نور الهدى الصفار: الجمال ليس عنصراً مهماً في نجاح الإعلامية

3٬214

احمد سميسم – تصوير: صفاء علوان/

بدأت في مجال الإعلام كمذيعة أخبار اقتصادية ومن ثم انتقلت الى تقديم النشرات السياسية الإخبارية اليومية والبرامج السياسية، متمكنة في إدارة الحوارات التلفزيونية بحرفنة عالية، ظهرت بوادر موهبتها في الإعلام عندما كانت تلقي الأناشيد المدرسية بطريقة خطابية مشوقة وبثقة عالية الأمر الذي اثار إعجاب معلماتها بها، ماجعلها الطالبة المميزة في المدرسة، برغم انها لم تكن تحلم بدخول أروقة الإعلام بقدر حبها للعمل في مجال (هندسة الحاسبات)، لكن القدر أراد ذلك.

“مجلة الشبكة” التقت الإعلامية “نور الهدى الصفار” فكان معها هذا الحوار:

المحطة الأولى

* أين ومتى كانت البداية في مجال الإعلام؟

– المحطة الأولى في العمل الإعلامي كانت من قناة “الاتجاه الفضائية” عام 2008، حيث بدأت كمتدربة وخضعت لاختبارات مكثفة في الإلقاء والتقديم من قبل الإعلامي المرحوم حميد عكاب الذي له الفضل الكبير في تعليمي واظهاري على الشاشة، بداياتي كانت من تقديم البرامج الاقتصادية ومن ثم تقديم النشرات الإخبارية السياسية المباشرة وبعدها تقديم البرامج السياسية. وفي عام 2015 دخلت أروقة شبكة الإعلام العراقي وانا أعتبرها الشبكة الأم وحلم كل إعلامي ان يعمل في تلك الشبكة الجميلة.

* لماذا اتجهت الى البرامج السياسية والنشرات الإخبارية رغم مسؤوليتهما الكبيرة؟

– شئنا أم أبينا أصبحت السياسة تدخل في حياة الكثيرين من الناس وهي من الملفات الفاعلة في العراق وبمقدور أبسط شخص الآن التحدث في مجال السياسة، لاسيما الشأن السياسي العراقي المتداخل في الأحداث والمتغيرات، لذا كان دخولي الوسط الإعلامي السياسي من هذا المنطلق واحسست بأن هذا الملف يهم كثيرا من شرائح المجتمع رغم صعوبته ومسؤوليته في التقديم واللغة وشروط سياسات القنوات المتبعة الا انني أحببت ان اكون في هذا المضمار.

* هل أثّرت البرامج السياسية في تكوين شخصيتك من حيث الجدية والرسمية؟

– لا شك كان للبرامج السياسية أثر في تكوين شخصيتي لكن بنسب معينة من حيث الجدية والرسمية، فأنا لست في الحياة اليومية جادة ورسمية في كل الأمور، بل أن هناك مواقف تفرض ان تكون رسميا لكن لا أنكر ان السياسية اخذت مأخذا من حياتي.

حلّة جديدة

* ألا تشعرين بالملل من صخب إيقاع النشرات الإخبارية؟

– احيانا تستهويني وافكر في تقديم البرامج المنوعة، لكن سرعان ما ابتعد عن الفكرة بسبب إيماني بأن البرامج السياسية هي برامج تفاعلية وخدمية للناس، لكن ممكن ان أكون في برامج سياسية مختلفة وبحلّة جديدة.

ثقافة سياسية

* برأيك هل هناك مقومات او مميزات تختلف بين مقدمة البرامج السياسية والمنوعة؟

– مقدمة البرامج السياسية يجب ان تتمتع بالثقافة السياسية وتكون متابعة جيدة بما يدورمن مجريات واحداث للمشهد السياسي العربي والعالمي، خلافا لمقدمات البرامج المنوعة اللاتي لسن بحاجة للمتابعة السياسية.

* هل الجمال عنصر مهم في الإعلامية؟

– برأيي الجمال ليس عنصرا مهما في الإعلامية، ولا يشكل اضافة لها ولا للمضمون الذي تتناوله في البرامج وانما الجمال يلعب دورا في طلّة وهيئة المرأة الإعلامية فقط.

إرادة القدر

* لو يرجع الزمن بك الى الوراء هل ستختارين الإعلام؟

– كلا، كنت أتمنى ان أعمل في مجال الإلكترونيات (هندسة الحاسبات) كوني خريجة تكنولوجيا قسم تقنيات الكترونية، لكن القدر أراد ان أكون إعلامية.
* زوجك يعمل ايضا في مجال الصحافة والإعلام فمن استفاد من خبرة الآخر؟

– أكيد انا من استفدت من خبرته وتوجيهاته الدائمة وأعتبره مرجعا لي في العمل الإعلامي، لأنه كل شيء في حياتي وبيننا احترام متبادل وثقة عمياء.
لا مساومة

* هل هنالك حاجز بين المرأة الإعلامية والحجاب وعلاقته بضياع الفرص؟

– لا اعتقد بأن الحجاب يشكل حاجزا للإعلامية بدليل أن الكثير من القنوات العربية المشهورة وحتى الأجنبية توجد فيها إعلاميات محجبات، سواء كنّ مذيعات أم مقدمات برامج، وايضا ليست للحجاب علاقة بضياع الفرص الذهبية التي تأتي للإعلامية، بل أن امكانياتها وطاقاتها وثقافتها التي تظهر في التلفزيون هي من تحدد نجاحها من عدمه، اما بالنسبة لي فلا أساوم على الحجاب الذي أرتديه منذ كنت طالبة في المرحلة المتوسطة.

* هل هنالك ضيف ما تحسبين له حسابا عند مقابلته تلفزيونيا؟

– كلا، فكل الشخصيات الذين أحاورهم سواسية لدي مهما كان المنصب، والمحاور الناجح يجب ان يكون جاهزا ويتوقع أي شيء من الضيف خلال حديثه لاسيما في البرامج المباشرة.

* ما رأيك بالمحاور السياسي الذي يتجادل كثيرا مع ضيفه وتتعالى الأصوات لدرجة قد تصل الى إنهاء الحوار؟

– مهمة الإعلامي او المحاور الناجح هي الاستعلام والحصول على المعلومة من ضيفه لكن بعيدا عن الجدال والمهاترات التي لا تجدي نفعا ولا تصب في صالح البرنامج، ويجب ان لا يكون طرفا في موضوع الحوار، ويتصرف وكأنه هو المسؤول وضيفه يصبح مقدما، هذا غير صحيح، وحتى لو كان الضيف يتهرب من الإدلاء بالمعلومة فيمكن للمحاور ان يأخذها منه لكن بطريقة غير مباشرة.

تصحيح الأخطاء

* هل تشاهدين نفسك على التلفاز؟

– أكيد احرص على مشاهدة نفسي في التلفاز بعد منتصف الليل لكي أصحح أخطائي وأحاول أن لا أقع في الخطأ.

الرعاية ولاهتمام

* على مايبدو انك بعيدة عن “السوشيال ميديا” ما السبب؟

– لست بعيدة، لكني مقلّة بالدخول لمواقع التواصل الاجتماعي بسبب كثرة انشغالي بأطفالي، فأنا أم لولدين وبنت علي وعمار وفاطمة، ولهم حق في الرعاية والإهتمام.

* ما الحلم الذي ضاع منك؟

– هو ليس بحلم ضائع وإنما نوع من الفقدان حين فقدت أعز ما لدي، هو أخي البالغ من العمر 10 سنوات، أخذته الحرب مني بلمح البصر، كان ذلك عام 2007 وترك فراغاً وأسىً كبيرين.