الشركة العامة لسكك الحديد.. خطط النهوض تواجه معوّقات كبيرة

1٬043

عامر جليل ابراهيم /

يؤكد المسؤولون في سكك الحديد أن لديهم خططاً تهدف الى توسيعها تشمل جميع محافظات العراق، وأخرى للربط بين دول الجوار مثل الكويت والسعودية وإيران والأردن، بينما أصبحت مخططات وتصاميم مشروع مترو بغداد الذي التي أعدتها شركة “ارستوم” الفرنسية جاهزة للعمل، فضلاً عن أن فكرة إنشاء قطار معلق على خط بغداد- بصرة وخط قطار معلق كربلاء – نجف لخطوط السكك معروضة الآن للاستثمار.

وعلى الرغم من أن خطوط سكك الحديد دخلت العراق مطلع القرن الماضي بعد الاحتلال البريطاني للعراق وتخدم هذه الشبكة الكبيرة العراق من شماله الى جنوبه، إلا أنها تواجه مشكلات كبيرة تعيق عملها وتنتظر حلولاً وقرارات لوضعها على المسار الصحيح.

قطاع حيوي

عن خدمات هذا القطاع الحيوي كانت لمجلة “الشبكة العراقية” وقفة مع هذه الشركة العريقة للاطلاع على حركة قطاراتها وانشطتها من نقل للمسافرين والبضائع. كان اول المتحدثين مديرها العام (المهندس سلام جبر سلوم) الذي اطلعنا على دائرته قائلاً: سكك الحديد العراقية شبكة متكاملة يبلغ طولها 2000 كيلو متر تقريبا تبدأ من شمال العراق مع الحدود السورية الى مدينة ام قصر في محافظة البصرة جنوباً وهو المحور الرئيس, والخط الغربي باتجاه القائم عكاشات, اما الخط الشرقي فيبدأ من كركوك الى بيجي ثم حديثة.

* ما هي القطاعات التي تخدمها شركة السكك؟

– عملنا يخدم بالدرجة الأساس قطاع نقل المسافرين داخل العراق والبضائع القادمة من دول الجوار وبالأخص سوريا وتركيا.
لدينا اثنا عشر قطاراً صينياً واثنان من القطارات التركية وأصلحنا ثلاثة من القديمات. وبالنسبة لنقل المسافرين لدينا خط بغداد بصرة الذي يعمل بشكل صحيح وفيه قطاران ينطلقان ليلاً من بغداد ولدينا خط بغداد كربلاء ومؤخراً أصلحنا خط بغداد فلوجة بالإمكانات الذاتية وهو الآن يعمل بشكل مقبول، ولكن الخطين الشمالي والغربي معطلان بسبب الحرب مع تنظيم داعش الإرهابي لتعرضهما للسرقة والنهب، ونحن بصدد اصلاحهما خلال الأشهر المقبلة إن شاء الله.

نقل البضائع

نقل البضائع هو نشاطنا الحيوي والمهم، حيث تخدم سكك العراق وزارات مهمة مثل الداخلية والتجارة والنفط والصناعة، فنحن نمتلك اسطولاً من القاطرات الاختصاصية مثل قاطرات الحبوب والنفط والغاز والمواد الكيمياوية، لكنها شبه متوقفة لعدة اسباب لاتخص دائرتنا، فوزارة التجارة شبه متوقفة وسايلو الحبوب في أم قصر متوقف تماماً والنقل في وزارة الصناعة متوقف.

قرار سياسي

* خطوط سكك الحديد أغلبها قديم، هل تقومون بإصلاحها ام بتحديثها؟

– غالبية خطوط السكك نقوم بإصلاحها وتأهيلها عدا خط البصرة القديم، فقد استبدلناه بخط جديد أنجز في العام 2014م, وهو خط جديد وسرعته عالية انجزته كوادر السكك بجودها الذاتية.

* يؤخد عليكم انكم من القطاعات التي نسيها المواطن.. ما هي الأسباب؟

– هذا الكلام فيه نوع من الصحة، نتحمل جزءاً من المسؤولية، لكن الجزء الأكبر تتحمله الدولة التي تعتبرنا شركة خاسرة وبالتالي لا توجد تخصيصات مالية كافية ولا تعيينات جديدة، فالذي يكمل السن القانونية ويحال الى التقاعد لا يوجد من يعوضه، لدينا نقص في كل مفاصل الشركة من فنيين واداريين وسائقين، ووصل بنا الحال أن اغلقنا محطات كاملة بسبب عدم توفر ناظرين لتلك المحطات.

خطوط السكك حالها حال اي قطاع آخر تحتاج الى إدامة والإدامة تحتاج الى أموال التي هي غير متوفرة ونحن مدرجون في صندوق إعادة إعمار العراق، لكن هنالك اولوية للعمل كالتعليم والصحة والكهرباء والطرق والجسور، طلبنا التمويل من البنك الدولي فقوبل بالرفض لعدم وجود جدوى لأنهم يعتبرونا قطاعاً بلا مردود مادي.

حتى نعود الى العمل الصحيح نحتاج الى قرار سياسي اكثر منه إداري، فمثلاً نحتاج أن يعمل مصفى بيجي حتى نقوم بنقل منتجاته، ونحتاج ان تعمل معامل الإسمنت حتى ننقل انتاجهها الى باقي المحافظات، كذلك معمل الفوسفات ومعمل الكبريت، كلها متوقفة، النقل بين سوريا وتركيا والعراق متوقف، وأن ترفع الشركة من قائمة الدوائر الخاسرة لنستقطب الكوادر الفنية المختصة بالسكك من خريجي معهد السكك سواء ناظر محطة او سائق قطار او فني قاطرات او مصلح سكة او مفتشو سكة لأن هذه التخصصات نادرة حتى ننهض بهذا القطاع الحيوي، لهذا كله اصبحت السكك على مفترق طرق، فإما تعمر بغض النظر عن وجود المردود المادي وهذه مبالغ ليس بقليلة, وإما ان تترك الشركة على حالها لتبقى عرضة للسراق ولمن هبّ ودبّ.

محطات مدمرة

* ما نسبة الأضرار التي ألحقها تنظيم داعش الإرهابي بالشركة ومنشآتها؟

– المحطات من جهتي الغرب والشمال كلها دمرت بالكامل، الفرعية او الرئيسية، لاتوجد لدينا محطة لم يطلها التدمير، اضرار خط بغداد القائم عكاشات وخط الموصل ربيعة، ثلاث محافظات: صلاح الدين ونينوى والأنبار نسبة التدمير وصلت الى نحو 90%، خط كركوك سرقت غالبية خطوطه في منطقة المعارك الى حدود منطقة الحويجة، على خط الموصل/ حمام العليل استغل داعش النفق كملجأ للمواد الغذائية وتكديس السلاح ومركز تدريب وقام بسرقة حديد السكة، رفع حتى السكة التي داخل النفق.

* هل تعانون من معوقات تحد من عملكم؟

– اضافة الى ما ذكرت سابقاً فنحن نعاني كثيراً من بعض المواطنين الذين يعرقلون عملنا، ابتداءً من المعابر غير النظامية والحيوانات السائبة على خطوط السكك وانتهاءً بقذف القطارات بالحجارة وكسر النوافذ الزجاجية، ووصل بنا الحال أن شكلنا لجنة للفصل العشائري.

المعوق الآخر هو قِدم تصاميم خطوط السكك التي وضعت حينها على أساس التخطيط الرئيس للمدن ولم تأخذ بالحسبان توسع تلك المدن حتى اصبحت قطاراتنا تخترق مراكز المدن التي تمر بها ما يستدعي تخفيف السرعة وبالتالي تأخر القطار عن موعد وصوله.

* نسمع كثيرا عن توسيع خطوط السكك داخل العراق وبين العراق ودول الجوار وعن القطارات المعلقة والمترو.. أين وصلت هذه المشاريع؟

– لدينا خطط لتوسيع السكك الداخلية حتى 5000 كيلو متر لتشمل كافة محافظات العراق وكذلك لدينا خطط للربط بين دول الجوار مثل الكويت والسعودية وإيران والأردن، ولدينا خط المترو داخل بغداد يبدأ من الكاظمية الى جامع براثا الى العلاوي الى أم الطبول وهو ملك لأمانة بغداد ونحن فيه مستشارون فنيون ومشغلون، وقد اعدت دراسته وتصاميمه شركة (ارستوم) الفرنسية، ولدينا فكرة قطار معلق على خط بغداد- بصرة وخط قطار معلق كربلاء – نجف وهو ملك لخطوط السكك كونه يربط بين محافظتين وأعلناه للاستثمار.

هذه المشاريع كلها متوقفة على استملاك الاراضي التي تمر بها تلك المشاريع وهي عملية ليست بالسهلة ربما تمتد لأشهر اوحتى سنوات.

ودّعنا المهندس سلام جبر سلوم قائلاً: اناشد من خلال مجلتكم الغراء المواطنين بالحفاظ على القطار من العبث والمتجاوزين على السكك ورمي الحجارة وغيرها من طرق التخريب. كذلك ادعو التجار لنقل بضائعهم على خطوطنا فأبوابنا مفتوحة وهنالك تسهيلات كبيرة وعملنا مستمر ليل نهار وبأسعار تنافسية، نريد تفعيل السكك وتقويتها، هذا مانريده ونشكر مجلتكم للاهتمام بالسكك …

بعدها التقينا (علي شالي خنجر), الذي بادرنا قائلاً: خدمت في سكك الحديد عشرين عاماً كسائق قطار وأنا الآن مفتش قاطرات، لقد اصبحت مهنة سائق القطارات صعبة للغاية, لأن سكة القطار تزداد عليها التجاوزات والمعابر غير النظامية وكثرة التقاطعات وآخر احصائية عن خط بغداد البصرة ان هناك بحدود 410 تقاطعات، وهذه التقاطعات تتسبب بمشاكل كثيرة لنا وبالأخص حوادث الاصطدامات مع السيارات فنضطر ان نوقف القطار عدت مرات خوفاً من الحوادث, لكن هذا هو عملنا، نتحمل الصعاب والمشقة من اجل العيش الكريم.

أما مسؤول مفرزة حماية القطار (المفوض احمد صدام موزان) فقال: تتكون المفرزة من اربعة اشخاص, ونستعين بالمفارز على طول الطريق من محطة الى اخرى حتى وصولنا الى المحطة النهائية, ونستخدم جهاز اللاسلكي الذي يؤمن من بغداد عند صعودنا القطار الى البصرة، نحن على اتصال دائم مع كل المحطات, من خلال عملنا في القطار نعرف السراق والمخربين ولدينا اتصال بحاسبة وزارة الداخلية لتدقيق هويات المشكوك بهم ولدنيا سلطة القبض على الإرهابيين داخل القطار.