ارتفاع الأعداد وتنوع الخدمات كردستان وجهة السياحة

15

ضحى مجيد سعيد
لم تكن السياحة في كردستان وليدة اللحظة، فعلى الرغم من ازدياد عديد السياح خلال فصلي الربيع والصيف، إلا أن المناطق السياحية المختلفة تسجل حضوراً لافتاً في الفصول الأخرى، إذ تشهد محافظات الإقليم توافد أعداد كبيرة للسائحين من محافظات العراق الوسطى والجنوبية، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة، إلا أن المؤشرات تتحدث عن زيادة لافته في أعداد السياح.

ولعل ما يميز مدن اقليم كردستان عن بقية المحافظات الأخرى، هو اعتدال طقسها خلال فصل الصيف خصوصاً، إذ إن درجات الحرارة في المحافظات الوسطى والجنوبية خلال هذا الفصل قد تناهز الخمسين درجة مئوية.
(أبو بنكين – 46 عاماً) صاحب محل للبقالة في منطقة سرسنك (أحد المصايف العراقية) يقول إن المناظر الخلابة والطقس المعتدل جعلا المناطق السياحية في كردستان قبلة للسياح، ولاسيما في الصيف والربيع، فالطبيعة الساحرة ونقاوة الهواء وصفاء المياه وعذوبة منابعها وبياض ثلوج شتائها وألوان ربيعها البراقة وخضار صيفها وانخفاض درجة الحرارة فيه، فضلاً عن صفار خريفها الجميل، كل هذا وأكثر يجذب السياح إلى كردستان العراق لينعموا ويستمتعوا بجمال هذه الطبيعة.”
تختلف محافظات إقليم كردستان عن غيرها بكونها موقعاً سياحياً يضم منتجعات ومصايف كثيرة، وكذلك مناطق أثرية مهمة تمتد الى عهود غابرة، فضلاً عن الطبيعة الخلابة التي تتميز بها المحافظات الشمالية للعراق.
الخدمات السياحية
عن الخدمات السياحة المقدمة في المحافظات الشمالية، يقول (أبو فرست – 40 عاماً)، وهو معلم في إحدى مدارس اربيل إن “اهتمام الحكومات المحلية في المحافظات الشمالية بالمناطق الترفيهية والمصايف المختلفة جعلها مقصداً للكثير من الوافدين، وأسهم في انتعاش السياحة فيها، ما انعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي في زيادة فرص العمل.”
(عبد الرحمن أحمد)، صاحب فندق في أربيل يقول إن “التطور السياحي في إقليم كردستان العراق ينعكس إيجاباً على عملنا نحن أصحاب الفنادق، وفي حال قيام الحكومة بوضع خطط تطويريه للمناطق السياحية فإن ذلك سيؤدي الى زيادة عدد السياح، سواء من داخل البلاد او من خارجها.”
تسهيل الدخول
وعن تطوير الخدمات وتحسين جودتها، وإشراف الجانب الحكومي على تطوير السياحة، وللوقوف على نوع ومستوى الخدمات السياحية وآراء الوافدين، التقينا السيد (مصطفى جابر)، الذي يعمل في تجاره المواد الاحتياطية للسيارات وسألناه عن أسباب زيارته فأجاب قائلاً: “جئت مع زوجتي وأولادي إلى المصايف في الإقليم من أجل الترويح عن النفس والترفيه عن الأولاد، وعادة اصطحبهم في فتره الصيف إلى المحافظات الشمالية في إقليم كردستان لوجود مواقع سياحية كثيرة، وأيضا لقرب الإقليم من المحافظات الأخرى، ولكون هذه المناطق داخل البلد، إذ أن كلفه السياحة خارج البلد عالية بطبيعة الحال، فالسفر بالطائرات لكل الأسرة مكلف، لذلك أُفضل السياحة في الإقليم، لكونها تناسب إمكانياتي المالية، ووقتي أيضاً، فبإمكاني أن أعود متى شئت إلى موطن سكني في بغداد في نفس اليوم بسيارتي.” زوجة السيد مصطفى، السيدة أم محمد تقول: إن “من أكثر الأمور المتعبة هي عمليه الدخول إلى محافظة أربيل تحديداً، إذ عادة ما تشهد بوابات الإقليم زحاماً كبيراً، ولاسيما في أوقات ذروة السياحة في الصيف والأعياد بسبب كثرة السياح الوافدين، لذا نطالب بتسهيل إجراءات الدخول بشكل أكبر كي لا تتعرض الأسر إلى التعب من أجل الحصول على موافقات الدخول.” وفي سؤال عن المواقع السياحية التي زارتها السيدة أم محمد مع اسرتها أوضحت قائلة: “ذهبنا إلى مصيف كلي علي بك وإلى تلفريك وبيخال، كما نخطط للذهاب إلى مصيف سرسنك.”
سياحة نشطة
توجهنا بالسؤال الى السيد (نوزاد أحمد) الذي يبلغ من العمر ستين عاماً، صاحب فندق في أربيل، وسألناه عن مستوى الإقبال على الفنادق خلال فصل الصيف وبقية فصول السنة فأجاب إن “مستوى الإقبال على الفنادق جيد ولاسيما في فصل الصيف والأعياد وبعض المناسبات، إذ نلاحظ حركة سياحيه نشطة في هذه الأوقات، لكنها تنخفض في الشتاء أو في بعض الأوقات، ومع ذلك فإنها مستمرة وتتغير نسبياً.”
واضاف نوزاد إن “حركة السوق والفنادق تعتمد بشكل أساسي على توافد السيّاح إلى الإقليم، وفي حال انخفاض عددهم فإن الفنادق تتوقف عن العمل وحركة السوق تُصاب بالركود.”
بدوره (هلكورد رزفان) البالغ من العمر أربعين عاماً، يمتلك مدينة ملاهي صغيرة في ضواحي أربيل، تحدث لنا قائلاً إن “مدن الملاهي تنقسم إلى قسمين، فمنها الكبيرة التي عادة ما يمتلكها مستثمرون أو تجار أو رجال أعمال، أو تعود إلى الحكومة، وهذه المدن تتميز بمساحاتها الكبيرة، فضلاً عن ألعابها الكثيرة والحديثة المبتكرة أحيانا، لذا فإنها عادة ما تشهد إقبالاً واسعاً عليها من قبل السيّاح الوافدين إلى الإقليم، أما مدن الملاهي الصغيرة كمدينه الملاهي التي امتلكها، فإنها تشهد إقبالا من أهالي المناطق المحيطة بها، ومع ذلك يكون الإقبال أفضل عليها في فصل الصيف. وتحديداً في المساء.”