أكثر 6 انقلابات دموية في التأريخ الحديث

771

الشبكة العراقية/

أسفرت محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة في تركيا عن مقتل 204 أشخاص، منهم 104 متمردين قتلوا خلال محاولتهم السيطرة على السلطة في البلاد. الانقلاب الذي وقع في 15 تموز، تضمن مشاهد بشعة من استهداف طائرات حربية لتظاهرات سلمية، ودهس دبابات لمدنيين عزل، فضلا عن قصف مبنى البرلمان ومقر الرئاسة في العاصمة أنقرة. برغم ذلك، لا تعد محاولة الانقلاب التركي الأخير هي الأبشع. فيما يلي نستعرض أعنف الانقلابات العسكرية وأكثرها دموية خلال الـ 100 سنة الأخيرة.

-1 انقلاب 1955 في الأرجنتين

تحالفت المؤسسة العسكرية في الأرجنتين بالتعاون مع أحزاب المعارضة، للإطاحة بالرئيس الأرجنتيني خوان بيرون سنة 1955، بعد أن تفاقمت المشكلات الاقتصادية في البلاد، واعتراض المعارضة على طرق حل الرئيس لهذه المشاكل.
وخلال أحداث الانقلاب العسكري وثورة الجماهير في الشارع، قامت مقاتلات تابعة لسلاح الجو البحري والجوي بقصف ميدان “بلازا دي مايو””، واستمرت أحداث العنف لتسفر عن مقتل المئات من المدنيين، في حين قامت بعض الجماعات التابعة لبيرون بحرق العديد من الكنائس، إذ اندلع الخلاف بين بيرون وبين الكنيسة الكاثوليكية قبل الانقلاب بعام.

-2 انقلاب 8 شباط في العراق

في الثامن من شباط عام 1963 قامت مجموعة من البعثيين يساندهم ضباط قوميون بالانقلاب على حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم فهاجموا صباح الجمعة يوم 8 شباط مؤسسات الدولة وتمكنوا بعد اغتيال قائد القوة الجوية من الاستيلاء على طائرات مقاتلة، شاركت في الهجوم فاستطاعت السيطرة على بغداد وتطويق وزارة الدفاع، ما ادى الى اضطرار الزعيم عبد الكريم قاسم تسليم نفسه آملا انهاء التمرد وحقن دماء العراقيين، ولكن الذي كان في جعبة الانقلابيين اكبر من استسلام الزعيم إنما اغتياله. وبالفعل أطلق الانقلابيون النار على الزعيم وعدد من رفاقه في دار الإذاعة العراقية ثم تمكنوا من السيطرة على المؤسسات الأمنية وشنوا حملات اعتقال جماعية فامتلأت السجون وقامت قوات الحرس القومي وهي ميليشيات شكلها الانقلابيون بملاحقة المواطنين الرافضين للانقلاب الأسود. كما قاموا باعدام المئات من أعضاء الحزب الشيوعي بينهم أعضاء في قيادة الحزب. وكان من نتائج استيلائهم على السلطة في شباط 1963 تراجع وانكفاء البلاد واعتقال الالاف من المواطنين وفصل العمال والموظفين من أعمالهم وانتشار العنف وشيوع الظلم الذي حاق بالقوى السياسية، خاصة الأحزاب والقوى الوطنية.

-3انقلاب تشيلي 1973

عقب الاضطرابات السياسية والاجتماعية في تشيلي، أطاحت القوات العسكرية الحكومية بالرئيس سلفادور الليندي بانقلاب عسكري، كلف الزعيم التشيلي حياته.

قامت القوات الانقلابية خلال أول شهر بعد وقوع الانقلاب، بإعدام العديد من المعارضين اليساريين، الذين قدر عددهم بحسب بعض المصادر بالآلاف، كما صدر قرار باعتقال أي شخص كان رجلاً، امرأة، طفلاً، في الشوارع في صبيحة يوم 11 أيلول، ما أدى إلى اعتقال من 40 إلى 50 ألف شخص، فضلا عن سجن وتعذيب المئات.

كما اشتهر ملعب “خوليو مارتينيز برادانوس” الوطني بتشيلي، باحتوائه حوالي 40 ألف معتقل على فترات متعاقبة عقب الانقلاب، حيث تم وضع الرجال في الملعب، والنساء في حمامات السباحة وغرف تغيير الملابس.

-4 انقلاب 1980 في تركيا

في 12 أيلول 1980 حدث انقلاب عسكري في تركيا، تزعمه الجنرال كنعان اوفرين مع مجموعة من الضباط نشأوا على فكرة حماية المبادئ الأساسية للجمهورية التركية كما وضعها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
وأتى الانقلاب بعد فترة من الاشتباكات بين ميليشيات يمينية ويسارية متنافسة، ودعا البيان العسكري الأول الذي ألقاه أوفرين الشعب التركي إلى التمسك بمبادئ أتاتورك وأن يشنوا نضالاً ضد “الفوضى والإرهاب” وضد “الشيوعيين والفاشيين والعقائد الدينية المتزمتة”.

الانقلاب أسفر عن تعيين كنعان أوفرين، الذي كان في تلك الفترة رئيساً لهيئة أركان القوات المسلحة التركية، رئيساً للجمهورية ولم يغادر مهامه على رأس الدولة التركية إلا سنة 1989.وبلغت حصيلة حكم الجنرال كنعان أوفرين اعتقال 650 ألف شخص، ومحاكمة 230 ألف شخص آخر، و517 حكماً بالإعدام، و299 حالة وفاة بسبب التعذيب.
كما انتحر 43 شخصاً وقُتل 16أثناء هروبهم، واعتبر الآلاف في عداد المفقودين، ناهيك عن إقالة 3654 مدرساً و47 قاضياً و120 أستاذاً جامعياً.

فيما رصدت الأجهزة الأمنية التابعة للانقلاب مليوناً ونصف مليون مواطن تركي وقيدتهم في سجلات الأمن كمطلوبين أمنياً وخطر على الأمن القومي التركي، وفر 30 ألف شخص من المعارضين والمفكرين وطلبوا حق اللجوء السياسي خارج تركيا.

-5 الانقلاب الجزائري

انقلاب عسكري وقع في الجزائر في العام 1991، بعد ما قام الجيش هناك بإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية، والتي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

وقوع الانقلاب من طرف الجيش، أدى إلى نشوب حرب أهلية، أو ما يطلق عليه “العشرية السوداء”، بين الجيش الجزائري والفصائل الجهادية، والذي أدى إلى وقوع عشرات المجازر.

ويتفاوت عدد ضحايا الحرب الأهلية الجزائرية بحسب المصادر، حيث ترجح بعضها وصول عدد الضحايا ما بين 44 ألفاً إلى 100 ألف.

-6 انقلاب مصر في 2013

في 3 تموز 2013، قام الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع حينها، عبد الفتاح السيسي، بإلاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، بعد تظاهرات حاشدة يوم 30 حزيران.

الانقلاب أُيُد من أطياف المعارضة وجميع مؤسسات الدولة تقريباً، في حين لم يلقَ إجماعاً على المستوى الشعبي، ما أدى إلى تظاهرات واعتصامات معارضة عقب الانقلاب مباشرة.

كان أبرز المجازر التي وقعت عقب الانقلاب، هي مجزرة ميدان رابعة، التي راح ضحيتها 817 بحسب منظمة “هيومان رايتس واتش”، في حين قال الائتلاف الوطني لدعم الشرعية إن عدد الضحايا تعدى الـ 2000، فضلاً عن الاف الإصابات.

بتصرف عن

“هافينغتون بوست عربي”