المطاعم في رمضان.. ركود النهار وانتعاش الإفطار

27

سجى السعدي

يعد شهر رمضان حالة اقتصادية استثنائية للمطاعم في العراق، إذ تتغير عادات الزبائن بشكل جذري، فتشهد بعض المطاعم زحاماً شديداً وقتي الإفطار والسحور، بينما تعاني مطاعم أخرى من الركود خلال النهار.
عن التحديات التي تواجه أصحاب المطاعم في الشهر الفضيل ومتطلبات العوائل، استطلعت “”الشبكة العراقية”” آراء المواطنين لمعرفة تأثيرهما على أعمالهم وزبائنهم.

ضغط وتأخير
علي عقيل، أحد رواد المطاعم، تحدث عن تجربته مع المطاعم خلال رمضان، موضحاً أن الخدمة تختلف من مكان لآخر، لكن بعض المشكلات تتكرر كل عام، مشيراً إلى أن المشكلة الرئيسة هي الضغط الكبير والتزاحم وقت الإفطار، حين تمتلئ المطاعم بسرعة، ما يضطرهم للانتظار طويلاً من أجل الحصول على طاولة، مضيفاً: “حتى مع الحجز المسبق، هناك تأخير في تقديم الطعام بسبب العدد الكبير من الزبائن.”
أما عن جودة الطعام، فقال (عقيل): “بعض المطاعم يحافظ على جودته ومستواه، في وقت نجد فيه تراجعاً ملحوظاً في مطاعم أخرى، ربما سببه الاستعجال أو نقص العمال.” مضيفاً: “يجب أن تكون وجبات الإفطار جاهزة عند بدء الأذان، وهذا ما لا نجده فيها، خاصة الأطباق الساخنة، وهو ما يحدث في خدمة توصيل الطلبات خلال رمضان، فهي تحتاج إلى تحسين أيضاً، إذ أن بعض المطاعم لا يأخذ في الحسبان أن للإفطار وقته المحدد.”
وفي ما يتعلق بالسحور أشار (عقيل) إلى أن الخيارات المتاحة ليست كافية، وأن معظم المطاعم تهتم بالإفطار أكثر من اهتمامها بالسحور، بالرغم من أن الكثيرين يفضلون تناول السحور خارج منازلهم. مبيّناً أن بعض المطاعم يوفر وجبات محدودة فقط، ما يضطرهم للبحث عن أماكن مفتوحة، أو الاعتماد على الطعام المنزلي. خاتماً حديثه: “رمضان فرصة كبيرة للمطاعم، لكنها تحتاج إلى إدارة أفضل، سواء من حيث الالتزام بالمواعيد وتحسين جودة الخدمة، أو تقديم عروض مناسبة، الزبائن لا يبحثون فقط عن الأكل، بل عن تجربة متكاملة.”
تحديات كبيرة
سليم جاسم، صاحب أحد المطاعم تحدث عن طبيعة العمل في رمضان موضحاً أن الشهر الكريم يفرض تحديات كبيرة على المطاعم، ما يتطلب ستراتيجيات مختلفة للتكيّف مع التغيرات في سلوك الزبائن، وطبيعة تغير الأوقات للأكل، مضيفاً: “في رمضان تتغير ديناميكية العمل، في الأيام العادية يكون لدينا تدفق مستمر للزبائن على مدار اليوم، لكن خلال رمضان تنعدم الحركة تقريباً حتى وقت الإفطار، ما يشكّل تحدياً لنا، خاصة في المطاعم التي تعتمد على الخدمة داخل الصالة، حيث ينخفض الدخل اليومي بشكل ملحوظ.”
وأشار (جاسم) إلى أن الركود النهاري لا يعني بالضرورة خسائر فادحة، إذ يمكن لفترة الإفطار تعويض جزء منها، وبالأخص قبل غروب الشمس بساعة، حيث يبدأ الناس بحجز طاولاتهم وطلب وجبات الإفطار، ويكون المطعم في أقصى طاقته التشغيلية، وفيه يكون لدينا وقت قصير جداً لخدمة عدد كبير من الزبائن، ما يتطلب منا إدارة دقيقة للموارد والعمال.
ونوّه (جاسم) باستثمار بعض المطاعم شهر رمضان من خلال تقديمهم عروضاً مميزة لجذب العائلات، خاصة وجبات الإفطار الجاهزة أو (السُفرات الرمضانية)، المتضمنة أطباقاً متنوعة، مثل الشوربات، والمقبلات، والأطباق الرئيسة، والحلويات، يضيف قائلاً: “وبالرغم من الفرص التي يوفرها رمضان، إلا أن هناك تحديات كبيرة نواجهها، أبرزها ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وزيادة الطلب في وقت قصير جداً.”
نشاط اقتصادي
مصطفى حنتوش، الباحث والمختص بالجانب المالي والمصرفي، تحدث عن الجانب الاقتصادي في الشهر الفضيل قائلاً: “لشهر رمضان المبارك خصوصية في عمل المطاعم بشكل عام، إذ تنشط الحالة الاقتصادية قبل الدخول للشهر الكريم وحتى بدايته، أما في منتصفه فيشهد ركوداً نوعاً ما أو كسلاً، ليعاود نشاطه أواخر الشهر، وفي وفترة الأعياد.”، مبيّناً أن الإقبال على المطاعم الفاخرة يكون كبيراً قياساً بالمطاعم الشعبية، التي تجذب الصائم بالعروض والأسعار ونوعيه الأكلات، موضحاً أن المطاعم التي تقدم وجبتي الإفطار والسحور هي الرابحة في هذا المضمار، مشيراً إلى أن النشاط الاقتصادي في المطاعم بالعراق مرن، وله القدرة على التكيف مع متغيرات الشهر الكريم ليحافظ على استمراريته.