في عيدهن.. العراقيات نساء الأرض والحياة

1٬203

ذوالفقار يوسف /

يجلس الشاب أحمد في عجلته منتظراً زوجته التي ذهبت للتسوق في شارع فلسطين، حينها بدأ خياله ينظر إلى الأشياء بصورة مختلفة وهو يراقب النساء المارّات على الطريق، ليسأل نفسه: “ماذا لو لم تكن هناك امرأة في العالم؟!” ليجيبه كل ما تتكون منه هذه المخلوقة، بأنها “الألوان والحب والابتسامات، الأحلام والرقة، وجودها ومسؤوليتها كمساندة للرجل، فكل الموجودات ناقصة وجامدة لولا هذا الكائن.”
كانت عيناه تسرحان في عالم شفاف لا ظلام فيه، ينهي أحمد تساؤلاته وهو يقول: “ماذا كنا سنفعل نحن الرجال لولاكنّ!”
عيد القوارير
تفيض الفنانة القديرة (إنعام الربيعي) بمكنون قلبها إلى مجلة “الشبكة العراقية” عبر سطور مليئة بالحب. فعلى الرغم من انشغالها المستمر، إلا أنها أبت أن تتخطى هذه المناسبة، لتبعث رسالتها كمبدعة في مجال الفن لتقول: “أهنئ الأم والسيدة العراقية بمناسبة عيد المرأة، إذ لا تقتصر هذه المناسبة على الأم العراقية فقط، بل إن معها الأخت والابنة والعمة والخالة، فهي أم المجتمع وأحد أهم أعمدته القويمة، ذلك الكائن المربي والمكافح، وتلك الأيقونة التي تضيء برونقها طريق الأجيال، بحنانها تارة، وبعزيمتها وإصرارها تارة أخرى، ولم تثنها الحروب والأزمات عن رؤيتها المستقبل المشرق لمجتمعها.”
تضيف الربيعي: “لابد من فسح المجال أمام المرأة لتخوض الحياة في كل مضاميرها، لأنها ناجحة وتستطيع إدارة كل شيء وأي شيء، ولاسيما إذا وقف معها من يساندها، لأنها تلك القارورة التي أوصى رسولنا الكريم بالرفق بها، لذلك أقول كل عام وقواريرنا بألف خير ونجاح وجمال.”
ملكات
المدير العام لدائرة ثقافة الأطفال الدكتورة (ابتهال خاجيك تكلان) تؤكد من خلال سطورها إلى مجلة “الشبكة العراقية” أن “القوة والإصرار أساسان لكل امرأة ناجحة، ولابد من أن نستلهم قصص كفاح ونجاح المرأة في سابق الزمان، لكي نستحق أن نحمل تلك الجينات العظيمة.”
تضيف تكلان: “استلهمت قوتي من الملكات (أنخدوانا وشبعاد وسميراميس)، فهن ملكات العراق اللاتي خلدن أسماءهن بإنجازاتهن، لذلك لابد لنا -نحن نساء العراق- من أن نحذو حذوهن، وأن نحقق ذلك المبتغى الذي نتمنى أن نكون عليه، فلا توجد امرأة عراقية ضعيفة، إذ أن الحروب والأزمات كانتا كفيلتين بأن تجعلها من أقوى نساء العالم، لذلك أقول لها: كل عام وأنت تلك الشمس التي تضيء سماء العراق، وستبقين كذلك ما بقيت الدنيا وبقي الليل والنهار.”
صرخة
أما مديرة المكتب الإعلامي في الوزارة الثقافة الدكتورة (زهرة الجبوري) فقد بعثت تهانيها إلى المرأة عبر منبرنا بطريقتها الخاصة لتقول: “ولأننا نحتفي بعيد المرأة، فإن علينا أن نرفض أن يكون عيدها مجرد يوم ينتهي أو مجرد احتفاء، لذلك فإني كامرأة أطالب بأن يكون عيداً حقيقياً بكل معنى الكلمة، وأن تهتم الحكومة العراقية بمنجز المرأة العراقية من خلال إشراكها في بناء الدولة وإعطائها دورها الفعلي، كما أني أرفض أن تعمل المرأة من خلف الكواليس، لأنها تقود بالفعل عجلة السلام والتطور، وأرفض تهميش المرأة العراقية العاملة في المؤسسات الحكومية، وأكرر رفضي أن تكون هناك نساء لمجرد المحاصصة المقيتة، وأن يؤخذ مكان من عملت بجد وتعمل بصمت، لذا فإن علينا أن نحارب كل أشكال التهميش الموجود حالياً في مؤسساتنا، ونفسح المجال أمامها لتمثلنا في جميع المجالات، لذلك فإن عيد المرأة ما هو إلا صرخة للمطالبة بحقوقنا.”
انتزاع الحقوق
الشاعرة (منى السبع) خطّت بقلمها المبدع حروف التهنئة وقالت: “يأتي الاحتفال بيوم المرأة العالمي في الثامن من آذار من كل عام بمثابة الاعتراف بجهودها الكبيرة في بناء الحياة، جنباً إلى جنب مع الرجل، ومن نافل القول أن نذكر معاناة المرأة على مدى التاريخ وفي كل المجتمعات من الحيف والتهميش بسبب الخطاب الاجتماعي غير المنصف، لكن النساء في الغرب استطعن أن ينتزعن حقوقهن بعد أن قدمن التضحيات الجسام بعد حادث حرقهن في مصنع النسيج من قبل صاحب العمل، فكانت تلك الشرارة التي أحرقت القوانين المتعسفة بحقهن.”
شراكة
مديرة قسم الإعلام والاتصال الحكومي في وزارة الموارد المائية (زينة صاحب) تهنئ النساء أجمع بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتدعو للاهتمام بهذا اليوم من قبل المنظمات والمؤسسات، وتؤكد “يجب التوجه نحو إصدار القوانين والتشريعات التي تخص المرأة، وتحديثها، لكي تأخذ المساحة الكافية في ممارسة أعمالها ودورها في المجتمع، إذ أنها قادرة على إدارة المجتمع والدخول فيه كشريك مع الرجل لإدارة مؤسسات الدولة، إضافة إلى دورها الأساسي والمهم الذي أوكلته لها الشرائع السماوية وديننا الإسلامي، وهو الاهتمام بعائلتها وتربية أطفالها وإنتاج جيل قادر على قيادة البلد وصناعة المستقبل.”
حماية
من جانبها، تهنئ السيدة (شميران مروكل) سكرتيرة رابطة المرأة العراقية، ورئيسة (شبكة حقي) للمدافعات عن حقوق الإنسان، جميع النساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة العراقية وجميع نساء العالم، وتستذكر بقولها إن “الجهود الرائعة التي تبذلها المنظمات النسوية والنساء المناضلات الحاملات الرسالة الإنسانية للمطالبة والدفاع عن الحقوق التي اكتسبتها في العالم من أجل الحياة الكريمة للنساء، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، ونطالب بهذه المناسبة الحكومة والبرلمان العراقيين بالعمل الجاد لتنفيذ الستراتيجيات والخطط الوطنية لتغيير الواقع المرير للمرأة، وتوفير العيش الكريم لها، وحمايتها من العنف والاستغلال، وإلغاء القوانين التي تتعارض مع الدستور العراقي والاتفاقيات الدولية، والإسراع بتشريع قانون مناهضة العنف الأسري.”