محمد هنيدي لـ”الشبكة”: العرب يعشقون الكوميديا.. وأميركا اختارتني

2٬007

مروة مغربي /

“ماله هو ومال سنية.. وسنية مالها بيه.. ليه عليها دمعه سايل جوه قلبه وبين عينيه”.. مشهد أصر على تكراره المخرج الراحل يوسف شاهين للفنان عمرو عبد الجليل وفي الخلفية يظهر وجه جديد لا يعرف اسمه أحد، تلمع عيناه بالإصرار.. المشهد الذي لم ينبئ عن ظهور ممثل كوميدي قريبا في الساحة الفنية كان بمثابة نقطة اللاعودة بالنسبة إليه، ففي صيف عام ١٩٧٩ تحديدا، عندما عُرض فيلم “إسكندرية ليه”..
بخطوات جسورة صَعد إلى البطولة كاسرا معايير السوق وأرقام شباك التذاكر ومقاييس البطل السينمائية، ربما كان وصلا بينه وبين الله لا يعلمه بشر منحه مكانة في قلوب الناس لا ينافسه فيها أحد، في السطور الآتية يتحدّث الفنان محمد هنيدي لـ”الشبكة” عن آخر أعماله وطموحاته للعام المقبل.
بعد موافقة الرقابة على تصويره.. كيف تستعد لفيلم “الأنس والنمس”؟
– بعد أن انتهيت من قراءة “الأنس والنمس” سعدت به جدَّا، لا سيما أنّه ثاني عمل يجمعني مع المخرج الرائع شريف عرفة بعد فيلم “فول الصين العظيم”، ولكن قررنا تأجيل تصويره والاستعداد له حاليا نظرا لارتباطي بتصوير فيلم “كينج سايز”، وعقب الانتهاء منه سنبدأ فورا في تصوير “الأنس والنمس”.
لماذا برأيك لا تنافس الأفلام الكوميدية العربية مثيلاتها في السينما العالمية.. هل السبب هو الجمهور أم صناع الكوميديا؟
– الكوميديا في السينما العربية في السنوات الأخيرة حظيت بمستوى عالٍ جدا من التكنيك في التصوير والإخراج والانتشار على صعيد الوطن العربي، بل أرجح أن تنافس قريبا خارج منطقة الشرق الأوسط نظرا إلى أنها تُعرض منذ أعوام في دور العرض في أوروبا وأميركا والسويد وغيرها من الدول الأوروبية، وتحصد نجاحا ملحوظا فلا يوجد هناك ما يعوقها عن المنافسة.
هل تُظلم الأفلام الكوميدية من قِبل لجان التحكيم بالمهرجانات السينمائية؟
– لا أعتقد ذلك، ربما مواعيد انعقاد المهرجانات تختلف أحيانا عن مواعيد عرض الأفلام الكوميدية في دور العرض السينمائي.
هل تعدّ ذلك سبباً كافياً؟
– بالطبع… لأنّ الأفلام الكوميدية جماهيرية بطبعها وأغلب المهرجانات السينمائية تشترط عدم عرض الفيلم في دور العرض السينمائي قبل المشاركة به، ولكن كل هذا لا ينفي ثِقل الفيلم الكوميدي في تاريخ السينما العربية وحاضرها، وحجم تأثيره أيضا في الشارع العربي وجمهوره باختلاف مراحله العمرية وخلفياته الثقافية والاجتماعية هو ما يجعله من وجهة نظري الأكثر نجاحا وانتشارا. بعد فترة ابتعاد طويلة عن المسرح، عدت بـعملك (٣ أيام في الساحل).. هل ترى ثمة فرقاً كبيراً بين جمهور اليوم وجمهور “عفرتو” و “ألابندا”؟
– إطلاقا، جمهور المسرح يحب المسرح دوماً ويشتاق إليه، وفي حالة شغف تجاه ما نقدمه وهو ما يحملنا مسؤولية كبيرة بالطبع، ولكن أستطيع أن أرى وجه الاختلاف فعلا في المسرح نفسه على جميع الأصعدة من الصورة البصرية للموسيقى والإضاءة والإخراج والديكور والاستعراضات، هذه كلها عناصر هامة للغاية وتشهد الآن تطورا ملحوظا عن السنوات الماضية جعلني ألمس الاختلاف.
هل سيعرض (٣ أيام في الساحل) مرة أخرى في موسم الرياض المقبل؟
– تم افتتاح موسم الرياض الحالي بـ(٣ أيام في الساحل) وسعدت بنجاحها وما حصدته من ردّ فعل الجمهور واحتفائه بنا وعدنا منذ أيام قليلة، أعتقد إذا تمّ عرضها مرة أخرى فلن يكون الآن على أقل تقدير.
ألا تقلقك فكرة الارتجال خلال الاستاند اب كوميدي على خشبة المسرح؟
– الاستاند اب تجربة جديدة في مشواري الفني أخوضها وأنا سعيد بها لأنها قائمة على الارتجال، وهو عشقي الأول والوحيد منذ كنت طالبا بالمعهد العالي للسينما، وبداية مشواري بالمسرح، وأعتقد أنني موفق في تلك المنطقة.. وأتمنى أن تكون لنا بصمة ونقدم ما يحظى بإعجاب الجمهور.
لماذا اخترت الولايات المتحدة الأميركية لعرض الاستاند اب كوميدي الذي تحضّر له حاليا؟
– أميركا هي اللي اختارتني، فالعرض قُدَّم لي من قِبل شركة “ليفتي”، وهي من أكبر الشركات المنتجة في مجال المسرح والاستاند اب كوميدي هناك، ووقعنا العقد بعد اجتماعات ومقابلات عدة في مصر، اتفقنا فيها على الخطوط العريضة والمواضيع التي سنناقشها في العروض.. الحقيقة أميركا لم تكن اختياري.
هل الفنان الكوميدي أكثر عُرضة للاكتئاب من أبناء جيله؟
ربنا يكفينا شر الاكتئاب، بلا شك هناك تحديات كبيرة يواجهها أي فنان وربما نواجه بعض الصعوبات بين حين وآخر كما الحال في معظم المهن لكن الحمد لله لا تصل إلى مرحلة الاكتئاب، وإذا حدث فـلا نقول إلا: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
هل هناك تعاون وشيك مع شركة “ديزني” العالمية؟
– الحقيقة أنا أعشق الأطفال واستمتع بأي أعمال أقدّمها لهم سواء أكانت تمثيلاً أو دوبلاجاً، لم نتفق على التفاصيل كافة ولكن إن شاء الله يوجد تعاون قريبا.. أتمنى ذلك.
لماذا أصبحت الكوميديا سلعة نفيسة أمام الجمهور العربي؟
– هذا قدرنا وعملنا الذي نسعى دائما للنجاح فيه، أنا أعدّ سعادة الناس عن أي عمل أقدمه أكبر هدية تمنحنا الطاقة لنكمل وهي لا تقدر بثمن.
إذا عرض عليك عمل فني عراقي.. هل توافق على المشاركة به؟
– لمَ لا.. الشعب العراقي بقدر ما يمتلك من ثقافة ووعي ناضج إلا أنه عفوي وبسيط وشديد التعلق بالسينما المصرية، أعتقد أن مهمة الفن الحقيقية هى مدّ جسور التواصل بين مختلف الشعوب.
ما معايير الاختيار بالنسبة إليك؟
– أحرص على قراءة الورق جيدا وبدقة وأذاكره أكثر من مرة، فالمعيار الأول بالنسبة لى هو إسعاد الناس.