الدراجات النارية والستوتات.. شوارع بغداد تغرق في الفوضى

874

آمنة السلامي _ عدسة: صفاء علوان/

وجد فيها العديد من الناس حلاً سحرياً لتخليصهم من الزحامات والبطالة، بيد أن أغلب مستخدمي الدراجات كانوا من الشباب الذين يجهلون طرق السلامة وقواعد المرور، ماحولها إلى كابوس فعلاً بعد أن كثرت حوادثها المميتة فضلاً عما تتركه من تلوث للبيئة وكونها مصدراً للإزعاج.

إجراءات مرورية

وجهتنا الأولى كانت مديرية المرور العامة للتعرف منها على إحصائياتها حول أعداد ضحايا الدراجات، خاصة الستوتات، وإجراءاتها في ضبط حركة هذه الدراجات وتسجيلها في الدوائر المرورية. تحدث لنا النقيب (فادي عماد نافع) عن القانون الخاص بالدراجات النارية قائلاً: تسجل الدراجات في دوائر المرور العامة وفق القانون 86لسنة 2004 المعدل الذي يحدد نوعية الدراجة حيث تسجل وتمنح إجازة لقيادة الدراجة ذات محرك 125س سي فما فوق التي تكون ذات مواصفات خاصة صديقة للبيئة، بعدها تمنح الدراجة رقماً مرورياً حالها حال المركبة الاعتيادية. وعن شروط منح إجازة السوق الخاصة بالدراجة يقول النقيب نافع: على صاحب الدراجة أن يتم السادسة عشرة لكي يحصل على الإجازة.

* كيف يتم استيراد وإدخال هذه الدراجات إلى البلد؟

ـ الدراجات الموجودة حالياً أغلبها مخالف للقانون وطرق إدخالها واستيرادها غير قانونية، إذ تستورد هذه الدراجات على أنها لعب للأطفال وهو ما يسمح به القانون ويكتب في (المنيفيست) الخاص بها بأنها لعب للأطفال وتدخل بأعداد كبيرة على شكل حاويات وكل حاوية تضم 50 – 60 دراجة أو أكثر. وعن العقوبات التي تفرض على سائقي الدراجات المخالفين لقواعد السير وأنظمة المرور يقول نافع: هناك عقوبتان يحددهما بيان 21من قانون المرور المرقم 86لسنة 2004

الأولى حجز الدراجة داخل قاطع المرور وفرض غرامة مالية مقدارها 30ألف دينار والثانية عقوبة الحجز لفترة لا تقل عن ستة أشهر أو كلتا العقوبتين حجز وغرامة.

قصص غريبة

*هل لك أن تعطينا إحصائية بمخالفات أصحاب الدراجات؟.. وما أغرب القصص التي تختزنها ذاكرتك عن الستوتات؟

ـ في جانب الرصافة فقط سجلت في أسبوع واحد 1056مخالفة، ومؤكد أن أعداد المخالفات كبيرة وكبيرة جداً. أما أغرب القصص التي تخص الستوتات فإن هناك مرآباً خاصاً بالدراجات مخصص لنقل طلاب إحدى المدارس في أطراف بغداد!! ومن القصص الغريبة أيضاً أنه حدث ذات مرة أن اصطدم أحد سائقي الدراجات النارية بسيارة كانت متوقفة على جانب الطريق وعند إجراء المخطط المروري الذي أدان صاحب الدراجة تعرض رجل المرور الذي أجرى المخطط إلى التهديد العشائري من قبل صاحب الدراجة، لكن وزير الداخلية، مشكوراً، أقر عقوبة السجن ثلاث سنوات لكل من يهدد بالفصل العشائري. هذا فضلاً عن قصص نسمعها عن سرقة حقائب النساء من أشخاص يقودون دراجات أو أن يقوم صاحب الدراجة بثقب الصالنصة لإصدار أصوات عالية ومزعجة جداً.

قيادة بهلوانية

ولأن المواطن هو المتضرر الأول من هذه الظاهرة فإن رأيه هو الأهم بالنسبة لنا، لذا حملنا ما في جعبتنا واستطلعنا آراء المواطنين. سؤالنا الأول حول ظاهرة الستوتات كان للمواطن (سعد قاسم)، صاحب محل، الذي أجابنا قائلاً: ﻻ يمكنني أن أصف انتشار هذه الدراجات بضوضائها العالية ورعونة قيادة أصحابها إلا بالمرض الخبيث الذي أصاب الشارع. أعتقد أن الاختناقات المرورية والزحامات التي خلفها استيراد السيارات بشكل عشوائي فضلاً عن السيطرات وقطوعات الشوارع ليست بحاجة أن نضيف إليها هماً آخر اسمه الستوتات.

يشاركه الرأي (أحمد علي) فيقول: أحتفظ في ذاكرتي بحادثة مؤلمة جداً، فقبل أكثر من سبع سنوات تقريباً شاهدت إصابة رجل مسنّ من قبل سائق ستوتة، ما أدى إلى وفاته مباشرة بعد أن ارتطم رأسه بالرصيف، ويضيف: المشكلة الأكبر هي قيادة بعض الشباب المستهتر للدراجة او الستوتة وقيامهم بحركات بهلوانية في شوارع تسير فيها المركبات والأشخاص، ما يتسبب بحوادث مؤلمة.

أصحاب الشأن: الحاجة هي السبب

أصحاب الستوتات ذكروا معاناتهم مع الفقر والحرمان إلى أن امتلكوا هذه الستوتات. يقول (سمير هادي) إنه كان يعمل في أحد الأفران الذي تصل درجة حرارته في الصيف الى أكثر من 60 درجة حتى أشعر أني سأموت اختناقاً من الحر، لذلك قررت أن أجمع ثلاثة ملايين دينار وأشتري ستوتة وبدأت أحصل على ما يسد رمقي ورمق عائلتي وهذه نعمة من الله.

بدوره يذكر (رائد) عند سؤالي له لماذا يقتني الستوتة ولا يشتري سيارة، فيقول مبتسماً (إجابرك على المرّ غير الأمرّ منه).. لقد باعت زوجتي مصوغاتها الذهبية واستدنت مبلغاً من المال واشتريت ستوتة استرزق منها والحمد لله.

بقي لنا في ختام تحقيقنا أن نوجه دعوة للسادة المسؤولين من أصحاب الشأن بمعالجة حالة الفلتان التي تشهدها شوارعنا وفوضى الكم الهائل من الدراجات النارية والستوتات والسيارات وغياب أنظمة المرور ومعايير السلامة وما يخلفه كل هذا من حوادث يذهب ضحيتها آلاف الأبرياء.