اسمـــــاء أبــــــواب الصحنين الحسيني والعباسي..تواريخ وحكايات

209

كربلاء المقدسة : علي لفتة/

لكل جزء من العتبات المقدسة ثمة حكايا وتاريخ ومواقف.. ومن بين هذه الأجزاء أبواب الصحن الحسيني والصحن العباسي، إذ أن هناك تاريخاً طويلاً يقف وراء أسمائها ومنجزيها وظهورها وأطوالها.
أسماء ودلالات
يقول الباحث في الشأن الكربلائي (حسين أحمد الخضير) عن الصحنين المقدسين إنه “منذ عام 65 هجري في العهد الأموي، مروراً بالعهد العباسي وما تلاه من العهود الديلمية والجلائرية والصفوية والقاجارية والعثمانية، ومن بعدها الحكم الملكي، والحكومات الجمهورية، شهد المرقدان الشريفان سلسلة من الإعمار والتوسعة حتى يومنا الحاضر.”
إن ما يميز الصحن الحسيني هي الأبواب بدلالاتها وأسمائها. ويذكر الخضير أن كتاب (مدينة الحسين) لمحمد حسن الكليدار فيه الكثير من المعلومات، ومنها عن مرقد الإمام الحسين (ع)، ويقول: “يبلغ طول كل ضلع من الصحن الخارجي مائة متر تقريباً بعد أن كان طول الضلع 70م، وعرضه55 م في بداية تشييده.”
ويشير إلى أن الصحن يحتوي على عدة أبواب، منها (باب القبلة)، الذي سمي بذلك لكونه يقع في الوجه القبلي للروضة، وقد نصب فوقه برج الساعة. وكذلك هناك (باب الزينبية)، ويقع في الجهة الغربية من باب القبلة، عند الضلع الغربي من الصحن، سُمي بهذا الاسم لقربه من التلة الزينبية. وكذلك (باب السلطانية)، وسمي نسبة إلى مشيّده أحد سلاطين آل عثمان، ويقع في الضلع الغربي من الصحن. إضافة إلى (باب السدرة)، الذي يقع في ركن الضلع الشمالي من الصحن، وسمي بهذا الاسم لوجود شجرة السدر بالقرب منه.. و(باب الصحن الصغير)، ويقع عند مدخل الصحن الصغير من الجهة الشرقية من ضلع السور، وهو من الأبواب القديمة، أضافة إلى (باب الصافي) الذي يقع في وسط الضلع الشرقي من الصحن، المقابل لشارع علي الأكبر.
ويذكر الباحث أنه عند فتح الشارع المحيط بالحائر الحسيني عام (1368 هـ- 1948 م) هدم باب الصحن الصغير والبنايات الملحقة به، وكذلك باب الصافي، وشُيد مكانهما باب واحد هو (باب الشهداء). ويضيف أنه في عام (982 هجري) قام الشاه طهماسب، ابن إسماعيل الصفوي، بحملة إعمار للحائر الحسيني، وبوشر في توسعة الصحن من الجهة الشمالية منه، إذ أن صحن الإمام الحسين(ع) كان حسب الظاهر يشكل ثلاثة أضلاع مفتوحة، والضلع الشمالي ملتصق بالضريح، كما هو الحال في الصحن الكاظمي، والصحن العلوي . ويشير إلى الأبواب الأخرى فيقول إن “هناك (باب قاضي الحاجات)، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى الإمام الحجة، ويعرف أيضاً بباب (المراد)، الذي يقع في الضلع الشرقي من الصحن في الجنوب من باب الصافي.” ويشير إلى أنه في عام (1368 م- 1948 م) جرى فتح ثلاثة أبواب جديدة أضيفت إلى الصحن ومنها (باب الرأس الشريف).
الصحن العباسي
والأمر قد لا يختلف في الصحن العباسي الشريف، فهذه الأبواب لها الأسماء المميزة أيضاً، كما يقول الباحث، الذي يشير الى أن الروضة العباسية تقع إلى الجهة الشمالية الشرقية من الروضة الحسينية على بعد نحو 300 متر، وهي على شكل مربع، طول كلّ ضلع منه نحو90 متراً، تحتوي على أبواب عديدة منها: (باب القبلة)، وسمي بهذا الاسم لوقوعه في جهة القبلة، وقد توج الباب ببرج مربع يحتوي على ساعة تعمل بالتوقيتين العربي والعالمي.. وباب القبلة الصغرى (باب الإمام علي) وقد شُيد عام (1304 هـ) ويقع في ركن الصحن المجاور للجهة الشرقية من باب القبلة. و(باب البركة) ويسمى أيضاً بـ (العلقمي، والرضا، والفرات)، ويقع في منتصف الضلع الشرقي من الصحن العباسي، وكان يطل على نهر صغير (ساقية) يتفرع من نهر العلقمي، الذي يعرف بنهر مقبرة العباس، وكان محلاً للسقاية، يشرب منه الزائرون وتسقى الأشجار والنخيل الموجودة داخل الصحن ، وهناك عدد من النخيل في فناء صحن الروضة الجنوبي المقابل لإيوان القبلة. ثم باب السدرة (باب علي الهادي)، ويقع في وسط الضلع الشمالي من الصحن، سُمي بهذا الاسم بسبب وجود سدرة كبيرة قرب الباب. وكذلك (باب صاحب الزمان) الذي يقع في وسط الجهة الغربية من ضلع الصحن، وباب (سوق الحسين)، ويقع في ضلع الجهة الغربية من الصحن، مقابل السوق المؤدي إلى الروضة الحسينية، شيد عام (1309 هـ)، ويذكر أنه قد أضيفت أبواب جديدة إلى الصحن الشريف، منها (باب الإمام الحسن)، ويقع في الركن الجنوبي الغربي من الصحن، شيدت فوقه منارتان صغيرتان، وباب (موسى الكاظم)، ويقع في الركن الشمالي الغربي من الصحن، وأيضاً هناك (باب محمد الجواد) الذي يقع في الركن الشمالي الشرقي.
وهذا يعني أن عدد الأبواب تسعة، وهي ذات الأبواب الباقية إلى الآن. وينبه الباحث إلى موضوعة مهمة هي أن جميع أسماء أبواب الصحن الحسيني هي أسماء صفات وأماكن، في حين أن جميع أسماء أبواب الصحن العباسي أطلقت عليها أسماء الأئمة من أهل البيت.