عاصي الحلاني يروي لـ”الشبكة”: أول أغنية دفعت ثمنها “علقة” ساخنة من الأهل!
حيدر جبار/
في مؤتمر صحفي عقده في بغداد ،عند زياته للعراق قبل فترة، قال عاصي الحلاني رداً على سؤال: ماذا كنت تفكر وأنت في طريقك إلى بغداد؟ قال: هناك كثيرون لا يعرفون أنني من أصل عراقي، ولقب الحلاني يعود لمدينتي الحلة.. وأنا في طريقي للعراق انتابني شعور بأنني قادم إلى بلدي الأول الذي ترجع جذوري إليه، وابن العراق عليه أن يفتخر أنه من العراق.
عاصي الحلاني ،الذي أطلق عليه الإعلام اللبناني لقب “فارس الغناء العربي”،غنى من كلمات نخبة شعراء الأغنية العربية، مثل نزار فرنسيس ونزار قباني، وطربيه رحمة، وطوني أبي كرم، وغانم جاد شعلان، وسعود الشربتلي، وكريم العراقي، وغيرهم. حيث جسد في أغنياته رؤيته الخاصة بأن الفن رسالة اجتماعية وإنسانية في المقام الأول، فغنى للحب والعشاق وغنى للوطن والأرض. وغنى للأم وغنى مكافحاً الجوع والفقر.
في هذا الحوار (الدردشة) يتحدث عاصي لـ “الشبكة” عن الأغنية الأولى و”العلقة” الأولى من الأهل وعن الاتهامات الباطلة التي روّجها بعضهم عن مطعم في مصر حدثت فيه جريمة قتل، وقيل أن المطعم يعود إليه.
رأيته في مطار رفيق الحريري ببيروت… حين اقتربت منه وحادثته أدهشني بدماثة خلقه وبساطته برغم شهرته الكبيرة.. كان يتعامل مع الجميع باحترام جم وأريحية لافتة.
أردت التقاط صورة معه بواسطة هاتفي النقال من خلال شخص كان يسير مع الحلاني، لكنه ما لبث أن أعاد النقال لي قائلاً “لايمكن التصوير فالهاتف يقول بأن الذاكرة ممتلئة” ضحك الحلاني وقال لابد من تضحيتك ببعض الملفات التي تحتفظ بها بهاتفك حتى (يمشي حال) الكاميرا..
على ذكر التضحية ذكر الحلاني حكاية أول أغنية له وكيف ضحى وقتها وكيف تلقى (علقة) ساخنة في عام 1985: “حين قررت المغامرة بإكمال أغنيتي الأولى في ذلك الوقت كان عمري آنذاك (15)عاماً.. وكنت أتعلم العزف على آلة العود التي أحبها في معهد الموسيقى، وبينما كنت أعزف وأغني إذا بأستاذي يقترب مني ليقول لي: “صوتك حلو يا عاصي”، قلت له “هذا ما يقوله لي الجميع”..عندها قال لي “إذن لماذا لا تغني فعلياً؟” قلت له في حينها “وكيف ذلك ومن أين لي باللحن أو كلمات الأغنية؟” قال: “اطمئن سأحصل لك على الكلمات المناسبة وأنا أقوم بتلحينها.” فعلا قام أستاذي وأنا غير مصدق بتلحين الأغنية إذ جلب الكلمات من أحد الشعراء.. لكن المفارقة الموجعة حينها ،ههههه (يضحك)، حين عدت إلى البيت وأخبرت أهلي حصلت على (عَلقة)ساخنة وتوبيخ، فهم بالنهاية أهل ولديهم حرص على ضرورة عدم انشغالي بأي شأن آخر عن دراستي وضرورة التفوق فيها لأحقق أملهم.
قلت له: وكيف سارت الأمور بعد ذلك؟
“طبعا البدايات دائماً ما تكون مشوبة بشيء من الصعاب، فكنت أذهب إلى معهد الموسيقى من دون علمهم فكانت العلقة الثانية وكانت وطأتها أكبر بعد أن علموا كلفة الأغنية، فالأغنية كلفتني في حينها نحو ستة آلاف ليرة لبنانية مع أن والدي كان موظفاً بسيطاً ومرتبه ألف ليرة فقط بالشهر.”
يسترسل الحلاني “لذلك مررت بظرف نفسي لا أحسد عليه ورحت اندمج في مشاهدة أفلام “عبد الحليم حافظ” خاصة فيلمه الذي يجمعه بالسيدة شادية (معبودة الجماهير) والذي يجسد حكاية شاب فقير يعاني، لامتلاكه موهبة جميلة لكنه يجد في فقره عائقاً ربما يحول دون الوصول لهدفه الجميل فيتعذب كثيراً.. شاهدت هذا الفيلم أكثر من مرة، لأنه يحكي عن شاب كان لا شيء واستطاع أن يتفوق على “معبودة الجماهير” بموهبته الجميلة.. ودأبت على مشاهدة هذه الأفلام. وفي كل مرة كنت أتأثر أكثر وأعتقد بأنني أصبحت على قناعة بأن الموهوب يصل وإن اعترضته الكثير من الصعاب”..
يقول الفنان الحلاني: “بالعودة لحكاية التضحية التي أثراها هاتفك لاقتني مشكلة كيفية تأمين تكلفة الأغنية التي بدت للوهلة الأولى شبه مستحيله لكنني ضحيت وهنا تأتي التضحية، أذكر أنني ضحيت بسلسال من الذهب كنت أملكه وأعتز به وبدأت أجمع المال من هنا وهناك حتى استطعت أن أصل الى المبلغ المطلوب، وسجّلت أول أغنية وكانت بعنوان “سلمت عليك” والتي لم تحصد الصدى الذي كنت أطمح له نظراً لعدم امتلاكي التجربة والنضج الفني في ذلك الوقت.. بدايتي الحقيقية كانت في عام 1988 عندما دخلت في مسابقة(استديو الفن)وحققت نجاحاً طيباً في فئة الغناء الفلكلوري.. وكان أول ألبوم غنائي لي عام 1989 والحمد لله مضيت في مسيرتي والتوفيق من الله”.
سألته: وما حكاية امتلاكك لمطعم “كييف” الشهير في مصر والذي حدث فيه مقتل شاب مصري بعد مباراة كرة قدم؟
– للأسف بعض وسائل الإعلام لا تتوخى الدقة في نشر الأخبار وتنشرها بشكل مرسل لا يستند الى معلومة موثوقة! أقول كما ذكرت في حينها عبر حسابي الشخصي على تويتر، في تغريدة قلت فيها: “أنفي ما تردد عن امتلاكي مطعماً في مصر، ولاعلاقة لي بالمطعم الذي حدثت فيه حالة القتل… نتمنى على وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل الخبر”.
يذكر أن أحد فروع سلسلة مطاعم “كييف” في مدينة مصر الجديدة بالقاهرة، شهد قبل فترة حادثة قتل الشاب المصري “محمود بيومي” من قبل مسؤولي المطعم، أمام خطيبته، عقب مباراة المنتخب المصري مع المنتخب الكاميروني في بطولة كأس الأمم الأفريقية السابقة.