حبيب علي لـ (الشبكة): أغنية “هذا يا حب” تمثلني من الألف إلى الياء
#خليك_بالبيت
أحمد سميسم /
ذاع صيته بشكل كبير عندما سجل أغنية (هذا يا حب) عام 1997 لتكون هذه الأغنية جواز مروره نحو الشهرة والأضواء وتستحوذ على حب الجمهور.
استطاع أن يسجل حضورا طيبا على المستوى العربي، ولاسيما بعد عام 2003 ليسطع نجمه عربيا بامتياز، وأصبحت أغنياته تتردد على الألسن في مختلف الدول العربية الخليجية كالإمارات والكويت وغيرها.
النجم العراقي والمشهور عربيا الفنان “حبيب علي” كان في ضيافة “مجلة الشبكة” في حوار صريح ومنوع:
نجم أم مشهور؟
* انطلاقتك نحو الأضواء كانت في حقبة التسعينيات من القرن الماضي، بعد هذا المشوار الفني الطويل هل مازال حبيب علي محافظا على نجوميته وبريقه حتى الان؟
– الحمد لله مازلت محافظا على نجوميتي عبر ما أقدمه من أغان جديدة غير مستهلكة، بعد هذا المشوار الفني الطويل أشعر أن جمهوري في تزايد سواء في العراق أو الوطن العربي، بل أشعر أن نجوميتي ازداد بريقها عما كان في السابق.
* سابقا كانت الساحة الفنية تعتمد على النجم الأوحد، حاليا لم يعد لدينا نجم بل “مشهور” لأن لديه أغنية ضاربة، هل هذا صحيح ولماذا؟
– هذا صحيح، سابقا كنا كفنانين نعد على أصابع اليد الواحدة ومعروفين لدى الجمهور كنجوم، الآن أصبح هناك استسهال لمهنة الفن وفنانون كثر إذ أصبح البيت الواحد يضم أكثر من مطرب، ما جعل الجمهور غير قادر على التمييز بين الغث والسمين، فضلا عن سوء الاختيار من قبل بعض الفنانين لأعمالهم الفنية، وتشابه الأصوات فيما بينهم أدى إلى غياب البصمة الفنية للفنان وغياب النجم ليحل بدلاً عنه مصطلح “المشهور” الذي لديه أغنية نجحت نجاحا كبيرا في الشارع لدرجة أن الجمهور يرددها دون معرفة مطربها الأصلي!! لذا لم يعد لدينا نجمٌ بل مشهورٌ.
جمهورنا ذواق
* ما المانع في إعادة توزيع بعض أغنياتك القديمة؟ وهل لديك أغنيات لم ترَ النور؟
– نعم، لدي تلك النية في إعادة تسجيل أغنياتي القديمة بصيغ حديثة، وليس إعادة توزيعها، بعض تلك الأغنيات تسجيلها قديم مثلا أغنية هذا يا حب، وأغنية دارت الأيام، وأغنية وين انت، وأغنية معذبين، ولدي سبع أغان لم ترَ النور حتى الآن سوف أسجلها تباعا؟
* ماذا ينقص الأغنية العراقية الان؟
– الأغنية العراقية ينقصها النص الجميل اللائق غير الخادش للحياء، وأيضا اللحن الرصين غير المتكرر، اليوم هنالك إسفاف واضح في تقديم الأغنية العراقية من قبل معظم المطربين للأسف.
* إذا بماذا تفسر رأي الفنانين بأن الشارع يريد أغاني كهذه؟
– هذه كذبة، لا يوجد شيء يؤكد أن الشارع يريد أغاني هابطة أو (أغنية شارع) كما يسميها بعض الفنانين، وإلا بماذا تفسر الطلب المتكرر من قبل الجمهور على أغان رصينة هادئة مثل أغنية دارت الأيام ومعذبين وغيرها، الجمهور يمتلك ذو
قا رفيعا لا يمكن التجني عليه بهذا الشكل.
قصة حب تحولت إلى أغنية
* هل أغنية (هذا يا حب) التي سجلتها عام 1997 كانت جواز مرورك نحو الشهرة؟ ويقال إن الأغنية تجسد قصة حب عشتها سابقا، هل هذا صحيح؟
– نعم، ممكن القول إن أغنية (هذا يا حب) كانت جواز مروري نحو الشهرة، وعندما سافرت إلى خارج العراق فوجئتُ بأن الأغنية سبقتني بشهرتها ومقبوليتها لدى الجمهور العربي وتكرار طلبها في الأماكن العامة كوني غنيتها بإحساس عال، نعم الأغنية قصة حقيقية بالنسبة لي تمثلني من الألف إلى الياء تحكي قصة حب عشتها سابقا.
عود حسن بريسم
* دخلت الفن في عمر 13 عاما، من ساعدك حينها للوصول إلى النجومية؟
– كنت حينها ضمن أطفال الإذاعة والتلفزيون مع الفنان مهند محسن والفنان هيثم يوسف والفنان الراحل علاء سعد والفنان باسم جاسم وأستاذنا عمو زكي وغيرهم من الفنانين، لكني أتذكر موقفا نبيلا للفنان حسن برسيم عندما ساعدني فمنحني آلة العود الخاص به لأتدرب على العزف، وكنت حينها لا أمتلك عوداً، كذلك أتذكر دعم الفنان فاروق هلال في برنامج أصوات شابة، ومن ثم سلكت طريقي بنفسي بمثابرة وكفاح.
تفاعل كبير من الجمهور
* ما الذي يميز حبيب علي عن أبناء جيله من المطربين؟
– صوتي هو ما يميزني عن بقية الفنانين، لي بصمتي الواضحة في الغناء ولا أشبه أي مطرب آخر بالصوت واختياراتي للألحان ولست من المقلدين.
* من يسمع أغنياتك سابقا يشعر بفارق كبير بينها وبين أغنياتك حاليا التي تتميز بطابع الإيقاع السريع، هل هذا الأمر مقصود لتواكب الحداثة؟
– الأمر ليس متعلقا بموضوع الحداثة بل لتنويع الإيقاع الغنائي من الهادئ إلى السريع لكوني اشتهرت بالغناء الـ (Slow) البطيء فلا ضير أن انتقل من إيقاع إلى آخر، ولاسيما أني وجدت تفاعلا كبيرا من الجمهور وتقبلهم لهذا اللون.
* هل تؤيد القول إن صوتك يشبه إلى حد ما صوت الفنان علي محمود العيساوي؟
– هنالك شبه بين صوتي وصوت الفنان علي محمود العيساوي فيما يخص طبقات الصوت، لكن لوني يختلف عنه، إذ أن صوت العيساوي قريب جدا إلى صوت الفنان حسين الجسمي.
أولادي لم يطرقوا باب الفن
* مَن مِن الفنانين تتمنى أن تغني دويتو معه؟
– كان من المفترض أن أعمل دويتو غنائيا مع الفنانة أسماء المنور وفعلا حصل الاتفاق لكن بعض الظروف حالت دون تحقيق هذا المشروع.
* أولادك الأربعة (عمر وعلي وعمار ومحمد) هل بينهم من لديه موهبة الغناء؟
– أولادي بعيدون عن مجال الفن، عمر مخرج وعلي مهندس معماري وعمار لاعب كرة قدم ومحمد دكتور في طب الأسنان، أنا لا أحبذ لأبنائي أن يدخلوا مجال الفن لأنه مجال صعب ولا أريد لهم أن يعانوا مثل ما عانيت.
مواقف حزينة وأخرى مفرحة
* أحيانا يصفون الإعجاب بأهل الفن بأنه جنون ، حدثني عن أغرب موقف تتذكره مع المعجبين لن تنساه؟
– كثيرة هي المواقف التي تصادفني مع المعجبين، حزينة ومفرحة، مثلا يأتي أحد المعجبين ويقول لي بسببك طلقت زوجتي!! والثاني يقول بسببك تزوجت الفتاة التي أحبها والآخر ناله العذاب بسبب أغنياتي، وغيرها من المواقف.
*أي الفترات خدمتك فنيا التسعينيات أم الآن.. ولماذا؟
– حقبة التسعينيات خدمتني فنيا عبر انطلاقتي وشهرتي إلى النجومية، أما الآن فشهرتي ازدادت وحققت انتشارا واسعا في العراق والوطن العربي.
مطربون بالكاريزما فقط
* بعد السنين الطوال في مجال الفن.. ما الذي تحلم به أو تود الوصول إليه؟
– لا أحلم بأي شيء، الحمد لله حققت ما أصبو إليه من شهرة وانتشار.
* ما الصفة التي تتمنى التخلص منها؟
– القلق، أنا رجل قلق جدا، لكن أحيانا أراه قلقا مشروعا بسبب حرصي في العمل أو في حياتي الشخصية.
* لو طلب منك أن تترك الفن مقابل العمل في مجال آخر فماذا ستختار؟
– لو لم أكن فنانا فسأكون صحفيا، أحب هذا المجال منذ الصغر، لكن لم تسنح الفرصة لأعمل في الصحافة.
ظلمني الإعلام العراقي
* برأيك ما المقياس الحقيقي الذي يحدد نجاح الفنان من عدمه؟
– الصوت الجميل واختيار الألحان، لكن برأيي الكاريزما تتغلب أحيانا على الصوت، فمثلا لدينا مطربون مشهورون، اعتذر عن ذكرهم، لا يمتلكون الصوت الذي يؤهلهم للغناء لكنهم وصلوا إلى النجومية والشهرة الكبيرة عبر الكاريزما فقط!
* هل تعرضت للظلم؟
– كثيرا، ربما أنا من أكثر الفنانين الذي تعرض للظلم منذ بداياتي وحتى الآن مازلت أدفع ضريبة نجاحي، وإلا بماذا تفسر تهميش الإعلام العراقي والعربي لنشاطاتي الفنية لدرجة أن لا وسيلة إعلام تبث أغنياتي وفيديو كليباتي الجديدة، لذا عملت قناة خاصة على اليوتيوب بغية بث أعمالي الفنية ونشاطاتي الجديدة، على مايبدو النجاح لا يروق للكثيرين مع الأسف.
* ما مشاريعك القادمة؟
– لدي أغنية جديدة سأصورها لاحقا في تركيا أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور، فضلا عن أعمال فنية أخرى سأنجزها قريبا.
النسخة الألكترونية من العدد 360
“أون لآين -3-”