دموع: الغربة جعلتني أشارك في the voice

2٬210

حيدر النعيمي/

بدأت بصوت الأرض الفنان الكبير ياس خضر برائعته “تايبين”، وختمت مشاركتها بالصوت الحلي الشجي للراحل سعدي الحلي بأغنيته المعروفة” ليلة ويوم”، لتحصد بعدها أهم لقب لبرنامج غنائي فني، وهو”ذا فويس”، في موسمه الرابع، الذي استمر على مدار ثلاثة أشهر.

إنها المشتركة العراقية (دموع تحسين) التي ظهرت من المجهول الى العلن بعد سنوات من تقوقعها في الغناء الليلي بالعاصمة الأردنية عمان، حيث تقيم هناك بعيدا عن عائلتها التي تستقر في بغداد. دموع هي البنت الكبيرة في العائلة ومن مواليد 1991، دخلت عامها الـ 26 وتشربت باللون الريفي من خلال والدتها التي كانت تجعلها تنام على أنغام المواويل العراقية الحزينة، إذ أنها لم تدرس الموسيقى وبدأت الغناء بعمر مبكر كهاوية، وبالنسبة لوالدها فهي لا تذكره أبدا بسبب اختفائه من حياتها منذ ولادتها.

ثاني عراقية تفوز باللقب

عانت دموع في بداية مشاركتها بهذا البرنامج بسبب الهجوم اللاذع عليها من قبل الجمهور العراقي كونهم لم يتقبلوا اللون الغجري الذي تمتاز به، فانهالوا عليها بأشد أنواع العبارات والاستهجان، ولكن مع استمرارها في مواصلة المشوار بالبرنامج واكتشاف دموع “الإنسانة”، وليس الفنانة استطاعت قلب المعادلة وكسب تعاطف الجميع معها والتصويت لها بكثافة لتفوز باللقب. وتعد دموع ثاني عراقية تفوز بهذا اللقب بعد ستار سعد الذي شارك في الموسم الثاني من المسابقة. خرجت دموع تحسين من هذه المسابقة بعدة مكاسب أولها الشهرة العربية ومحبة الناس وتسليط الأضواء عليها، كما حازت على جائزة البرنامج وهي عقد فني لإنتاج ألبوم غنائي كامل مع شركة “بلاتنيوم ريكوردز” المنضوية تحت لواء مجموعة MBC ، كما أعلنت أحلام خلال مؤتمر صحفي أقامته “إم بي سي” ،بعد تتويج دموع باللقب الرابع من “ذا فويس”، أن أول دعم منها لها سيكون عبر مشاركتها في إحياء حفلها في مهرجان موازين في المغرب، والمقام في الفترة من 20 إلى 30 حزيران المقبل. وفي مستهل المؤتمر أعربت دموع تحسين عن عميق سعادتها بالفوز متوجهة بالشكر إلى النجوم الأربعة وفي مقدمهم أحلام التي آمنت بقدراتها الصوتية وحرصت على تزويدها بتوجيهاتها القيّمة، ما ترك أثرها الكبير عليها وساهم في فوزها. .

اعتزاز ببلدي

وفي سؤال لـ “مجلة الشبكة العراقية” عن تعاملها مع موجة السخط التي واجهتها في البداية ومن ثم قلب هذا الأمر الى تعاطف وحب وبالتالي موجة تصويت كثيفة، وما تأثير الغربة عليها وهي تعيش بعيدا عن عائلتها، أجابت دموع: أن سبب السخط عليها في بداية ظهورها بالبرنامج يكمن في أن العراقيين لم يتقبلوا أن تشارك بنت عراقية في برنامج غنائي كهذا، وممكن كذلك أن خامة الصوت كانت غربية عليهم، لكن العراقيين معروف عنهم الطيبة، وبالتالي انقلب هذا الى حب، فأنا أولا وأخيرا أغني لهم ولم أسئ، بل بالعكس فقد غنيت من التراث العراقي وهذا الشيء اعتزاز ببلدي. مضيفة: بالنسبة للغربة فالأردن أصبحت بلدي الثاني وهي علمتني أن أكون قوية، وهي ما جعلتني اشارك في برنامج ذا فويس، وهي نفسها جعلتني أحقق الفوز بلقب البرنامج.
فنانة عراقية وعربية

وفي سؤال آخر حول ما إذا كانت تشعر بأنها حجزت مكاناً في صفوف المطربات العراقيات المتواجدات على الساحة الفنية الآن أجابت: وجودي في هذا البرنامج وفوزي باللقب جعلاني ضمن الإطار العربي وليس الإطار العراقي “فقط”، فالذي يهمني هو أن أكون فنانة عراقية عربية، ولا أريد المقارنة مع الفنانين العراقيين، والا لكنت بقيت في الأردن ولم آت الى هذا البرنامج.

يذكر أن دموع تحسين انضمت لفريق الفنانة الإماراتية أحلام، وتنافست مع أصوات عربية ومنهم التونسية هالة مالكي من فريق الفنانة اللبنانية أليسا والمغربي عصام سرحان من فريق الفنان المصري محمد حماقي، والكويتي يوسف السلطان من فريق الفنان اللبناني عاصي الحلاني، حيث تشكلت لجنة تحكيم البرنامج في موسمه الرابع من الفنانين المصري محمد حماقي والإماراتية أحلام واللبنانيين عاصي الحلاني وإليسا، بعدما كانت اللجنة في المواسم السابقة تتكون الفنانين كاظم الساهر وصابر الرباعي وشيرين وعاصي الحلاني.

مشاهدات من الحلقة الختامية

*شاركت الفائزة بلقب الموسم الثالث من البرنامج نداء شرارة في الحلقة الختامية وأدت أغنيتها “بعدو عطرك”، وهي الأغنية الرئيسة في ألبومها الأول، وتوجّهت بكلمة إلى المشتركين الأربعة الذين اعتبرتهم جديرين بالفوز، قائلة بأن “تجربة هذا المسرح لا تتكرّر، وعليهم أن يعطوا كل ما عندهم.”
*غاب الفنان عاصي الحلاني عن المؤتمر الصحفي الذي عقدته “مجموعة MBC” لارتباطه بموعد حفل، فحل بديلاً عنه مدرّب الصوت في فريقه خليل أبو عبيد، وضم المؤتمر كلاً من حاملة اللقب دموع، والمدرّبين أحلام وإليسا ومحمد حماقي، وأدار المؤتمر الصحفي مـازن حـايك، المتحدِّث الرسمي باسم “مجموعة MBC” – مدير عام العلاقات العامة والشؤون التجارية.