مسيحيو العراق.. ملح أرضه
ضحى مجيد سعيد / الشبكة/
تصوير – مكتب اعلام رئاسة الوزراء/
شارك رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أبناء المكون المسيحي في العاصمة بغداد، الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة، مقدما التهنئة لجميع أبناء شعبنا العراقي ، والمسيحيين منه خاصة بهذه المناسبة المباركة”.
وخلال تبادله الأحاديث مع الأسر المسيحية اكد السوداني أن “المسيحيين هم ملح أرض العراق، ومكون أصيل في بلدنا وشعبنا، أسهموا في بناء الدولة، مؤكداً أن وجود المسيحيين في العراق هو عامل قوة للبلد”، معبراً عن “اعتزازه بجميع أطياف الشعب العراقي”مشيراً إلى “حضوره قداس الميلاد في السنة الماضية، وأن عدم حضور قداس هذا العام كان بسبب حادثة الحمدانية والتضامن مع مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة”.
واحتفلت الإنسانية، ليلة الأحد / الإثنين 24 / 25 كانون الأول الحالي بالكريسمس.. عيد ميلاد يسوع، السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، في أجواء مبهجة وضاءة تمجد الله في العلى، وتتوسد أرضاً غرست في ثراها ورود السلام عاطرة الشذى بالبرد الشفيف والثلج والندى والـتفاؤل.
تعاليم دينية
يقول القس ظافر النجار، راعي كنيسة العهد الجديد المعمدانية في أربيل وقره قوش: نتقدس طالبين المعونة من رب المعونة أن تكون السنة الجديدة ملؤها المحبة وأن يعم السلام الحقيقي بلدنا الحبيب العراق وكل العالم.
وأضاف: إننا نهتم بالاحتفالات الروحية وليس المادية، ونتقدم بقلب طاهر ونطلب من الله أن تكون سنة 2024 سنة سلام وفرح وغفران.
وأوضح أن هناك اختلافات في الطقوس من بلد إلى آخر ومن مكان إلى آخر، منها طقوس تتسم بالتسابيح والأهازيج والفرح بمناسبه قدوم مولد السيد المسيح. ملمحاً: للأسف الشديد يتناقص عدد رواد الكنائس يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة بسبب الاضطرابات المستمرة التي يعيشها بلدنا الحبيب العراق.
الرجاء لا اليأس
وأضاف أن عيد الميلاد يوم مبارك لأنه يصادف موعد ولادة المحبة الباذخة، ولادة السلام الحقيقي. مستفيضاً: مولد المسيح نقطة انطلاق وخطوة لخلاص كل البشرية وليس المسيحيين فقط، ليواجه الموت بالحياة ويعطي الفرح بدل النواح والرجاء بدل اليأس، ليس فقط يوم 25 هو فرحنا، بل كل الأيام هي أعياد لنا، لأنه يمثل كل الايام.
وتمنى القس النجار أن يعم السلام والوئام والمحبة والصلاح هذه السنة، ولاسيما لبلدنا العزيز العراق، كما أوصانا المسيح أن نصلي ونطلب من الله أن يعطي حكامنا ومسؤولينا في بلدنا، يعني (حكومتنا)، الحكمة والرشاد والنصح في إدارة بلدنا بالشكل الصحيح لنعيش بسلام الله الذي وهبه لنا. مشدداً: بالنسبة لبلدنا نلاحظ اهتمام الدولة بهذه المناسبة العظيمة من خلال التهاني وذكر المناسبة، وكذلك تخصيص عطلة رسمية خلال فترة العيد، وهذا بحد ذاته مشاركه رائعة تمثل اهتمام الدولة بمكوننا المسيحي.
وكشف: نحترم إخوتنا في هذا البلد ونشاركهم المناسبات الحلوة والمرة، كوننا نعيش في أرض واحدة ووطن واحد، ولنا مصير مشترك واحد. معلقاً: احتفالات رأس السنة بالنسبة لنا هي ليست احتفالات فيها توجه لفرح أرضي او مادي او وقتي لتسلية ذواتنا، بل فرحنا هو روحي سماوي بحت، فرح وسلوك وقداسة وشراكة مع الله لكي نعزي الحزانى والمتألمين والمهمشين، وبالتالي مشاركة الأفراح والأحزان مع مختلف فئات شعبنا.
رؤية فنية ساخنة
من جانبه، قال الفنان جواد الشكرجي: نستقبل هذا العيد في هذا العام بمشاركة الفرحة مع إخوتنا المسيحيين، شركاء الوطن، إنما هو عيد تنبعث بهجته من سويداء قلوبنا وشغاف مشاعرنا التي تتهجى حروف الانتماء الى الإنسانية بوجدان صريح، إذ إن الإنسان يستأنس بالأفكار والطقوس الشاملة التي تشده مثل باقة ورد إلى شعوب العالم كافة.
واكد الشكرجي أن برد قطرات الندى الشفيفة تبعث الحيوية في الجسد الإنساني وتهيئه للفرح المشترك مع عائلته وأصدقائه، ومع جمهورنا، إذ تجد المهنئين بالكريسماس طوال هذه الليلة في أربيل، حيث أقيم، مقدماً برنامجي “عائلتي تربح” وكأن الآية القرآنية الكريمة “ولسوف يعطيك ربك فترضى” تتجلى أمامي، حيثما وليت وجهي في هذا اليوم العظيم.. الكريسماس.
الى ذلك قال الفنان سعدون جابر: غنيت للعيد “يجمار القلب” التي تصلح لكل مناسبة سعيدة، وهذا يدل على أن المناسبات السعيدة يتداخل فيها أبناء العراق من مسلمين ومسيحيين وسواهما، فالفن يأخذ مداه من الخلود بارتباطه بالمناسبات العظمى المقدسة، مثل عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، بوصفه عيداً للبشرية جمعاء.
وهنأ الفنان سعدون كل العراقيين والإنسانية بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام؛ مؤكداً أنها فرصة لأن نعيش البهجة والسرور والسعادة.. ممتزجة بالإيمان بالله ورسله وكتبه أجمعين، التي تتجسد في الكريسماس، إذ نبدأ مع مطلع كل عام حياة جديدة لنؤسس للصواب بغلق منابع الأخطاء وتعميق الخير وتطويره والتأسيس عليه، فكل عام لنا بداية تفيد من المتحقق وتتواصل معه.. مبارك الكريسماس للعراقيين والمسلمين والمسيحيين والناس كلها.
رسالة الإيمان
فيما قالت العداءة د. إيمان صبيح، الأستاذة في كلية التربية الرياضية، جامعة بغداد:
تتداخل المشاعر الإيمانية بين المسلمين والمسيحيين وسواهما من الأديان التي تعيش في العراق الموحد بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، فنحن كمسلمين نلتزم برسالة الإيمان التي جاءت قبل ديننا، خاتم الأديان، فالمسلمون جزء من الإنسانية وتعاليم ديننا تحث على الانتماء.. سلاماً للآخرين.
وأضافت: أبارك الكريسماس لكل البشر على وجه الأرض.. وأسأل الله أن يعيده على المسلمين والمسيحيين والناس أجمعين بالخير والبركة، الأعياد شموع تضيء الأيام وورود تنشر عطراً بين الساعات والأوقات والأمكنة.
حارس بوابة الحب
بينما دعت المواطنة أم أحمد الناس الى تبادل المحبة وإنهاء الخصومات، معبرة عن حب عميق للإنسانية جمعاء في هذا اليوم العظيم. فيما قال نجلها أحمد حنا قرياقوس وزوجته نيفين، وأحفادها بنار ومراد وسميرة: نتوارث تعاليم الرب عن طريق الإنجيل وما جاء به السيد المسيح، مقدسين يوم ميلاده العظيم، نجدد أيماننا بالله وولاءنا للوطن وانتماءنا للإنسانية ونحتفل على مدى عامٍ يمتد الى أقصى العمر وفي كل مكان، إنه المسيح بن العذراء، ناشر الحب وحارس السلام.