رويدة شاهين الأدوار التراجيدية تستنفر قدراتي

322

التمثيل كان هاجساً يطاردها منذ الطفولة فحققت حلمها مبكراً، ووقفت أمام الكاميرا وهي بنت السادسة عشر ربيعاً، لكنها تمكنت من لفت الأنظار إليها في أول إطلالة لها على الشاشة، لما تمتلكه من عفوية وانسيابية في التمثيل، فأحبها الجمهور وتفاعل مع أدوارها.

بدأت مشوارها الفني من الأردن، حيث شاركت في مسرحيات ومسلسلات عربية عدة ذات إنتاج مشترك. تؤمن بأن الفنان لابد من أن يكون موهوباً ومؤثراً في الشاشة، بغض النظر عن شهادته الأكاديمية. تراجع أداءها وتحرص على ممارسة دور الناقد لكي تكون لائقة وذات قيمة فنية.
الفنانة العراقية (رويدة شاهين) حلت ضيفة عزيزة على “مجلة الشبكة” العراقية فكان معها هذا الحوار الذي لا يخلو من الصراحة..
* بدأتِ مشوارك الفني في الدراما الأردنية لكنك لم تستمري في العمل مع الدراما العربية، ما السبب؟
– بدأت العمل الفني في وقت مبكر عندما كان عمري 16 سنة، حين عملت في مسلسلين عراقيين في الأردن، ومسلسل أردني بدوي عربي مشترك اسمه (دموع القمر)، بعدها لم أستمر، هذا صحيح، إذ إني تركت الوسط الفني لفترة من الزمن، لكني عدت الى العمل من جديد مؤخراً، منذ سنتين تقريباً.
* حاصلة على شهادة الدبلوم في الفنون المسرحية من مصر، لكن شهرتك بدأت من خلال التلفزيون، لذا هل تعتقدين أن التلفزيون محطة للشهرة والأضواء أكثر من المسرح؟
– دراستي الأساسية للفنون الجميلة في مصر كانت في التمثيل، لكنني درست فيما بعد الفنون المسرحية، لا أخفيك سراً أني أحب التمثيل أكثر من المسرح، إذ تسحرني أجواء التلفزيون والغوص في أعماق أدواره، بالتأكيد التلفزيون محطة للشهرة والأضواء مقارنة بالوسائل الأخرى.
* درست الإعلام في مصر وخضت تجربة تقديم البرامج في عدد من القنوات، هل كان الإعلام البوابة الأولى لدخولك التمثيل، بمعنى هل دخلت الفن من بوابة الإعلام؟
– نعم، الإعلام قادني الى الفن، ودخلت الفن من بوابة الإعلام، لا أنكر ذلك، فمن خلال عملي الإعلامي جرى اختياري لتجسيد عدد من الأدوار التلفزيونية، وتوجهت أنظار المخرجين والمنتجين نحوي.
* لدي معلومة تقول إنك انطوائية وليست لديك علاقات كثيرة في الوسط الفني، هل هذا صحيح؟
– هذا صحيح، علاقاتي محدودة جدا في المجال الفني، لأني أتعامل مع الناس بعاطفة كبيرة، أي أنني عندما أختار صديقاً فلابد من أن تكون هناك محبة حقيقية بيننا ووفاء وصراحة، بعيداً عن عالم النفاق والأقنعة، لذلك قد تجدني انطوائية ولا أمتلك علاقات واسعة، لكن هذا لا يعني أنني غير مجاملة ولا أحضر مناسبات، بل بالعكس، فأنا أؤدي الواجبات الاجتماعية لكن من غير أن أتعمق بعلاقات عابرة.
* دورك في مسلسل (خان الذهب) قدمك الى الجمهورين العراقي والعربي وكان المحطة الفنية الحقيقية لك.. حدثيني؟
– بالتأكيد دوري في مسلسل (خان الذهب) كان من أهم المحطات الفنية الحقيقية في حياتي العملية، هذا الدور أحدث انعطافه مهمة في مسيرتي الفنية، فنقلني من مكان الى مكان آخر، اختياري للدور جاء عندما كنت أقدم برنامجاً تلفزيونياً صباحياً في إحدى القنوات الفضائية في أربيل، فاقترحت عليّ زميلتي مقدمة البرامج أن أشارك في برنامج (عائلتي تربح)، وفعلاً ذهبت للاشتراك في البرنامج، ومنذ دخولي البرنامج جاءني الفريق المشرف على المسلسل، وكان فريقاً لبنانياً، واقترح علي أن أشترك في مسلسل (خان الذهب)، ولم أوافق حينها واعتذرت بسبب التزاماتي الإعلامية والعائلية، لكن بعدها تواصل معي مخرج المسلسل وقالي لي “أرى أنك الشخصية الوحيدة الملائمة لتجسيد شخصية (حياة) في المسلسل”، فوافقت، وبدأت التصوير، لكني لم أكن أعتقد أنني سأمثل ثانية بعد انقطاعي عن التمثيل وانشغالي بعملي الإعلامي، كذلك لم أتوقع أن العمل سينجح الى هذا الحد ويحقق حضوراً لافتاً.
* لماذا لم تشتركي في أعمال درامية أخرى وبقيت مشاركتك مقتصرة على مسلسل (خان الذهب) فقط، ولاسيما أن هناك وفرة أعمال درامية في هذا العام؟
– جاءتني عروض كثيرة من قنوات مختلفة تطالبني بالاشتراك في أعمال جديدة، واعتذرت عن العمل لكوني مرتبطة بتصوير الجزء الثاني من مسلسل (خان الذهب) وكانت لدي التزامات أخلاقية وعملية وليس لدي الوقت الكافي لأخوض في عمل ثانٍ.
* لكن هناك فنانين شاركوا في (خان الذهب) وفي الوقت نفسه لديهم أعمال أخرى في هذا العام..
– هذا صحيح، لكن أنا وضعي مختلف، وذلك بسبب أن شخصيتي في (خان الذهب) شخصية رئيسة تطلبت مني جهداً عالياً، فضلاً عن أني أردت ألا أشتت جهدي في أكثر من عمل قد يفقد التركيز لدى الجمهور في أداء شخصياتي ضمن وقن معين في شهر رمضان.
* كونك عملت في الإعلام والتمثيل.. في رأيك، هل الشخص الذي يعمل في مجال الإعلام يكون تعامله مع الكاميرا في التمثيل أسهل وأكثر انسيابية؟
– بشكل عام ممكن أن تكون رهبة الكاميرا أقل، وذلك لكون الإعلامي متمرساً على التعامل مع الكاميرا، لكن على الممثل أن ينسى أنه واقف أمام الكاميرا، وأن يتعايش مع أداء الشخصية وكأنها حقيقية من غير تكلف، هذا هو الفرق، فالتمثيل ليس سهلاً بل إنه عملية صعبة جداً.
* تبدو المنافسة شرسة داخل أسوار الفن، وبالأخص بين الفنانات الصاعدات، اين موقعك منها؟
– أنا بعيدة وسعيدة كما يقال، ليست لي علاقة بالمنافسات والصراعات التي تحدث بين الفنانات، وبرغم هذا لم أسلم من الأقاويل، لكنني أقول بكل ثقة إن الشخص الوحيد الذي أنافسه هو نفسي، بمعنى أني أنظر الى نفسي في السنة الماضية لأرى هل أن رويدة اليوم تختلف عن رويدة في العام الماضي؟ هل تطورت وتفوقت على السابقة؟
* هل تستهويكِ الأدوار الكوميدية أم أنها ليست منطقتك؟
– ربما لا يعرف الكثيرون عني أن في داخلي شخصية كوميدية مخفية لم تظهر بعد، لكن ليست الكوميديا بالمطلق، بل الكوميديا التي تكون من داخل أحداث القصة، هكذا أحب الكوميديا.
* هل استطاع جيلكم الفني أن يلفت أنظار الفنانين الرواد في أعمالكم الفنية؟
– نعم، ولله الحمد، أسمع أصداء إيجابية من أساتذتنا الفنانين الكبار، وهم سعداء بنا، نحن النخبة الفنية الشابة التي أضفت لمسة إبداعية جميلة في الوسط الفني، ودائماً يقولون لي إنني أعمل بإحساس وتلقائية غير متصنعة، وأيضاً أشادوا بتفوقي في أدائي الفني مقارنة مع العام الماضي.
* هل هناك دور ما يشغلك وتسعين إلى تجسيده؟
– تجذبني الأدوار التراجيدية التي تتسم بالحزن، أرى أنني أنسجم مع هذه الأدوار التي تستفزني وتخرج كل طاقاتي.
* هل هناك عودة الى الإعلام من جديد؟
– لا أخفيك أني أحنّ الى الإعلام، لكن أريد ان تكون عودتي قوية غير تقليدية في برنامج تلفزيوني يحقق صدى رائعاً.
* لو سألتك عن مجال يستهويكِ غير الفن فماذا ممكن أن تعملي؟
– كنت أحب أن أكون ممرضة، لدي شغف كبير في مزاولة مهنة التمريض، والإمكانية والجرأة بحيث لو طلب مني أن أقوم بعملية خياطة جرح فسوف لن أتردد!
* أثارت تصريحاتك بشأن سائقي (التكسيات) في بغداد عبر مواقع التواصل الاجتماعي ردود أفعال كثيرة، ما القصة التي جعلتك تناشـدين وزارة الداخلية العراقية حول هذا الموضوع؟
– لا بد للفنان، أو أي شخصية مشهورة ومعروفة في المجتمع أن يسلط الأضواء على المواضيع المعتمة والسلبية، وأيضا الإيجابية، التي تحدث هنا وهناك من أجل المعالجة والوقوف على أسباب تلك المشكلات، فكثيراً ما يطرق مسامعي أن بعضاً من أصحاب (التكسيات) يتعاملون بطريقة خاطئة مع الناس، إلا أن ما حدث معي كان مع أحد سائقي الأجرة الذي قام متقصداً بضرب سيارتي أثناء نزولي منها وكنت أقوم بنقل بعض الأغراض من السيارة، شعرت بأن السائق لم يكن بوعيه بل كان مخموراً، لذلك أثار هذا الحادث حفيظتي فوجهت نداءً الى وزارة الداخلية للحد من ظاهرة السائقين المخمورين من أصحاب سيارات الأجرة أثناء القيادة غير اللائقة في مجتمعنا.
* كم مرة بكيت وحيدة على وسادتك؟
– سابقا كنت أبكي كثيراً،
أما الآن فاستطعت أن أسيطر على دموعي.
*أخيراً ما خطواتك المقبلة على الصعيد الفني؟
– أنتظر أن أجسد دوراً يكون (قنبلة) ذات تأثير وصدى كبيرين، وإحساسي يخبرني بأنه سيتحقق.