أميرة الطب العراقي.. زهراء فاضل الملهمة للآخرين بجوائزها وإنجازاتها

1٬417

آية منصور /

تحلّق مثل طائر حرّ في بلاد الغربة، لتبهج بلدها، وتعود إليه، حاملة فوق جناحها شهادات النجاح والتشريف. لم تقبل يوماً أن تكون مجرد رقم في عالم الطب، او مجرد إحصائية تضاف الى قوائم الخريجين. هدفها كان الحصول على اختصاص في جراحة الدماغ والأعصاب وبمرتبة الشرف.. وتحقق الهدف.
زهراء فاضل، التي تخرجت حديثاً من كلية الطب الملكية الآيرلندية بالمركز الأول مع مرتبة الشرف في المراحل الثلاثة الأولى، تم تعليق اسمها على جدران الكلية تكريماً لجهودها ومثابرتها، بعد حصولها على المرتبة الرابعة على العراق في السادس العلمي أكملت زهراء فاضل الكورس الأول في كلية طب النهرين وحصلت على المرتبة الأولى على مستوى الكلية، بعد ذلك التحقت بالبعثة وأتمّت TOEFL و IELTS وحصلت على درجات قياسية، اضافة الى اختبارَي اللغة.
أفضل طالبة
تقول زهراء: تم تكريمي رسمياً كأفضل طالبة في العلوم الأساسية خلال السنة والنصف التحضيرية، التحقت بعدها بالكلية الملكية في دبلن لأكمل دراسة ٦ سنوات. وبدأت زهراء مسيرتها من هذه الكلية في عالم الإنجازات، اذ ترشحت وحصلت على أكثر من ١٦ جائزة في مجالات اللغة الانكليزية والعلوم الأساسية والطب والبحث العلمي، كما حازت على درجة قياسية ونادرة عالمياً في امتحان معادلة الشهادة الأميركية بدرجة 256، وهذه الدرجة تؤهل الطالب للقبول في أي اختصاص يختاره، الأمر الذي دفع كليتها لطلبها بالاسم، واختيارها أيضاً من قبل بروفسور عالمي لمشاركته في تأليف كتاب عن أحدث الطرق المختبرية التي نجحت في تصنيع بدائل فعالة للمضادات الحيوية، وقد لاقى هذا الكتاب نجاحاً عالمياً.
أغلى الجوائز
على قدر سعادتها بهذة التشريفات، لم تسمح زهراء لطموحها بأن ينحصر بذلك فقط، فقد كان هدفها هو الحصول على ميداليات على مستوى البلاد، وهي جوائز Henry Hutchison. :هذه الجائزة كانت من أكبر طموحاتي لأنها أعرق وأفخر جائزة طبية في تاريخ آيرلندا، فيها تقوم كل كلية طب بترشيح الطلبة المتفوقين في مختلف الاختصاصات.
يتنافس أوائل طلبة الطب من خلال اختبارات نظرية توضع من قبل أساتذة مختصين، وحصلت زهراء بالطبع على الجائزة للمرة الأولى عام 2015 فرشحتها الكلية ممثلة عنها في الكثير من الاختصاصات، كان آخرها في التخدير. وكانت في كل مرة تحصل على شكر خاص من عميدة الكلية_ prof. Hannah McGee –التي أثنت على هذا الإنجاز، وقالت لي: “إنه لن يرفع فقط من شأنك العلمي ولكنه يرفع التصنيف العالمي للكلية.” يذكر أن حصول طلبة أية كلية طبية على هذة الجوائز يرفع من تصنيفها العالمي، والحصول على هذا النوع من كتب الشكر الموجهة شخصياً للطالب بالبريد هو أمر نادر الحدوث.
الملهِمة للآخرين
قامت الكلية بنشر اسم زهراء وصورتها على موقعها الرسمي بعد كل ميدالية، ثم طلبت منها الجامعة الوطنية الآيرلندية “وهي بمثابة وزارة التعليم العالي” أن توثق قصة نجاحها، لنشرها على موقعهم الرسمي لتكون حافزاً لطلبة الطب، وتأهلت زهراء للحصول على تدريب جراحة الأعصاب في مركزين هما John Hopkins و Mayo Clinic يصنفان الأعلى عالمياً، وخلال هذه الفترة تدربت مع كبار الاختصاصيين في هذا المجال، الذين أثنوا على الكلية التي قامت بإرسالي.
ومع هذا كله، وخلال فترة دراستها المكثفة، كانت زهراء تعمل على تكريس جزء مهم من وقتها لتبقى على اطلاع متجدد على أحدث البحوث في مختلف مجالات الطب، ولاشك أن هذا كان يأخذ وقتاً وجهداً إضافيين، لكنه تكلل بإنجاز ١٢بحثاً علمياً والمشاركة بها في مؤتمرات عالمية في آيرلندا ولندن وإيطاليا وإسبانيا ودبي.
جراحة السمنة
تذكر زهراء لمجلة “الشبكة العراقية” المثابرة : إن تعاونها مع الجرّاح الاستشاري في الولايات المتحدة الدكتور عقيل سمير خلال المرحلة الثالثة هو بداية هذا الشغف، حيث اختير بحثهما معاً عن (نتائج جراحة السمنة) كواحد من أفضل خمسة بحوث ومنحت لهما الفرصة بتقديمة لرؤساء الكلية، كما رشح لجائزة Fennasy Hogan. تضيف: تم اختياري من قبل الكلية ضمن اللجنة التي كلفت بوضع مقترحات تعديل مناهج الكلية، كما قمت بإعداد خرائط ذهنية لجمع المعلومات المفيدة للطلبة. وكل يوم تتسلم زهراء العشرات من رسائل الشكر، منها من طلبة لم تلتق بهم من قبل ومن كل جنسيات العالم، لكونها ساعدتهم في اجتياز أصعب الاختبارات بوقت قياسي.
زهراء وقصتها الملهمة والمحفزة للجميع في العالم ما زالت مستمرة، والنجاح في طريقها لا يعرف المستحيل.