الانكليزية اصعب الدروس سهلته المناهج الجديدة

904

عواطف مدلول/

الاف الطلبة العراقيين وقفت مادة اللغة الانكليزية حائلا بينهم وبين العبور الى المرحلة الجامعية وعلى مدى عقود سجل درس اللغة الانكليزية أعلى معدلات الرسوب وحرم طلبة حققوا معدلات عالية تؤهلهم لدخول أفضل الكليات، لكن الانكليزية اطاحت بأحلامهم.

غادر كريم مقاعد الدراسة منذ زمن طويل وبقي حلمه بالحصول على شهادة جامعية لايفارقه لحظة، حتى صار يشكل لديه عقدة يتمنى أن يجد لها حلا، إذ لطالما عشق العمل بإحد مجالات اهتمامه بعد التخرج في الكلية التي لم يطرق أبوابها في أرض الواقع لكن زارها كثيرا بخياله، فقد ظل عالقا بالمرحلة الأخيرة جراء ضعف مستواه بمادة اللغة الانكليزية، ما أدى الى فشله لسنوات متتالية بتحقيق درجة نجاح تؤهله لعبور الاعدادية.

فرص محدودة

مع ذلك لم يتخل كريم سامي الذي يمتهن حاليا أعمالا حرة عن رغبته تلك، فألتحق مؤخرا بأحد المعاهد التي تقيم دورات تطويرية في مختلف الاختصاصات ومنها اللغة الانكليزية، وبرغم شعوره بالاحباط لأن سنوات العمر باتت تمر بسرعة وصارت هناك صعوبة واضحة بقدرته على التعلم، لاسيما وأنه لم يحصد غير الرسوب المتكرر والفشل الساحق، حتى انه لم يفلح بالدراسة المسائية، لكنه يحاول أن يدفع بنفسه نحو الأمل وعدم اليأس فجاءت مساعيه لتثمر مايصبو ويطمح اليه.

تخطي حاجز الخوف

يرى كريم أن المعهد خير معين له في تخطي حاجز الخوف والقلق بالامتحانات الخارجية ولربما هذه السنة ستكون نهاية معاناته، موضحا أن مشكلته تكمن في أن جميع أفراد عائلته كانوا ومازالوا لايحبون اللغة الانكليزية، وليس هناك من يشجعه ويتابع مستواه في صغره، وحاله حال بقية أقرانه في زمن النظام السابق كانت فرص تعليم اللغة محدودة ومقتصرة على المدارس، أما الآن فقد فتحت معاهد كثيرة الى جانب وسائل أخرى للحصول على التعليم من خلال الانترنت والسفر وغيرهما.

الأغاني وسيلة تعلم

وتعتقد الست أسيل ابراهيم خضر وهي من التدريسيات لمادة اللغة الانكليزية ممن حظين بتكريم وتقدير وزارة التربية مؤخرا لاسلوبها المتميز في تدريس اللغة الانكليزية والذي تعده من أفضل الوسائل التي تساعد الطلبة على تعلم اللغة الانكليزية والمتمثل بـ “الاستماع وحفظ الأغاني الأجنبية” وتصف ابراهيم هذه الطريقة بالسلسلة التي يستسيغها التلاميذ.

وتوضح أسيل ابراهيم أنه ومن خلال تجربتها وجدت أن الاستماع الى الأغاني وحفظها طريقة تحبب الطلبة بالانكليزية وتساعدهم على اللفظ الصحيح لكلماتها.

ودعت معلمي اللغة الانكليزية الى تجربتها في المدارس لاسيما التي يعاني تلاميذها من صعوبة في فهم المادة. وقالت “اظن أننا من المدارس التي توفقت في هذا الدرس ومؤخرا حصلنا على شهادة تقديرية في مهرجان اللغة الانجليزية الذي نظمته وزارة التربية من بين العديد من المدارس المتميزة في بغداد”.

معضلة اللغة

وتؤكد المترجمة (س ـ ف) التي تعمل مدرسة بأحد المعاهد أن المعهد يستقبل المستويات كافة وبمختلف الأعمار، وليست هناك شروط معينة لقبول الطلبة فيه وبعد إجراء اختبار أولي شامل يمكن التعرف على المرحلة التي ينطلق ويبدأ منها وعلى أساسها يحدد الكورس الذي يحتاجه، وتشير الى إن معضلة اللغة الانكليزية قديمة في العراق، مع أنه لا يفترض أن تشكل هما لدى أبنائه، بأعتباره أحتل من قبل بريطانيا مقارنة ببلدان المغرب العربي التي أحتلتها فرنسا وأجادت شعوبها اللغة الفرنسية.

خطوة إيجابية

وتجد المعلمة (م- ق) أن المدرسة لوحدها لاتستطيع مساندة الطالب وتعليمه بسهولة الا بتعاون مع البيئة المحيطة به من أسرة وأصدقاء، فاليد الواحدة لا تصفق كما يقال، خصوصا أن حصة الدرس في السنوات الأخيرة قلصت وينبغي أن يلقى الطالب رعاية واهتماما بذلك الجانب منذ الطفولة، وتضيف: بزمننا الحالي العوائل صارت أكثر وعيا وحرصا على أولادها بعد الانفتاح الذي شهده العراق كما أسهمت التربية بتحقيق خطوة ايجابية بموضوع مادة اللغة الانكليزية، من خلال جعل دراسة اللغة تبدأ من المرحلة الأولى وليس من الصف الخامس كما كان معمولا به سابقا.

تغيير جذري

يفسر مدير عام الشؤون الادارية في وزارة التربية شلال اسماعيل ذلك بالقول: الصعوبات التي كان يواجهها الطلبة بمادة الانكليزية تعود الى أن الطلبة كانوا يدرسون بطريقة قديمة تسمى الطريقة التركيبية لمنهج اللغة الانكليزية في العراق لجميع المراحل، والتي تعتمد على السمع والتحدث ولا تؤهل الطالب للتحدث بالمواقف الاجتماعية العامة ( يفكر ويستنتج) أي قراءة فقط لغاية عام 2008، بعدها حدث تغيير جذري في تدريس منهج اللغة الانكليزية، من خلال الاعتماد على الطريقة التواصلية التي تقوم بدمج المهارات الأربع المحصورة بين (السمع والتحدث والقراءة والكتابة) أثناء التدريس، هذه الوسائل تجعل الطالب قادرا على التحدث بمواقف مختلفة من دون الرجوع الى التفكير بالقواعد المتعلقة باللغة الانكليزية، اذ تعتمد بالنهاية على استنتاج قاعدة من قبل الطالب، فضلا عن اثرائه بالمفردات المناسبة التي تؤهله للتحدث.