حكايــــــة المســــــــيـر والمصـــــــــير

1٬171

ذو الفقار يوسف/

ولج الى قلب حسن ناصر (24 عاما) القرار، وذلك عندما استيقظ في صبيحة يوم العاشر من محرم الحرام، وكما نحن كان حسن يعاني وذاته من أخطاء كان قد فعلها في حياته، ولكن في هذا اليوم، في هذه المناسبة العظيمة، كان لا بد من التغيير، أصابت بدنه القشعريرة السماوية التي أخذته نحو عالم الطف، هناك عند قديس الإصلاح، الإمام الحسين (ع)
أغمض حسن عينيه وانطلق بحواسه ليسمع ويحس، ليلمس ذلك المكان، وليستمع الى نداء إمامه وهو يقول: “وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي مـحمد (ص).
لم تكن مصيبة أبي عبد الله (ع) في هذا اليوم واقعة عزاء لآل البيت فقط، بل أتت لتكمل ما خطّه الرسول (ص)، لتوصله الينا عبر طرق ووسائل كثيرة، البعض تمسّك بها وفاز، وآخرون قد غرّتهم الدنيا وتقلباتها لينتهوا بجحيم الدنيا والآخرة، حسن قد استطاع الخلاص من خلال إمامه الحسين وثورة إصلاحه العظيمة، فهل يا ترى سيحذو الاخرون حذوه ليصلوا الى النقاء؟
رسائل الإصلاح
ويوظّف العديد من شعراء القصائد الحسينية هذه الثورة الأبدية ليدعو الى الإصلاح ونبذ الفساد والمظاهر التي تغزو مجتمعنا من خلال دول الظلام، فكانت القصائد التي تبغض الفساد المالي والإداري هي المتصدرة لما يعانيه المواطن العراقي من نقص في الخدمات وغياب الحقوق وسرقة المال العام وغيرها، فنهض جيل جديد ليقول (كلا) عبر كلماته او صوته في منابر الحق وبالتحديد في أيام محرم الحرام.
المنشد السيد حسنين جواد الموسوي قرر أن تلك القصائد التي يقرأها على مسامع المعزين والمشاركين في عزاء آل البيت الكرام هي قصائد إصلاحية وتوعوية، وكما قال: “إن إمامي الحسين (ع) ضحى بدمه الشريف لأجل غاية الإصلاح، وهذا ما سأفعله كلما صدح صوتي من على منبر العشق هذا”.
الموسوي يردّد كلّما تذكّر سيده الحسين (عليه السلام) وهو يقف أمام حشود الكفر والظلام والفساد، وهو ينطق بالحق والمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح الذات من خلال الالتزام بالرسالة المحمدية، ويكرّر على مسامع المعزين “حسين ثورة اعلى الفساد.. حسين فكرة ولطريق النور هاد”.
رجل وامرأة
وتتغلّب بعض المظاهر على مجتمعنا بتطور الزمن، فالتكنولوجيا التي بسطت وسهلت الترابط عبر المجتمعات المختلفة باتت تهدّد الجيل الحالي عبر منصات وإعلانات وبرامج تهدف الى الاخلال بما قد أسّسه سبحانه وتعالى لنكون أسوياء في حياتنا، فجاء صبغ الشعر بطرقه المقززة لتأتي بعده الملابس الممزقة والمشوهة وتلك التي تحوي إيحاءات لا أخلاقية، فالتقليد والموضة لها الاولوية في خطط العوق الذي يريد أن يختطف أبناءنا.
ولم تكن هذه الوسائل هي فقط ما يهدّد مجتمعنا، إذ اخترقت صفوف النقاء ظاهرة (المثلية الجنسية) لتهدّد كل ما عرف عنّا كبشر، فصار الفتى بنتا واسترجلت الفتاة تحت مسمى (الحرية الشخصية)، ولم تتوقف الى هذا الحد فقد صار البعض يثقّف لهذه الظاهرة، ولكن، جاءت ألسنة الحق لتقارع هذه الظاهرة، وفي هذه الأيام بالذات، أيام سيدنا الحسين (ع)، الذي دافع عن ثوابت مجتمعنا كبشر لنستمر على طريق الهداية كما خلقنا الله ذكراً وأنثى لا ثالث بينهما.
الشاعر ياسر العبادي قد انطلق بخياله ليرسم لنا صورة عما يجب أن نكون عندما نواجه هذا الشر، ليقول: “إنها لعبة من قبل الدول التي تحارب الإسلام والدين الحنيف، وكما نعرف تنتشر هذه الظاهرة في مجتمعاتهم ورغم مساوئها الا أنّهم لا يعترفون بذلك، وها أنا أحاول أن أحاربهم بكلماتي لأقول:
الله سبحانه خلقنا بهالشكل
ذكر وأنثى من الطفل حتى الكهل
يا امام الطف “المثلية” ظلام
بمستقيم اصلاحك نحارب جهل.
وجهان لعملة واحدة
وتكثر الشعارات والقصائد والاشعار كلما كانت الأجواء تتحدث عن الفساد الذي يواجهه المواطن العراقي، فالإلهام هنا يضخ في نفوس الشعراء والمنشدين الحسينيين كالموج الذي لا نهاية له، فذاك يصيح “الفاسد بس يبني لجاره وعايف بيته.. الفاسد بنار الخالق تاليته”، وآخر ينادي عبر منبر الحق: “فاسد صحنا انظل انعيد.. ايدك تشبه ايد يزيد”.
أما محمد العلياوي فيأتي لينثر عبق كلماته عبر مجلة الشبكة العراقية ليختتم بها تحقيقنا ويقول:
حسين يا ثورة وهدف بس ننصلح
الدنيا ظلمه وبيك تتحول صبح
يزيد فاسد وهسه بينا شكم يزيد
العاف دربك لاجل دنيا.. طول عمره ما ربح.