الدف.. بين الطقوس (الدينية) والمناسبات الاجتماعية

15

أربيل / كولر الداوودي
يعد الدف من الآلات الموسيقية القديمة المعروفة منذ الألف الثالث قبل الميلاد، إذ وجد ضمن الآثار المكتشفة في بلاد مابين النهرين. كما أنه من الآلات الموسيقية المهمة أيضاً في الموسيقى الشعبية والكلاسيكية في كثير من الدول.
يستخدم الدف في الطقوس الدينية والروحية، فضلاً عن المناسبات المختلفة والتجمعات الترفيهية، كما أنه من الآلات العزفية شائعة الاستخدام في بعض الدول العربية، كسوريا والعراق وتركيا وأرمينيا واليونان، وفي جنوب شرق آسيا أيضا.
تحظى آلة الدف بمكانة خاصة في كردستان العراق، خاصة عند الصوفيين، لأنها من الآلات المميزة في التراث الموسيقي الكردي، وهناك مراسم خاصة لها في قرية (ده كاكا) شرقي كردستان تحت مسمى (مهرجان الألف دف) الذي يقام سنوياً في هذه القرية.
“الشبكة العراقية” سعت في هذه المساحة إلى تسليط الضوء على هذه الآلة العريقة وتفاصيل حضورها الفولكلوري الراسخ في ذاكرة الأجيال، من خلال لقائها بعازف الدف الشاب (أحمد شيخ عايد نقشبندي) من مدينة السليمانية، الذي حدثنا قائلاً:
أحببت هذه الآلة منذ طفولتي، وأنا دائم العشق لها، ولاسيما أني تربيت وترعرعت في عائلة دينية، دائماً ما كانت تقيم مجالس الذكر والمواليد، وفي سنة 2017 بدأت في تعلم العزف عليها بشكل أكاديمي، وتتلمذت على أيدي العديد من الأساتذة، وأتلقى الآن دروساً خاصة في العزف عليها على يد أستاذ متخصص.
آلة روحية
عن سبب اختياره آلة الدف يقول أحمد: “اخترت هذه الآلة الجميلة وتعلمت أصول العزف عليها أكاديمياً لأسباب عدة، منها أنها تختلف كلياً عن بقية الآلات الموسيقية، فضلاً عن مميزاتها الخاصة، بكونها آلة روحية وترفيهية في نفس الوقت.” مضيفاً: “في البداية كان تعلمي في (التكية) و(الخانقاه) في إحياء المواليد والمجالس الدينية، ولاسيما مجالس الذكر.” وذكر أن لديه الآن فرقة فنية تسمى (فرقة جانان) تأسست في العام 2023، وهي فرقة مميزة خاصة بالدف، متكونة من 16 عضواً أساسياً من كلا الجنسين.
يضيف أحمد قائلاً: “فرقة (جانان) تمكنت في سنة واحدة من تحقيق إنجازات كبيرة، ولاسيما في شهر رمضان المبارك، إذ أقمنا مهرجاناً خاصاً بشهر رمضان استمر لمدة 22 يوماً داخل سوق قلعة أربيل، وأقمنا كذلك خيمة رمضانية في مدينة الموصل، فضلاً عن مشاركاتنا في برامج القنوات الفضائية الخاصة برمضان طوال الشهر الكريم.”
مشاركات متعددة
يسترسل احمد قائلاً: “لم تقتصر مشاركة فرقة (جانان) على المناسبات الدينية والفنية، بل كانت لها مشاركات عديدة في مختلف المناسبات الاجتماعية، فقد أسهمنا في الأعمال الخيرية، ومن ضمنها عمل خاص للأطفال المصابين بمرض السرطان.
وفي ختام حديثه ذكر أحمد أنه يطمح أن تكون فرقته عالمية يعرفها الجميع، ولاسيما أن كردستان فيها كثير من الشباب الموهوبين. متمنياً أن يتمكنوا من إيصال رسالة فرقتهم إلى جميع بلدان العالم العربي.