هوى بغداد.. صورة للحب والانتماء

10٬327

حيدر النعيمي /

حقق عمل “هوى بغداد” نجاحاً طيباً بفضل ما تمتع به من صورة إخراجية أظهرت بغداد بشكل جميل مع إضافة غريبة على الدراما العراقية بالاستعانة بممثل تركي يدعى آسر ويست وممثلة تونسية تدعى زهراء حبيب كانا هما بطلي العمل الذي أخرجه وألّفه مهند أبو خمرة.
” مجلة الشبكة العراقية” كان لها هذا الحوار مع بطلي العمل الذي ظهر في شهر رمضان على فضائية الشرقية، والبداية كانت مع البطل:
آسر ويست : لا أعيش علاقة حب الآن
جدّته من أمّه عراقية، ويعرّف نفسه بأنه رجل من زمن الكلاسيكية اذا ما تعلّقَ الأمر بالارتباط، فقبل أربع سنوات شارك في برامج الواقع وكان رياضياً يحترف حراسة المرمى في لعبة كرة القدم، وفي شبابه كان ضمن فريق الشباب لنادي فنربخشة التركي ومثّلَ المنتخبَ الأولمبي، بعدها احترف في الدنمارك بدوري الدرجة الممتازة.. إنه الممثل التركي آسر ويست.
* كيف طرحت عليك الفكرة وكيف وافقت؟
– المنتج علي أبو خمرة هو أصلاً صديق لخالي، وفي يوم من الأيام كنت جالساً في البيت بأميركا، واذا بهاتف البيت يرن فأجابت أمي، وبعد حديث معها جاءتني وأبلغتني أنني معروضٌ عليَّ عمل يكون التصوير فيه ببغداد، تصورته مزاحاً في بادئ الأمر، وبعد أخذ ورد مع المخرج مهند أبو خمرة الذي هو أيضاً مؤلف العمل قلت له أنني لا أجيد اللغة العربية اللهم إلا كلمات قليلات، فقال لا بأس بذلك، وجئت إلى بغداد وعملنا “تيست” وتم الأمر. قرأت النص ولم أفهم شيئاً منه، وطلب المخرج مني أن أركز أكثر وقال لي ستقدر على ذلك، لقد كنا نعمل هنا 12 ساعة يومياً تقريباً.
* قضيت شهرين في بغداد، كيف رأيتها؟
– لقد أحببت بغداد، فأناسها طيبون، لكن الخدمات سيئة، وليس هنالك تنظيف جيد لبغداد.
* “هوى بغداد” هل هو أول عمل درامي حقيقي لك؟
– كنت قد شاركت في أحد برامج الواقع في تركيا وبعدها في برنامج فيه “مصارعة” حيث التنافس الشديد بين المشاركين، لم أكن راضياً عن نفسي لأني استحق أن أشارك في عمل حقيقي فيه دراما و”هوى بغداد” كان فرصة لإظهار قدراتي التمثيلية.
* هل تابع الجمهور التركي “هوى بغداد”؟
– الفانز وبعض المتابعين كانوا يشاهدون العمل وجاءت أصداء جميلة عن العمل، وتمت دبلجة بعض المقاطع إلى اللغة التركية.
* كيف كان رد فعل عائلتك على دورك في العمل؟
– بصراحة قبل أن أجيبك حين جئت إلى بغداد قلت مع نفسي: هذا أكبر خطأ أرتكبه في حياتي، ووالدي كان رافضاً مجيئي الى هنا، ولكنهم فرحون جداً الآن لما شاهدوه من أصداء، وقد وردتني رسائل صوتية منه وهو سعيد.
* كيف كانت ردة فعلك على حلقة الكرادة؟
– كنت حزيناً جداً وتأثرت بما سمعته، إذ وصلتني المئات من الرسائل عن هذه الحلقة.
* أكثر المشاهد التي أحببتها؟
– في بيت الشيخ أبو سجاد حلقة “الفصلية”، حقيقة كان سامي قفطان وعواطف السلمان مدهشين جداً في الأداء.
* أنت الآن سعيد بهذه التجربة؟
– جداً، لا يمكنك أن تتصور مدى سعادتي، وحالياً أسعى للدخول في عمل درامي تركي بعد الخبرة التي اكتسبتها هنا.
* إذا تمت مفاتحتك من أجل الاشتراك بعمل جديد في بغداد، هل ستوافق؟
– نعم ولكن شرط أن يكون السيناريو ممتازاً والدور كذلك، ويجب أن يكون العمل المقبل أقوى من “هوى بغداد”.
* التعامل مع المخرج أبو خمرة كيف تصفه؟
– إنه بمثابة أخي.. فنان بمعنى الكلمة وهو يمتلك روحية عجيبة.
* كلمة لجمهورك العراقي؟
– شكراً لأنكم أحببتموني… شكراًعلى كل شيء.

زهراء حبيب : أنا وآسر مثل توم وجيري!
تونسية من مدينة سوسة، بدأت حياتها الفنية منتجة وبعدها عملت ممثلة، ثم مقدمة للنشرة الجوية. زهراء من أم عراقية وأب تونسي، فارقت بغداد وعمرها 15 عاماً وعادت إليها بطلة لعمل درامي.. إنها الممثلة زهراء حبيب، بطلة “هوى بغداد.”
* كيف وقع الاختيار عليك في هذا العمل؟
– عن طريق المنتج علي أبو خمرة، إذ أننا أصدقاء من مدة قصيرة، ولم أكن أعلم أنه يحضر لعمل فني، كلمني وقال لي كيف هي لهجتك العراقية؟ قلت له لا بأس بها لأن والدتي عراقية، فطلب مني أن نلتقي ونعمل كاستنك وبعدها اقتنع وبدأنا بالتحضيرات على القصة.
* هل كانت هنالك صعوبة في العمل؟
– صعوبات أهمها إتقان اللهجة العراقية لأنني بالرغم من تحدثي باللهجة العراقية، لكن عراقيتي ليست مُتقنة تماماً، فكان عليَّ أن أركز في الكلام، ولهذا كان تركيزي مشتتاً ما بين الكلام والتمثيل.
* هل نستطيع أن نعدّ هذا العمل هو الأهم في مسيرتك حتى الآن؟
– طبعاً، وهذه ليست مبالغة بل واقع لأنني اضطلعتُ بدور بطولة وقصة مختلفة، وهذا العمل يعطي الممثل مساحة أن يكون في أكثر من دور وهذا يجعلك تكتشف نفسك.
* كيف كانت ردود الأفعال في تونس؟
– كانت جميلة وأصدقائي هناك اتصلوا بي وكانوا مستغربين من اشتراكي في هذا العمل لأني حتى لم أعلن عنه، وكان شيئاً غريباً وجديداً عليهم، وبالمناسبة أصداء العمل جاءت من المغرب والجزائر وليبيا، وهنا في العراق رد الفعل كان ممتعاً للغاية.
* ما سر اعتقاد بعض الناس أنك وآسر تعيشان قصة حب؟
– نحن أصدقاء جداً، وما ظهركان مجرد تمثيل، بل كنا مثل توم وجيري نتخاصم كثيراً في مواقع التصوير، ولكن حين يصيح المخرج “أكشن” ندخل في الدور ونحب بعضنا، شعور الناس هذا يُسعدني فهو دليل على أنهم شعروا بما كنا نريد إيصاله.
* أكنت تتوقعين هذا النجاح؟
– عندما قرأت النص توقعته ولكن ليس بهذ الحجم الكبير.
* ماذا عن حلقة الكرادة؟
– لقد دمرتني نفسياً، بكيت فيها ثلاث مرات؛ المرة الأولى عندما أكملت التصوير وشاهدت الناس تبكي أجهشتُ بالبكاء، وفي المرة الثانية بالمشهد الأخير من الحلقة عندما التقيت بالناجي في الحادثة، خالد، شعرت بالانهيار مرة أخرى، والمرة الثالثة عندما تم عرض الحلقة، أمي زعلت مني في هذه الحلقة وكانت تبكي هي أيضاً… مئات الرسائل وصلتني، أنا يومين في اكتئاب بسبب الفيديوات والرسائل التي وصلت لي.
* أحلى مشاهدك؟
– من أعلى المول حيث جمال بغداد في الليل لا يصدق، نسيت التمثيل ونسيت نفسي في حضرة جمالها من هذا الارتفاع.
* الخطوة المقبلة إلى أين؟
– سيكون لدي عمل جديد مع المخرج مهند أبو خمرة نفسه.
* كيف رأيت تعامل المخرج مهند أبو خمرة معك؟
– هو من ألطف الأشخاص، تستطيع أن تعمل معه طوال حياتك وأنت مرتاح، ولديه حس فكاهة غريب.
* لماذا ترتدين قلادة على هيئة خارطة العراق؟
– إدمان منذ زمن طويل.
* ما الأشياء التي أعجبتك في بغداد؟
– كل شيء، فأنا من عشاق بغداد، أحب تفاصليها كلها؛ النخيل والشوارع، أحب الأمكنة التي فيها الذكريات والأحبّة، فأنا مولودة في بغداد وقضيتُ سنوات حياتي الأولى هنا، وأتذكر لمّة العائلة وخالاتي وأخوالي.
* أسوأ لحظة؟
– أسوأ لحظات حياتي يوم وصولي لبغداد هذه السنة، فمنذ عام 2004 كانت آخر زيارة لي، وبمجرد أن اقتربت الطائرة من المطار وبدأت أرى معالم بغداد انهمرت دموعي غزيرة، حتى أن ضابط المطار سألني: هل هنالك أحد ضايقك أو حصل شيء معك؟ لأن عينيّ لم تتوقفا عن البكاء. لقد أحسست بالذنب قلت في نفسي لماذا لم أزر بغداد كل هذه السنوات؟
* ماذا تقولين لأهل بغداد؟
– أحبكم… بغداد الحب هي التي تجعلنا نحب، وعشنا كل هذا الحب ببغداد.