ناظم شاكر وداعاً غزال الكرة العراقية

2٬150

#خليك_بالبيت

أحمد رحيم نعمة – اميرة محسن /

فارس آخر تجبره الكورونا الملعونة على الترجل، بعد أن كان يشقّ عنان سماء الملاعب، باسمه، وأخلاقه، وفنّه الكروي المميز، وقع الفارس ناظم شاكر ضحية (الجائحة) التي أجبرته على الترجل عن جواده.
كان شاكر عنيداً أوقف أشرس المهاجمين ومن مختلف الدول، إلا أنّه نسي فنون الدفاع بوجه كورونا، فطرحته ميتا على فراش المرض، خدعه المرض، وراوغه، وفي غفلة من الزمن، ذهبت روح أبي فهد إلى دار الآخرة، وهي دار البقاء، لا راد لأمر الله، ولا نجاة من وعده، لقد شكّلت وفاة القامة الرياضية ناظم شاكر لوعة في نفوس العراقيين بعد 32 يوما قضاها في المستشفى، فالموت حاضر وأحلام العراقيين مؤجلة والأمنيات يصعب تحقيقها، وتبقى الإنجازات والألقاب والكؤوس والجوائز شاهد عيان على ما قدّمه الراحل للكرة العراقية. عن رحيل الأسطورة ناظم شاكر قال وزير الشباب والرياضة عدنان درجال: لقد كان الخبر كالصاعقة، لم يصدق الجميع خبر وفاته، عندما التقيته كان في وضع متأزم بسبب الفايروس، تألمت كثيراً لرحيله فقد كان إنساناً رائعاً بكل شيء، أسكنه الله فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة.
رحل الصديق الصدوق
بينما قال عضو الهيئة التطبيعية في اتحاد الكرة العراقي الدكتور أسعد لازم: لقد رحل ناظم شاكر الصديق الوفي، ليس هناك قسوة والما على الشخص اشد من سماع نبأ وفاة صديقٍ كان اقرب مِن اخٍ له، لا سيما اذا كان الصديق وفياً صادقَ الوعدِ لاخرِ لحظةٍ قَبل ان ياخذهُ الموت مِن صديقه، على الرّغمِ مِن ان الموت حقٌ على كُلِ انسان، الا انّهُ الاقسى والاصعب والافجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُ.
صديق العمر
ونعى الحارس الكبير كاظم شبيب صديق عمره قائلاً: وداعا وداعا وداعا يا رفيق العمر، وداعا يا رفيق الدرب، وداعا أيها النقي، نم قرير العين، سأبكيك طول عمري، لأنك الصديق والرفيق والحبيب والعزيز، الكل يحبك يا أبا فهد، تركت إرثا كبيرا في قلوب المحبين، نم قرير العين يا رفيق العمر، لقد عاصرته أيام الشباب التي كانت أجمل أيام عمري، أسكنك الله فسيح جناته وجعل قبرك روضة من رياض الجنة. وإنا لله وإنا اليه راجعون.
أيام لا تنسى
أما النجم الكروي السابق أسامة نوري فقال بحزن عميق: إنّ القلب ليحزن وإن العين لتدمع لفراقك يا رفيق دربي، لقد رحلت بالجسد وروحك ما زالت حاضرة بيننا ترفرف في كل مناسبة، في كل صورة وفي كل تمرين وفي كل مباراة وفي كل مناسبة، عن ماذا اتكلم عن صداقة عمرها 53 عاماً من أزقه الدورة، إلى المدرسة، إلى منتخب التربية، إلى نادي القوه الجوية، إلى منتخب الشباب، إلى المنتخب الوطني وغيرها، تذكّرت أول يوم دخلنا نادي القوه الجوية، كنّا شباباً مفعمين بالحيوية والنشاط منذ نعومة أظافرنا رسمنا لأنفسنا هدفاً كيف نصل إلى النجومية وعملنا بجد واجتهاد من أجل أن نصل إلى هدفنا المنشود، وتحقّق الحلم وخدمنا النادي الجوي خير تمثيل، إلى وصولنا إلى الدولية وحصلنا على المركز الاول لمنتخب شباب آسيا ثم المركز الأول مع المنتخب الوطني في الألعاب الآسيوية وغيرها….. أما اليوم فشعرت بفراغ رهيب وأنا أدخل النادي وأنت غير موجود بجانبي، لقد تعثرت خطواتي لأن سندي تغيّب عني ورأيت صورك على جدار الملعب، فنزلت دموعي دون شعور، حاولت أخفيها عن الناس، رأيتهم سبقوني ودموعهم لا تتوقف لفراقك يا أبا غزالة، سوف أكون سبّاقا بالدعاء اليك في صلاتي.
رحيلك لم يكن هيناً
هداف المنتخب الوطني العراقي يونس عبد علي تحدّث بحزن عميق قائلاً: رحل أيقونة الخليج .. أبا فهد لقد تركت بصمة واضحة في ملاعب الكرة كما تركت حزنا عميقا في قلوب محبيك، نعلم بأنّ الله اختار لك الرحيل في هذا الوقت وما زلت تعشق الحياة وتحب المكوث معنا طويلاً، لكن هذا القدر، لتغادرنا مستجيبا لنداء الله سبحانه وتعالى، رحلت مسرعاً أيها العراقي الأصيل فلم يحن وقتك بعد، لقد غادرتنا وتركت آلاف المحبين يبكون فراقك، وأفجعتنا برحيلك المفاجئ كما أفجعت كل من أحبّك ورافقك خلال رحلتك في الحياة التي طال أمدها اثنين وستين عاما، فقدنا ضحكاتك التي كانت تملأ المجالس بهجة، كنت كبيراً في كل شيء وعلماً يرفرف في سماء الكرة العراقية وقائداً مميزاً داخل المستطيل الأخضر، برزت مدافعاً في صفوف أسود الرافدين لسنوات طويلة وارتديت خلالها القميص الوطني بألوانهِ المختلفة، إن رحيلك كان صعباً ولم يكن هيّنا علينا.
وداعاً أيقونة الكرة الخليجية
أما الصحفي الرياضي أمير الداغستاني فقال: ترجّل عن صهوة جوادهِ فارساً آخر من فرسان الرياضة العراقية، وأيقونة الكرة الخليجية واسماً كبيراً خدم كرة القدم لاعباً ومدرباً، بعد أن رفع راية الاستسلام أمام فايروس كورونا اللعين الذي لم يمهله طويلاً، كنّا نترقّب وضعه الصحي وننتظر الأخبار أولاً بأول وهي تصلنا من أربيل، كنّا نتذرع إلى الله مبتهلين نرجوه أن يستجيب لدعواتنا ويشفيه وينقذ حياته من ذلك الفايروس القاتل الذي تغلغل في أحشائه ليتمكّن منه رغم كل الامكانيات التي سخرت لإنقاذ حياته، واضاف الداغستاني : شعرنا بالسعادة ونحن نسمع خبرا عن تحسن حالته الصحية ولم نعلم انها كانت صحوة تهيئه للرحيل وان الله سبحانه منحه فرصة لرؤية اهله ومحبيه وتوديعهم الوداع الاخير. وستبقى انجازاته خالدة لاجيال قادمة وسنتذكر دائما الفرحة التي كان يهديها الينا في البطولات العراقية والخليجية والاسيوية. كان ناظم شاكر نجما خط اسمه باحرف من ذهب جنبا الى جنب عمالقة الكرة في كأس العالم بالمكسيك سنة ١٩٨٦، وبألم نقول ان الوباء اللعين قطف وردة اخرى من حديقة الرباضة العراقية ونسأله سبحانه له الرحمة وان يسكنه فسيح جناته ويلهمنا واهله ومحبيه الصبر والسلوان.