التربية تقرر الدوام قلق وترقب في عموم العراق!
علي غني /
ألقت جائحة (كورونا) ظلالها على التعليم في العراق، والبعض من أصحاب الاختصاص في المجال التربوي يقول إنه لايوجد رأي علمي. واقعياً يقنع التلاميذ والطلبة وأولياء الأمور بالخطة التي ستتبعها الوزارة في البدء بالعام الدراسي الجديد 2020-2021، الذي سيوافق يوم 29 من تشرين الثاني الجاري، إذ سيتوجه فيه عشرة ملايين تلميذ وطالب، بحسب إحصائية رسمية لوزارة التربية.
عدم السيطرة..
فأولياء الأمور غير مقتنعين بما تقوم به الوزارة، ويقر أغلبهم بأن هناك عجزاً بالإمكانيات الصحية لديها، فقد يكون اليوم الأول المدرسي جدياً، كما يقول (أبو احمد) وهو أحد أولياء الأمور الذي تحدث معنا، مضيفا؛ فإني على ثقة بأن بقية الأيام ستكون فوضى، فمن يستطيع السيطرة على تلميذ صغير في الابتدائية، أو مراهق في المتوسطة والثانوية، ناهيك عن أن أغلب الإدارات تفتقر إلى القدرة على إدامة المستلزمات الصحية التي تحمي التلاميذ أو الطلبة من الإصابة بكورونا.
فيما رأى (محمد قاسم) وهو ولي أمر لطالبين في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة: أن القلق سيدمر حياتي حتى ينتهي العام الدراسي، لأني أرى مجتمعنا لا يطبق الشروط الصحية حتى في البيت، وهم تحت مراقبتنا، فكيف بالمدرسة، والله يستر هذا العام.
إجماع أولياء الأمور..
وتعاطف مدير إعدادية ذو الفقار العلمية (مالك عبد الستار ناصر) مع طلبة السادس العلمي(الإحيائي، والتطبيقي)، مؤكداً على دوامهم في المدرسة، لأن الدروس الخصوصية لا تجدي نفعاً إذا لم يشعر الطالب بالدوام والإصغاء لمدرس المادة، لكن أتساءل (الكلام له)، وأنا لدي (300 طالب من الإحيائي والتطبيقي)، هل يستطيع أن يداوم هؤلاء في يوم واحد؟!.
وتابع : إذا أردت الحقيقية فيجب أن نحصل على موافقة الأهالي بالدوام بهذه الأعداد، على أن يكون ذلك بعلم المديرية العامة للتربية، لأنهم لا يخافون من كورونا، بينما التربية تخشى من الإصابات.
في حين بيّن أحد زملائه، الذي فضل عدم ذكر اسمه: أن التربية ليس لديها خطة لدوام المدارس، لذلك فإنها ستقع في أخطاء عديدة، فأين خطة التلفاز التربوي في بث الدروس التعليمية والدوام على الأبواب، وهل كل التلاميذ والطلبة سيستفيدون من وقت البث المباشر؟ فهل مستقبل طلبتنا مرهون بالاجتهادات، ثم أين كانت الوزارة عندما كان لها الوقت الكافي لوضع الخطط التربوية؟
لكن (أمين لفتة) من إعلام التعليم العالي بدا متفائلاً : نؤكد حاجتنا إلى تكاتف الأهالي في مراعاة الوقاية مع انطلاق الدراسة، كما سنطبق مقترحات وزارة التربية بمساعدتها في تدريس أولادنا في منازلنا شريطة الالتزام بالمناهج المقررة.
ننتظر التعليمات
ويبدو أن مدير الإشراف الاختصاص في المديرية العامة لتربية بغداد الكرخ الثانية (عبود حسب) كان مشغولاً في النظر بطلبات المدرسين، حين باغتّه بسؤالي عن استعدادات الإشراف الاختصاصي لبداية العام الدراسي، فأكد لي: أن المشرفين الاختصاص هم الآن يقومون بمتابعة المدارس والاطلاع على استعداداتها لبداية العام الدراسي الجديد، وتطبيق توصيات خلية الأزمة من خلال التباعد الاجتماعي وتعقيم المدارس، وكذلك الاطلاع على بناية المدرسة من حيث المستلزمات التي يحتاجها الطالب.
وتابع عبود: كما تم تشكيل لجان في قسم الإشراف الاختصاص تسمى بلجان (تسوية الملاكات) من أجل سد الشاغر واختزال الفيض من الملاكات التدريسية، موضحاً: إننا ننتظر التعليمات من الوزارة فيما يخص المناهج وأوقات الدوام .
لجنة خاصة
وزير التربية (علي حميد الدليمي)، وبحسب مصدر في الوزارة ، يوضح: أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي شكل لجنة خاصة لحل مشكلة نقص الأبنية المدرسية، مؤكداً توفير جميع الإمكانات لإنجاح العام الدراسي الجديد في ظل جائحة كورونا.
وأفاد الدليمي: الدوام في ظل جائحة كورونا سيكون بطريقتي الدوام التقليدي والتعليم عن بعد، فيما كشف عن إمكانية أخذ تعهد من ولي أمر الطالب عن تعليم أبنائهم في المنزل مقابل تأدية امتحانات نصف السنة وآخر السنة (وهوما يسمى سابقاً الدوام بالانتساب)، وبيّن الدليمي أن الطالب الذي يتعذر عليه الحصول على الإنترنت بإمكانه متابعة الدروس عبر التلفاز التربوي.
المدارس الاهلية
الدكتور (فلاح القيسي)، الوكيل الإداري لوزارة التربية، أكد كلام الوزير، مضيفاً أن هذا الكلام ينطبق على المدارس الأهلية، فهذه المدارس مشمولة بقرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة، كما بيّن أن الفرصة في الدوام ستكون لكل قاعة خمس دقائق، ولايوجد حانوت هذه السنة في المدارس.
مبيناً: فيما يخص تعليمات دوام التلاميذ والطلبة للعام الدراسي 2020-2021، والتي تنص أن يكون دوام التلاميذ والطلبة يوماً واحداً في المدارس، وأما بقية أيام الاسبوع فسيكون التعليم فيها عن بعد، مؤكداً أن هذا القرار يطبق على المدارس الحكومية والأهلية في جميع المحافظات.
وكشف أن عدد الطلبة سيحدد(من 8 إلى 10 في القاعات الصغيرة)، و15 بالقاعات الكبيرة، وسيشهد العام الدراسي الجديد تقليص بعض المواد العلمية في المناهج، وأطلقنا على هذا المنهج المقلص(منهج الطوارئ).
وبيّن الدكتور (هيثم العزاوي) مدير العلاقات والإعلام في وزارة التربية: أن الوزارة على أتم الاستعداد للعام الدراسي الجديد ،وقد استنفرت جهاز الإشراف، وجميع مديريات التربية، بما فيها الجهات الفنية، إذ تعد منصة نيوتن أول منصة تعليم حكومية تم أنشاؤها من قبل الوزارة، التي ستشكل وسطاً إلكترونياً بين رباعية الوزارة والمدرسة والمدرس والطالب عبر قنوات تواصل سلسلة بسيطة تضمن تحقيق أعلى قدر من الفاعلية والمتابعة المنهجية في تنفيذ مقررات المنهج التعليمي والتربوي، مؤكداً أن المنصة ستطلق خدمات البث المباشر على مدار 24 ساعة.
ونوّه العزاوي إلى أنه إذا لم يستطع الطالب استخدام المنصة، فهناك التلفاز التربوي الذي سيبث دروساً لجميع المراحل الدراسية.
وأفاد: أن الوزارة قد أبلغت المديريات العامة للتربية بالاهتمام بالجانب الصحي، ومراقبة حركة الطلبة في المدارس وضمان التباعد الاجتماعي لتفادي الإصابات بكورونا.
تحذير وضوابط
في الوقت الذي حذرت فيه مفوضية حقوق الإنسان وزارة التربية بمخاطر البدء بالعام الدراسي الجديد، فإن مصدراً في مديرية الصحة العامة في وزارة الصحة أكد لنا أن وزارة الصحة وضعت ضوابطها وأرسلتها إلى وزارتي التعليم العالي والتربية، وطلبنا منهما أن يضعا خططهما بالتوافق مع هذه الضوابط لتأمين التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، فضلا عن ألا يكون هناك تزاحم في قاعات وأروقة الجامعات والمدارس.
موافقة مشروطة
اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية وافقت على بدء العام الدراسي الجديد يوم 29-11-2020، لكنها تشترط على وزارتي التربية والتعليم العالي عرض خططهما المعدة مع وزارة الصحة لتأمين تنفيذ الإجراءات الوقائية في الاجتماعات المقبلة، يشاطرها الرأي العديد من أولياء الأمور والملاكات التعليمية والتدريسية، وبين هذا وذاك تصر الوزارة على المضي قدماً بالدوام والعودة إلى المدرسة تارة، وأخرى عن بعد، حتى يخلصنا الله من مرضكورونا اللعين، وأملنا بإدارات المدارس الحفاظ على الطلبة وتأمين التباعد الاجتماعي، وأهم من هذا وذاك كشف الإصابات عندما تحدث في المدرسة.