من خطواتها ودقيقة في اختياراتها بدأت تعمل في مجال الإعلام كمذيعة تلفزيونية، لكن سرعان ما تركت مجال الإعلام لتدخل عالماً آخر في مجال التمثيل التلفزيوني والسينمائي لتقدم أول دور لها في مسلسل (بقايا صور) عام 1998 لتتوالى بعدها الأعمال الناجحة التي حققت حضوراً جماهيراً كبيراً كالمسلسل الشهير (باب الحارة) التي جسدت فيه دور (شريفة) زوجة (العكيد أبو شهاب) وغيرها من الأعمال.
سطع نجمها بشكل كبير عند دخولها مصر فكانت نقطة تحول في مسيرتها الفنية عبر اشتراكها في كثير الاعمال الفنية المهمة في مجال التلفزيون والسينما المصرية ليسند اليها أهم الأدوار الفنية عربيا، حتى غدت نجمة مضيئة في سماء الفن العربي، تمتلك طموحاً لا حدود له ما جعلها تعمل في مجال الإنتاج الفني وأنتجت العديد من المسلسلات العربية كالمسلسل العربي الشهير (مدرسة الحب) بجزئه الثالث.
النجمة العربية الجميلة الفنانة “جومانا مراد” فتحت قلبها لـ (الشبكة) في حوار حصري تميّز بالصراحة والمتعة.
نجاح ساحق كمنتجة
* بدأت تعملين في الإعلام ومن ثم دخلت مجال التمثيل وبعدها الإنتاج، هل أنتِ تمسكين أكثر من تفاحة بيد واحدة؟
– الموضوع ليس أن أمسك أكثر من تفاحة بيد واحدة، لكن أنا بدأت أعمل مذيعة تلفزيونية بعدها عملت في مجال التمثيل ومن ثم ولجت الإنتاج وأنتجت العديد من الأعمال الفنية المهمة التي حققت نجاحا باهرا عربيا، إذ كثير من الفنانين يعملون في مجال الإنتاج فعندما تكون منتجاً تكون صاحب قرار من حيث اختيار النصوص والفكرة الجيدة المؤثرة في الجمهور، وبالتالي ينعكس على جودة العمل بشكل كامل ويخرج لنا عمل متكامل ورصين، وكثير من الفنانين يتمنون أن يعملوا في الإنتاج.
* عملت في مجال الإنتاج الفني وأنتجت العديد من الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية عبر شركتك (جومانا انترناشونال للإنتاج السينمائي والتلفزيوني والتوزيع)، الا تعتقدين أن دخولك في عملية الإنتاج يعد مغامرة كبيرة، كون العمل الإنتاجي يحتمل الربح والخسارة؟
– الحمد لله عند دخولي العمل الإنتاجي كنت مخططة له مسبقا ولم يكن الأمر عشوائيا، لذا نجحت في إدارة الإنتاج واستعنت بنجوم مهمين في الوسط الفني، وأنتجت مسلسلات عديدة وصلت إلى أبعد نقطة من العالم العربي عبر موضوعاتها الجديرة بالاهتمام التي تحاكي المجتمعات العربية، لذا قضية الإنتاج خضتها بنجاح ساحق، وأعمالي تشهد كمسلسل (الخيط الأبيض) و(انتقام الوردة) و(هيك تجوزنا) و(مدرسة الحب) الجزء الثالث، والقادم أجمل بإذن الله.
انتمائي لسوريا
* كيف تصفين تجربتك في مسلسل (مدرسة الحب) في جزئه الثالث، كونه يضم مجموعة كبيرة من نجوم الوطن العربي وتركيا وكونك أيضا بطلة العمل ومنتجته؟
– تجربتي كمنتجة وممثلة في العمل العربي الضخم (مدرسة الحب) بجزئه الثالث أعدّها تجربة أكثر من رائعة وناجحة، ولاقت صدى وقبولاً كبيرين لدى الجمهور العربي بمجرد عرض المسلسل لأول مرة عبر قناة (OSN)، وبالنسبة لي حققت انفراداً في العمل، كوني أول ممثلة عربية تعمل مع الفنانين الأتراك إذ يضم العمل ممثلين من أغلب الدول من مصر، وسوريا، ولبنان، وتركيا ودول أخرى، وأيضا أنا أول ممثلة عربية تنتج مسلسلاً كبيراً بهذا الحجم، لذا استطيع القول أنّي تخطيت نطاق الوطن العربي عبر مدرسة الحب، إذ تم التصوير في سوريا، ومصر، والإمارات، ولبنان، وبعض العواصم والمدن الأوربية مستغرقا قرابة الثلاث سنوات، وهو من بطولة جومانا مراد، بولنت أينال، مراد يلدريم، صفاء سلطان، طلال مارديني، يزن السيد، مصطفى قمر، أمير كرارة، خالد الصاوي، مي سليم، صبري عبد المنعم، لقاء سويدان، وآخرين.
* بصراحة هل كنتِ وفية للدراما السورية بقدر حبك للدراما المصرية؟
– لا شك في ذلك كنت وما زلت وفية للدراما السورية، أنتجت وعملت أعمالاً مهمة في بلدي سوريا، حبي للدراما المصرية لا يلغي اعتزازي وحبي للدراما السورية وانتمائي لسوريا مطلقا.
لا أومن بحب النظرة الأولى
* هل تؤمنين بالحب من النظرة الأولى؟
– لا أؤمن بالحب من النظرة الأولى، بسبب لا يوجد حب اسمه النظرة الأولى بل يوجد احترام وإعجاب متبادل واتفاق وكيميا بين الطرفين وبالتالي يولد الحب ليصل إلى أسمى منزلة من المشاعر والعشق اللامحدود.
* تعرّض فيلم (لحظات أنوثة) إلى موجة من الانتقادات حين عرضه لأول مرة ووصف الفيلم بالفاشل من الناحية الفنية فضلا عن المشاهد الجريئة فيه، هل ندمت على خوضك لهذه التجربة؟
– لا أستطيع أن أقول لك ندمت أو لم أندم على اشتراكي في فيلم (لحظات أنوثة)، أحيانا الشخص في بداياته تكون لديه اختيارات خاطئة، بصراحة أنا كنت غير موفقة في عملي بهذا الفيلم وكانت تجربة ومرت لا أكثر.
اؤمن بالحسد
* يقال إنك تخافين جدّاً من الحسد لدرجة أنك لا تتحدثين أمام الآخرين بأشيائك الجميلة، هل هذا صحيح؟
– أؤمن بالحسد لكن لست مهووسة به، الحسد مذكور في القرآن الكريم والله خير الحافظين، أما مسألة لا اتحدث بأشيائي الجميلة أمام الآخرين خوفا من الحسد، فليس هكذا أنا أصلا لا اتحدث بأشيائي الخاصة أمام الآخرين لكوني أحترم خصوصيتي دائما.
* هل ترغبين بزيارة العراق لا سيما أنك زرت أغلب الدول العربية؟
– بالتأكيد أتمنى زيارة العراق، فهو بلد جميل يمتلك حضارة عريقة، لا سيما لدي شعبية كبيرة في العراق فأغلب (فانزاتي) عبر مواقع التواصل الاجتماعي هم من العراق، فضلا عن ذلك تربطني صداقات مميزة مع أشخاص عراقيين من الجالية العراقية المقيمين في دبي ولندن واعتز بالشعب العراقي جميعا، أتمنى أن يكون وضع العراق في أحسن الأحوال وشعبه المثقف الذي يستحق الحياة الكريمة الهانئة، فتحية لأهلنا في العراق الجميل.
* أرى أن ملامحك (ارستقراطية) قد لا تتناسب مع تجسيد الأدوار الشعبية لكن رغم هذا جسدت اللون الشعبي في الفلمين (كباريه) و(الفرح)، كيف رأيت عملك في الدورين وهل نلت استحسان الجمهور؟
– هذا صحيح ملامحي (ارستقراطية) قد لا تتناسب مع الأدوار الشعبية، لكن رغم هذا جسدت الأدوار الشعبية في الفلمين المهمّين جدّاً (كباريه) و(الفرح)، وحصلت على أهم الجوائز من خلالهما وتحديدا (فيلم كباريه) الذي صنّف من أهم مئة فيلم في السينما المصرية ويعدّ أيضا انطلاقتي الحقيقية في السينما المصرية ونجحت نجاحاً باهراً فيه، الشعب المصري أحبني في الأدوار الشعبية التي حققت فيها جوائز عديدة، كما أني من قلائل الفنانات غير المصريات اللواتي أجدن باتقان الأدوار الشعبية في السينما.
الإغراء ليس بالتعري
* هل أنت مع تجسيد أدوار الإغراء في السينما أم ضدّها؟
– مفهوم الإغراء في السينما بالنسبة لي مختلف عن الآخرين، إذ دور الإغراء ممكن أن يكون بنظرة ليس بالتعري مثلاً، فمن الممكن أن أجسّد دور الإغراء وأوصل الفكرة للمشاهدين دون ابتذال أو خدش للحياء وأن يكون المشهد مخدوماً درامياً بمعنى أن لا يكون الإغراء مقحماً، فأنا مع التكنيك الصح في العمل وضد الأشياء المقحمة التي تريد الإغراء بمعنى الإغراء لكسب مشاهدين على حساب العمل، طبعا أرفض الخوض في مثل هكذا أعمال، لكن ممكن أن أجسّد أدوار الإغراء بالشروط والتفاصيل الفنية التي ذكرتها سلفا.
* توحي لي شخصيتك بأنك “امرأة من نار”، بمعنى أنّك “حدية” مع من حولك؟ هل هذا صحيح؟
– أسعى دائما إلى الكمال والكمال لله سبحانه وتعالى، أحاول أغيّر على قدر ما استطيع بشخصيتي التي تميل دائما إلى المثالية والانضباط والنظام في التعامل وسلوك الحياة العامة وهذا سبّب لي أزمة، لأنّ من الصعب أن تكون الشخصية مثالية دائما، أما في مجالات الحياة الأخرى فأنا متعاونة جدّاً ومحبة ومستمعة جيدة للآخرين، لذا أحاول أن أجرّد شخصيتي من المثالية الزائدة ربما.
الله يحفظ العراق وأهله
* ما الذي تطمحين الوصول إليه؟
– على المستوى العملي أطمح بالوصول إلى العالمية، لأنَّ الفن ليس له سقف محدد، أما على المستوى الشخصي فأطمح إلى السلام والطمأنينة لأسرتي وأن يحفظ الله أحبتنا والجميع من كل سوء.
* ما مشاريعك القادمة؟ وهل من كلمة أخيرة توجهينها لجمهورك عبر مجلة الشبكة العراقية؟
– لديّ مشاريع سينمائية وتلفزيونية عديدة لكن لم أوقع حتى الآن على أي عمل رسمي، أنا الآن في مرحلة القراءة والاختيار، لكوني كما معروف عني دقيقة في الاختيار جدَّاً، لذا أبذل وقتاً طويلاً من أجل جمهوري الذي أحترم ذائقته لأختار في النهاية عملاً يليق بي وبهم، وحين اتفق على عمل جديد فستكون “مجلة الشبكة” أول من يعلم إن شاء الله، أما كلمتي الأخيرة فأوجهها إلى الشعب العراقي، أقول أحبكم كثيرا، الله يحفظ العراق وأهله من كل شر والأيام القادمة ستكون أفضل وأجمل بإذن الله، شكرا لمحبتكم وعلى إجراء هذا الحوار.