الساحرة “خيتهورن”.. وأسرار بندقيّة الشمال

137

آمنة عبد النبي-هولندا/

لفرطِ حلاوتها وتقاطيعها الخضراء المُدللة والمتمايلة غنجاً، يسمونها بالبندقية الهولندية، أو بندقية الشمال، كيف لا وهي (خيتهورن)، القرية الفاتنة التي يبلغ طول القنوات المائية فيها نحو ثمانية كيلومترات، ويمر عليها نحو خمسين جسراً وقنطرة من الخشب، تقع في الجزء الشمالي الشرقي من هولندا، يذهب اليها الناس هرباً من ضوضاء العالم وضجره، ويقصدها المختنقون كعلاج نفسي لكل أزمات الغربة.

يتنقل الناس داخل قرية خيتهورن باستخدام القوارب التقليدية، في نزهة خلّابة تمنح زائريها جمالية الغوص تحت سطح البحر لرؤية (جاليري) الصدف المرجانية، وكذلك التجول في متحف “دي أود” المخصص للأحجار الكريمة والمعادن الثمينة، الى جانب التزلج على الجليد ورياضة التجديف الممتعة وركوب الدراجات الهوائية.
علاج نفسي
يقول الكاتب الصحافي المُقيم في روتردام (كريم المياحي) إن “خيتهورن أشبه بالجنة على الارض، وزيارتها تمنحك طناً من التفاؤل والإيجابية، بل إنها علاج نفسي لكل أزمات الغربة الخانقة التي تحاصرنا من كل مكان، علماً بأن هذه القرية قبل تحولها الى مكان سياحي شهير حلت بها مصيبة، فقد كانت عبارة عن بلدة صغيرة يسكنها مزارعون، وفجأة اجتاحها فيضان هائل أودى بحياة جميع الحيوانات والماشية، حتى بدت قرون تلك الحيوانات طافية على سطح الماء، ولذلك أطلقوا عليها هذا الاسم ومعناه بالهولندية (قرن الماعز).”
نافذة ثقافية
في حين أن (زينب عدنان)، القادمة من أمستردام لزيارتها مع العائلة في عطلة نهاية الأسبوع، قالت بابتسامة:
“بين فترة وأخرى نذهب إليها أنا وولدي الصغير، فخيتهورن ليست قرية فحسب، وإنما هي نافذه ثقافية نتعرف من خلالها على جمال وطبيعة هولندا مجتمعة في مكان واحد، علماً أن كل أزقة وقرى ومدن البلاد بهذا الجمال، لكن منظر الحيوانات ومزارع العشب والخيول، وأيضاً الرحلات النهرية الجميلة التي تمنحها لزائريها باعتبارها لا تمتلك أية مواصلات، لذلك يمكن الوصول إليها من خلال الرحلات النهارية التي تنطلق نحو القرية يومياً من أمستردام.”

هاربون من الضوضاء
اما السائح القادم من مدينة لييج الفرنسيّة (هيثم حسان) قاصداً زيارتها، فيقول:
“أعشقها جداً، وأقصد زيارتها كل شهر، لأنها بصراحة تشبه إلى حد كبير مدينة فينيسيا في إيطاليا، عشقي الأبدي، المكان هنا ساحر جداً مع الكثير من القنوات المائية الخلابة وعدم وجود السيارات، سيمنحك الفرصة للاسترخاء بعيداً عن ضوضاء هذا العالم، ولاسيما عبر استئجار قارب صغير وقضاء اليوم بين البيوت الساحرة، الناس هنا طيبون ومسالمون جداً، وأكثر ما يجذبني فيها وأجده غريباً، هو متحف جلوريا الذي هو عبارة عن متحف يقع تحت سطح البحر، ويضم العديد من الأصداف والشعاب المرجانية والمخلوقات البحرية.”