أمانة بغداد لـ”الشبكة”: إنتاجنا يغطي حاجة العاصمة ويزيد.. والأزمة خلقتها وزارة الكهرباء!

842

 فراس الشمري/

يعيش سكان بغداد أياماً عصيبة، بسبب شحّ المياه في مناطق واسعة من العاصمة، أمانة بغداد متمثلة بدائرة الماء رمت الكرة في ملعب وزارة الكهرباء وحمّلتها مسؤولية الأزمة، مؤكدة أن إنتاجها يغطي حاجة العاصمة ويزيد، وأنها منذ سنوات قضت نهائياً على شحّ المياه بعد أن أنجزت جملة من المشاريع العملاقة.

مفارقة تدعو للدهشة!

مع إطلالة كل صيف تتجدد أزمة شح المياه، وتعود المأساة والمعاناة لتضيف هماً آخر لهموم المواطن العراقي، وحينما يصل الأمر الى أن تستغيث طفلة أو طفل من العطش فلا يجدان الماء، وعندما تتكرر مشاهد الأطفال والنسوة وهم يحملون الأواني ويقطعون المسافات بحثاً عن الماء، لايمكن لأحد أن يتجاهل هذه المعاناة ومن يقف خلفها، بعد أن نجحت الأمانة كما يؤكد مدير عام دائرة ماء بغداد المهندس عمارموسى كاظم في القضاء عليها.

لا شحّ في المياه

وينفي موسى نفياً قاطعاً وجود شحّ في إنتاج الماء الصافي،
ويشير الى أن العام 2017 من أفضل الأعوام التي تلت سقوط النظام البائد 2003 إنتاجاً للماء الصافي، إذ بلغ حجم الإنتاج أكثر من 4 ملايين متر مكعب يومياً تغذي جميع مناطق وأحياء جانبي الكرخ والرصافة من العاصمة بغداد، فضلاً عن تخصيص 300 ألف متر مكعب لمناطق وأحياء أطراف العاصمة بغداد، مثل مناطق أبو غريب والنهروان
والحميدية والمدائن ومناطق أخرى، بالرغم من أن هذه المناطق تقع في نطاق مسؤولية محافظة بغداد وليس أمانة العاصمة إلا أن الواجب الوطني والإنساني يحتم علينا خدمة هذه الأحياء وما يشاع عن وجود شحّ في الماء
الصافي لا صحة له إطلاقاً، عازياً الانقطاعات الحاصلة في بعض المناطق الى انقطاع الكهرباء الوطنية عن مشاريع الماء برغم كونها مستثناة من القطع المبرمج ويتم تشغيل هذه المشاريع بالمولدات البديلة التي لا تستطيع
تشغيلها إلا بنصف طاقتها التصميمية. وأضاف قائلاً أن ساعات القطع هذه تتسبب في انخفاض الضغوط في شبكات التوزيع ما يتطلب ساعات إضافية والمزيد من الوقت لعودة الماء الى وضعه الطبيعي.

شبكات التوزيع

أما عن شبكات التوزيع وإيصال الماء الصافي للمواطنين فيقول المهندس عمار موسى كاظم: لا يخفى عليكم أن إنتاج الماء الصافي يحتاج الى خطوط نقل رئيسة وشبكات توزيع فرعية، وقد بذلت أمانة بغداد جهوداً كبيرة لتنفيذ هذه الخطوط والشبكات، حيث استطاعت خلال السنوات الماضية تجديد أكثر من 87% من شبكات التوزيع في جانبي الكرخ والرصافة، ولكن بسبب قلة التخصيصات المالية للموازنة الاستثمارية وتنمية الأقاليم لم نتمكن من استكمال تجديد الشبكات المهترئة في عدد من الأحياء التي ينجم عنها هدر جزء من كميات المياه الصالحة للشرب، فضلاً عن وجود تجاوزات جسيمة على هذه الشبكات تسبب بفقدان نحو 35% من إنتاج الماء، ولدينا تعاون مع دائرة حراسات أمانة بغداد وقيادة عمليات بغداد والدوائر البلدية في إزالة العديد من التجاوزات المتمثلة بإنشاء بحيرات أسماك وغسل سيارات في الشوارع وكسورات وعوارض جرت معالجتها مع وجود فرق صيانة مستمرة لتنخفض نسب الهدر الى 29% فقط ونواصل العمل لتخفيض نسب الهدر الى أدنى حد ممكن.

تسعيرة الماء

وأوضح مدير ماء بغداد أن تسعيرة الماء الصالح للشرب للمتر المكعب الواحد تبلغ عشرة دنانير فقط، في حين أن سعر الكلفة للإنتاج بلغت 155 ديناراً , وذلك بفضل الدعم الحكومي المستمر لإنتاج الماء الصافي, كما أن دائرة ماء بغداد تعمل على تسهيل آلية تسديد أجور الماء وزيادة عدد المنافذ لخدمة المواطنين، ولاتوجد نيّة لأمانة بغداد في خصخصة قطاع الماء كونه ثروة وطنية وأن مسؤولية الجميع الحفاظ عليها من خلال ترشيد الاستهلاك وتجنب حالات الهدر.

الماء الخام

وعن خطة أمانة بغداد في دعم مشاريع الماء للسنوات المقبلة، قال: إن دائرة ماء بغداد تقوم الآن بدراسة إمكانية تجديد عدد من شبكات توزيع الماء الخام لجانبي الكرخ والرصافة وفقاً لقانون 56 لسنة 1995 القاضي بإيصال الماء الخام للمناطق و الأحياء السكنية التي في منازلها حدائق لاتقل مساحتها عن متر مربع، وهناك فرق ميدانية تقوم الآن بمسح الأحياء السكنية بالتنسيق مع دائرة تصاميم ماء بغداد. كذلك هناك تعاون مع البنك الدولي بتخصيص قرض ميسّر قيمته 100 مليون دولار لإنشاء خزان ماء في قاطع بلدية الشعب، وتجديد عدد من الشبكات في قواطع بلدية أمانة بغداد.

وفي ختام اللقاء شكر مدير عام دائرة ماء بغداد المهندس عمارموسى كاظم مجلة ” الشبكة العراقية” لاهتمامها بهذا الموضوع الذي يمس حياة المواطن بشكل مباشر وعلى إعطائها الفسحة لتسليط الضوء على جهود ملاكات دائرتنا التي تقوم بإنتاج الماء الصافي، وصيانة شبكات التوزيع ليلاً ونهاراً، ونأمل تعاون المواطنين بترشيد استهلاك الماء الصافي وتجنب حالات الهدر والتجاوزات خدمةً للصالح العام.