أهالي واسط ينتظرون إعادة افتتاحه لماذا أغلق معمل معجون طماطم النعمانية؟

225

واسط / نزار جبار/
تشتهر محافظة واسط بأنها سلة العراق الغذائية، فقد عرفت المحافظة بأراضيها الخصبة، حيث تضافر عدد من العوامل الطبيعية والبشرية التي أسهمت في زيادة المساحة الزراعية في المحافظة، وبالتالي تحقيق غزارة في إنتاج عدد من المحاصيل والخضراوات الزراعية، ما دفع إلى التفكير بإنشاء معامل لإنتاج المواد الغذائية، وأيضاً المعامل المرتبطة بالثروة الحيوانية.
وأنشئت بالفعل مصانع مهمة فيها، كمصنع نسيج الكوت، الذي وصلت سمعة إنتاجه إلى خارج العراق، ومعمل عرق السوس في قضاء العزيزية، وفي قضاء النعمانية يوجد معمل معجون طماطم النعمانية الشهير، الذي أغلق وأهمل بعد أحداث 2003، الذي كان ينتج أجود أنواع معجون الطبخ، إذ كان يعتمد في إنتاجه على محصول الطماطم في المحافظة.
مطالبات
أهالي محافظة واسط، وعلى الرغم من كثرة أنواع معجون الطماطم المستوردة، الموجودة حالياً، لكنهم مازالوا يطالبون بإعادة افتتاح هذا المعمل الذي كان يوفر العشرات من فرص العمل لأبناء قضاء النعمانية، لما عرف عنه من جودة في الإنتاج.
أصحاب المحال، وبضمنهم (الحاج سالم) يقولون: “كان معجون طماطم النعمانية الأجود والأفضل والأرخص من كل المنتجات الموجود حالياً، التي تستورد من دول مجاورة للعراق، ولا ندري لماذا يغلق هذا المعمل المتميز بإنتاجه وسمعته الطيبة.”
فيما أكدت (الحاجة أم باقر) أنها “كانت تذهب إلى السوق خصيصاً للبحث عن معجون طماطم النعمانية، لأن له طعماً مميزاً وخاصاً، لكنه فقد من السوق منذ سنوات وحلت محله أنواع أخرى مستوردة لكنها دون المستوى.”
فرص عمل
يقول مختصون في الشأن الاقتصادي إن “إغلاق معمل معجون الطماطم أثر سلباً على المنطقة، فبالإضافة إلى جودة إنتاجه وكونه يغطي جزءاً مهماً من حاجة الأسواق لهذا المنتج، فإنه يوفر فرص عمل للعديد من الأيدي العاملة.”
ويذكر الأستاذ (علي عبد العزيز)، وهو محلل اقتصادي، أن “المعمل وفر عدداً لا يستهان به من فرص العمل لأبناء العائلات من خلال توظيف الأيدي العاملة في الأراضي الزراعية التي كانت تجهز المعمل بمحصول الطماطم.” فيما ذكر (الحاج صادق عبد الرضا)، وهو صاحب أرض، بأنه كان يورد ما تنتجه أرضه إلى المعمل، بل كان المحصول يحجز قبل أوانه لمصلحة المعمل، وذلك لكثرة الطلب على المنتج.
ويقول المختصون إن المعنيين بالقطاع الزراعي يتوقعون نهضة زراعية خلال حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني لأنه جاء من رحم هذا القطاع الحيوي، ولذلك فإنهم يأملون بدعمه ومساندته للفلاحين وكذلك إحياء المعامل الخاصة بالمنتجات الزراعية.
وكان المعمل ينتج، إضافة إلى المعجون المميز في نوعيته، خل التمر الطبيعي الذي فقد هو الآخر بعد إغلاق المعمل. جدير بالذكر أن المعمل أهلي وليس حكومياً، وقد أغلقه أصحابه وانتقلوا للعيش خارج العراق. وتؤكد مديرية زراعة واسط، أن الإنتاج الزراعي في المحافظة حقق أرقاماً جيدة، وأن نحو مليون دونم جرت زراعتها بالقمح والشعير والمحاصيل الزراعية في الموسم الحالي.
وقال مدير زراعة واسط (أركان مريوش) إن “الموسم الزراعي الحالي كان استثنائياً في إنتاجه بالمقارنة مع الأعوام السابقة، إذ واجه القطاع الزراعي في بداية الموسم مجموعة تحديات أبرزها الشحة المائية، لكن مع هذا فإن الإنتاج الزراعي، سواء في الحبوب أو المحاصيل الزراعية، كان مميزاً.
وأشار مريوش إلى أن “إنتاج محافظة واسط من الحبوب أو الثروة الحيوانية يغطي نحو 35% من احتياجات البلاد، أي ما يعادل ثلث إنتاج العراق من المحاصيل، وكانت واسط تغطي احتياجات أكثر من ست محافظات بمحصول الحنطة من البطاقة التموينية، وفي هذا العام ستغطي نحو 30% من الإنتاج الوطني.”