محمود أنور: النجومية رهنٌ بجودة العمل

2٬333

 حيدر النعيمي /

الفتى الجميل الذي ترعرع في أحد أزقة منطقة الكرخ حيث علاوي الحلة، وبالتحديد محلة الدوريين، لم يكن يعرف أنه سيصبح النجم الأوحد في الثمانينات ولايستطيع حتى الخروج أمام الملأ.

إنه الفنان محمود أنور، أحد اكتشافات الفنان القدير فاروق هلال في الفرقة النغمية، فكان الأب الروحي والداعم الأكبر له في مسيرته المميزة.
يتواجد بيننا ببغداد في رحلة لزيارة الأهل ولقاء الأصدقاء والأحبّة، فانتهزنا الفرصة ليكون معه هذا الحوار :

* تتواجد في بغداد قادماً من غربتك الأميركية، فماهي طبيعة هذه الزيارة؟

– جاءت هذه الزيارة لعدة أسباب أهمها مرض والدتي، أحببت أن أطمئن عليها وكذلك كانت فرصة لرؤية بقية أفراد العائلة والأقارب.
وتزامنت زيارتي أيضا مع تكريمي من قبل اتحاد الأدباء في بغداد بـ “درع الجواهري”، وكذلك الاتفاق على مجموعة من الحفلات والأنشطة الفنية، وهي فرصة لأطل على جمهوري الحبيب من خلال الاذاعات وشاشات الفضائيات، ولله الحمد هنالك إقبال كبير عليّ وما زلت في الذاكرة وإن شاء الله اقدم لجمهوري الحبيب بعض الأعمال الجديدة.

شبكة الإعلام

* 25 سنة اغتراب كيف تحافظ على نجوميتك؟

– الأسباب معروفة وتتلخص بـ “نوعية الأعمال” التي مازالت في ذاكرة الناس، وكذلك الهوية الصوتية والحس وعطاء الفنان ومعاملته مع جمهوره وانطباعات الناس عنه، وأنا ممتن لجمهوري الحبيب لأنه استقبلني استقبالاً رائعاً وكبيراً، وهذا يدل على محبته لي ومحبتي له.

* يبدو أن هذه الزيارة تحمل الكثير من الأنشطة فهل هنالك شيء قريب؟

– النشاط موجود ولكن للأسف الخلل بالإعلام وكذلك احتكار القنوات الفضائية لفئة معينة فقط من الفنانين، بينما يغضون النظر عن الأغاني الحديثة التي صورتها مؤخرا، من جانب آخر سيكون لدي عمل وطني لصالح شبكة الإعلام العراقي بعد اجتماعي مع رئيس شبكة الإعلام العراقي والتباحث حوله، وحاليا أفكر بإطلاق عمل عاطفي أنا والفنان علي بدر كدويتو سيكون من ألحانه.

حكايتي مع ماجد المهندس

* كثير من الفنانين العرب أعادوا غناء أعمالك الفنية فمن منهم أستاذن منك؟

– جميع من تغنى بأعمالي من راشد الماجد وملحم زين وديانا حداد وسارية السواس وزين العمر وغيرهم لم يبادروا الى الاتصال بي أو الاستئذان مني، سوى واحد فقط وهو الفنان ماجد المهندس الذي أخبرني عن استعداده لدفع أية حقوق ممكن ان أطلبها منه، ولكني رفضت هذا العرض، لكوني طلبت منه عدة شروط فلم نتوصل الى اتفاق حينها عليها، بعدها حاول المهندس عن طريق مدير أعماله المخرج والشاعر فائق حسن أن يتوصل الى أرضائي بطريقة أخرى فرفضت.

* هل مازلت تحتفظ بأغنيات قديمة لك لم ترَ النور الى الآن؟

– نعم هنالك خزين كبير عندي من هذه الأعمال، لم أنفذها لأني لا أرى أن وقتها حان الآن فلكل أغنية وقت معين، أتذكر انه ذات يوم جاءني الملحن علي سرحان بعدما أوصاه الفنان القدير فاروق هلال بالذهاب الي فجاء لي بلحن اغنية “تعال ياحبيبي”، فقلت له ليس هذا العمل الذي سنطرحه فغنتها بدلا عني الفنانة أمل خضير، وبعد غيابه لفترة جاءني بعمل آخر وهو من ألحانه أيضا وكان “ويلاه يا ويلاه” فوافقت عليه فورا.
في كركوك حملوا سيارتي

* سابقاً كانت الساحة الفنية تعتمد على النجم الأوحد، حالياً في عصرنا لم يعد لدينا نجم بل “مشهور” لكون لديه اغنية ضاربة، لماذا اختفى النجم وظهر بدلاً عنه مشاهير ؟

– الآن لغة النجم غير موجودة، واستبدلت بالشهرة، والسبب يعود الى البث المكثف من خلال قنوات الشركات المحتكرة لهم، فتلاحظ أن الاغنية اصبح بقاؤها في ذاكرة المتلقي ضعيفا ولفترة قصيرة.

* غير تمزيق بدلة “السموكن” في البصرة عند انتهاء حفلتك من قبل المعجبات هل تحتفظ ذاكرتك بحوادث مشابهة؟
– نعم في محافظة كركوك وفي ملعب كركوك بالتحديد عام 1990 كان لدي حفل جماهيري هناك وكنت وقتها أمتلك سيارة مرسيدس “جامبو” وهي كما تعرفون ثقيلة الوزن جدا …. أقسم بالله العظيم تم رفع السيارة من الأرض من قبل الجمهور احتفاءً بي.

* هل الآن يصادفك من جمهورك الثمانيني في هذه الزيارة؟

– هنالك موقف طريف بهذا الشأن فأثناء تجوالي في الشارع المحاذي لمتنزه الزوراء جاءت امرأة مع ابنتين شابتين واذا بها تحضنني بقوة وتقبلني أمام بناتها فتصوروا أنني أحد أقاربها فقالوا لها : من هو ….قالت لهم : إنه الفنان محمود أنور الذي كان لايستطيع الخروج في الشارع الا بصعوبة وكان فتى أحلام الفتيات وكان يعمل ثورة كبيرة عند مجيئه لإحدى الجامعات حيث تتراكض الفتيات عليه بشكل هستيري .

* ماذا ينقص الأغنية العراقية الآن؟

– هنالك مشكلة عند الملحنين أنهم متأثرون بالذوق العام لدى الشارع، وهذا يعود لعدم رجوعهم للأغاني القديمة نوعياً ولحنياً.

* ماذا تود قوله لجمهورك؟

– حقيقة أشكر هذا الجمهور الوفي الذواق الذي لاحظت لهفته وشوقه لي مؤخرا أثناء اطلالاتي الاعلامية، وأنا أكنّ له كل محبة واحترام وتقدير وأن شاء الله أرد له الدين بتواصل العطاء لهم مع جزيل محبتي وتقديري.