سمية الخشاب لـ (الشبكة): “الحاج متولي” وضعني على طريق النجومية

2٬360

أحمد سميسم /

حين يُذكر اسمها لابد من أن يتبادر إلى الذهن عملها الفني الخالد الذي مازال راسخاً في ذاكرة الجمهور العربي، المسلسل الشهير (عائلة الحاج متولي)، رغم مرور 19 عاماً على إنتاجه. عرفها الجمهور بأدوارها الرومانسية الإيجابية المحبّبة، وعشق طلّتها منذ ظهورها الأول على شاشة التلفاز، فكانت لها قاعدة جماهيرية كبيرة لافتة على مستوى الوطن العربي.
خاضت تجربة الغناء (عشقها الأول) قبل أن تلج مجال التمثيل، واستمرت فيه حتى بعد أن أصبحت نجمة تلفزيونية وسينمائية مشهورة، فنانة متصالحة مع ذاتها كثيراً، متواضعة مع جمهورها حتى أنها ترد على أسئلة جمهورها ومحبيها يومياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنفسها دون الاستعانة بشخص يتحدث نيابة عنها كما تفعل أغلب الفنانات والمشاهير. حازت على جوائز عديدة وكرمت في أفخم المهرجانات العربية، لعل أبرزها جائزة (أفضل ممثلة عربية سينمائية) في مهرجان “الموريكس دور” في لبنان عام 2009. تسعى إلى تجسيد أدوار مختلفة عما قدمته في الدراما التلفزيونية، كما أنها فخورة بما حققته عبر مسيرتها الفنية ولم تندم على أي عمل فني يذكر.
(فراشة الشاشة العربية) الفنانة الجميلة سمية الخشاب حلّت ضيفة عزيزة ومميزة على “مجلة الشبكة العراقية” في حوار حصري لا تنقصه الصراحة والمتعة…
الخشاب لقب العائلة
* بداية اسمك الحقيقي هو (سمية سعيد السيد فتيحة) إذن من أين جاء لقب الخشاب؟
– اسمي الصريح “سمية سعيد السيد فتيحة الخشاب” كما هو مذكور في (جواز السفر) الرسمي، أما الخشاب فهو لقب العائلة الذي تمسكت به منذ بداياتي الفنية وقررت حينها أن يكون هو اسم الشهرة الفني لي لما له من تميز في اللفظ.
* ما أسباب غيابك عن الساحة الدرامية والسينمائية في الفترة الأخيرة ولاسيما أن الجمهور العربي ينتظر أدوارك الجميلة المهمة؟
– أسباب غيابي في الآونة الأخيرة عن الساحة الفنية يعود إلى الوضع العام للحالة الإنتاجية في الدراما والسينما، كما أني لم أجد موضوعاً جيداً لأخوض فيه، ولأنني أحترم جمهوري وأقدره فلا بد من أن لا يقل مستوى أعمالي الفنية عن سابقاتها، وهذا يتطلب التدقيق في الاختيار، ولاسيما أني أفضل النوع وليس الكم في الأعمال لأبقى محافظة على ثقة جمهوري بي، لذا لو شاهدت مسلسل (الحاج متولي) أو مسلسل (ريا وسكينة) أو أي عمل آخر لي لن تشعر بالملل لأنها أعمال مهمة وناجحة جداً وصادقة مع ذائقة الجمهور العربي عموماً.
الغناء عشقي الاول
* لماذا اعتذرتِ عن المشاركة في فيلم (صابر وراضي) مع الفنان أحمد آدم، واختيرت الفنانة اللبنانية رزان مغربي لتجسيد الدور بدلاً عنك؟
– اعتذرت عن فيلم (صابر وراضي) لأن المنتجين قرروا أن يبدأوا التصوير في ذروة تفشي جائحة كورونا، وقد أقلقني الأمر، لذلك اعتذرت لكادر الفيلم عن اشتراكي معهم وطلبت منهم أن يستعينوا بممثلة لتقوم بتأدية الدور بدلاً عني مع اعتزازي واحترامي الكبير للفنان النجم أحمد آدم والمنتج أحمد السبكي.
* الى جانب كونك ممثلة ناجحة بامتياز نعرف أنك خضت تجربة الغناء وانتجت عدداً من الأغاني والكليبات، ألا ترينها مغامرة كبيرة قد تفقدك هويتك الفنية بين جمهورك ومحبيك؟
– بالعكس، الغناء عشقي الأول ولديَّ جمهور كبير يشجعني على الاستمرار في الغناء وتقديم كل ما هو جديد، الحمد لله أغنياتي لاقت نجاحاً كبيراً، ولاسيما الأغاني الخليجية مثل أغنية (كل بعقله راضي) وأغنية (يا مسكين)، وأيضا قدمت فيديو كليب (بتستقوي) الذي يناهض العنف ضد المرأة ولاقى نجاحاً ومشاهدات كثيرة.
شيخة العرب
* الكاتب والشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي كان قد لقّبك بـ (شيخة العرب) ما قصة هذا اللقب؟
– هذا صحيح، الشاعر الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي أطلق عليّ لقب (شيخة العرب) حينما كتب أغاني مسلسل (وادي الملوك) وشاهد أدائي في المسلسل الذي أعجبه كثيراً وكان يقول لي إن ملامحك الشرقية الأصيلة وشخصيتك القوية هما سبب لقب شيخة العرب، الله يرحمه الخال عبد الرحمن الأبنودي كان رائعاً في كل شيء.
* يقال إن دورك في تجسيد شخصية (نجية) في مسلسل (وادي الملوك) قد أدخلك في مرحلة الاكتئاب، أصحيحٌ هذا؟
– غير صحيح، دوري في مسلسل (وادي الملوك) بشخصية (نجية) كان من أروع الأعمال وكنت مستمتعة جدا بأداء الدور والاجتهاد في تقديم شخصية المرأة الصعيدية القوية التي لا تترك حقها ولا تستسلم ولا يعرف الخوف طريقاً إلى قلبها.
* هل تؤيدين القول إن مسلسل (الحاج متولي) كان جواز مرورك نحو الشهرة والأضواء حينها؟ ولماذا بقي الدور في أذهان الجمهور حتى هذه اللحظة على الرغم من مرور 19 عاماً على انتاجه وتنوع أدوارك الدرامية بعده؟
– مسلسل الحاج متولي أعدّه حالة خاصة ومن أهم المسلسلات التي قدمت دراما عربية بشكل عام في السنوات الماضية وأعتقد أنه لن يتكرر، إذ أن هذا المسلسل نقلني نقلة نوعية كبيرة في مسيرتي الفنية ووضعني على طريق النجومية، وما زلت أتذكر المواقف والمشاهد الرائعة التي كانت تجمعني بالراحل الرائع الفنان الكبير نور الشريف وبالنجمتين العزيزتين على قلبي الفنانة غادة عبد الرازق والفنانة ماجدة زكي، الحاج متولي يعشقه الجمهور العربي جميعاً وعند مشاهدته لن يشعر المشاهد بالملل إطلاقاً حتى لو شاهده مرات عدة، هذا ما يقوله لي المعجبون حين أقابلهم في مكان ما.
الجرأة في اختيار الموضوع
* برأيك هل أنت مع أن يكون العمل الفني جريئاً في موضوعه؟ وهل الجرأة اليوم تفهم بأنها في المشاهد المثيرة مثلاً؟ كيف توضحين هذه الإشكالية؟
– ليس بالضرورة أن تكون الجرأة في طبيعة المشهد بل ممكن أن تكون في اختيار الموضوع أو القضية التي يناقشها الفيلم وتؤثر في المجتمع من حيث طرح موضوعات مهمة تحاكي واقع المجتمعات التي قد لا يتطرق لها الآخرون.
* ما الرسالة التي أردتِ إيصالها للمجتمع العربي عبر أغنيتك (عربية أنا)؟
– في فيديو كليب (عربية أنا) أردت إبراز دور المرأة العربية ومكانتها في المجتمع، الأغنية لها هدف وطني عربي بعيداً عن النمط الرومانسي والشعبي، التي تحمل رسالة قوية المضمون لكل نساء الوطن العربي وأهميتهن في بناء الأسرة والمجتمع، الأغنية من كلمات محمد حسن وهشام صادق وألحان سمية الخشاب.
حياتي جميلة
* لو عرض شريط حياتك أمامك وخيروك أن تحذفي شيئاً واحداً منه فماذا ستحذفين؟
– شريط حياتي رائع ولن أحذف شيئاً منه، مراحل حياتي كلها كانت جميلة ورائعة سواء في مرحلة الطفولة أو الدراسة أو مرحلة المراهقة أو دخولي عالم الفن والشهرة والأضواء، أنا دائماً راضية عن حياتي وأشكر الله على كل شيء.
* هل هناك دور تتمنين أن تجسديه في عمل درامي أو سينمائي؟
– أتمنى أن أجسد أدواراً مغايرة عن كل ما قدمته من أعمالي الفنية السابقة، وأحب جداً وتستهويني الأعمال التي تجسد شخصية المرأة الصعيدية.
التمثيل اصعب من الغناء
* خضتِ في مجالَي الغناء والتمثيل، فأيهما أصعب برأيك ولماذا؟
– التمثيل أصعب من الغناء بلا شك، لأنك حين تمثل فأنت تجسد شخصية غير شخصيتك، ولا بد أن تصدقها وتتعايش معها لكي تصل للمشاهد بمصداقية وحرفية عالية، لذا يتطلب ذلك جهوداً كبيرة وموهبة فريدة كي تستطيع إقناع المشاهد بما قدمته، أما الغناء فأنت تتعايش مع الكلمات واللحن وتغني بإحساسك الطبيعي دون تمثيل.
* عرفكِ الجمهور بتجسيدك الشخصيات الهادئة الرومانسية، ولعله صُدم بظهورك في شخصية “سكينة” الشريرة في مسلسل “ريا وسكينة” كيف رأيت الدور؟
– مسلسل (ريا وسكينة) عمل رائع وسعدت جداً بتجسيد شخصية (سكينة) إذ كان من أصعب الأدوار التي جسدتها في التمثيل، لذا فإن الممثل عليه أن يكون قادراً على تجسيد كل الأدوار الرومانسية أو الشريرة باحترافية عالية مع تنوع واختلاف الأدوار، وهنا تظهر إمكانيات الممثل البارع.
“كلش” احب العراقيين
* متى سنرى سمية الخشاب في بغداد ولاسيما أن لك جمهوراً كبيراً في العراق؟
– لدي جمهور كبير في العراق وأحبهم “كلش” -تضحك- وأتواصل معهم عبر حساباتي في السوشيل ميديا وأسعد جداً بتعليقاتهم وآرائهم، ومن دواعي سروري ان أكون في العراق والتقي جمهوري وأسعد بهم بإذن الله.
* لو عاد بك الزمن إلى الوراء هل ستختارين الفن أم سنراك في مجال آخر يستهويك ربما؟
– لو عاد بي الزمن إلى الوراء لتمنيت أن أكون ممثلة، أنا سعيدة جداً بمشواري الفني وما حققته من نجاح وجماهيرية عريضة في أنحاء الوطن العربي، فضلاً عن أعمالي التي تركت بصمة مميزة عند الجمهور لذا افتخر بمسيرتي الفنية وبأعمالي المميزة.
* ما الذي أخذه الفن منك وماذا أعطاك؟
– الفن أخذ مني الخصوصية، وأعطاني حب الناس وتشجيعهم والاهتمام المطلق وهذا أجمل شيء.
* ما مشاريعك الفنية المقبلة على صعيدي التمثيل والغناء؟ وماذا ستقولين عبر مجلة “الشبكة العراقية”؟
– لدي أكثر من عمل سينمائي وأيضاً مسلسل تلفزيوني جديد وهناك نشاط غنائي ستشهده الفترة المقبلة، شكراً لمجلة “الشبكة العراقية” والشكر موصول لحضرتك على إجراء هذا الحوار ولكل القراء الأعزاء.