باحثون عرب وأجانب يشاركون في مؤتمر الاستشراق والإمام الحسين (ع)

168

كربلاء : هند الصفار/
احتضنت العتبة الحسينية المقدسة في كربلاء يومي 12و13 أيار 2023 مؤتمر الاستشراق والإمام الحسين (ع) الذي نظمته مؤسسة وارث الانبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية. وقد شارك في المؤتمر 103 جامعات عراقية وعربية وعالمية إضافة الى 29 مركزا علميا تخصصيا.
وقد قدمت للمؤتمر 300 مادة ما بين بحث وورقة عمل وتم قبول 187 بحثا؛ فازت خمسة بحوث منها وكان المركز الاول من نصيب الدكتور حيدر مجيد حسين من كلية التربية للعلوم الانسانية في جامعة المثنى عن بحثه الموسوم (ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في المؤلفات الانكليزية قراءة وصفية في مكونات الخطاب الاستشراقي).
وقد حضر الافتتاح الى جانب المتولي الشرعي للعتبة الشيخ مهدي الكربلائي وزير الشباب احمد المبرقع ومحافظ كربلاء نصيف الخطابي.
ودارت الجلسات الثماني على مدار اليومين صباحا ومساء لمناقشة البحوث المقدمة من قبل الباحثين وتم في نهاية كل جلسة تكريم الباحثين بدرع وشهادة مشاركة.
وقد عقد المتولي الشرعي للعتبة الحسينية خلال المؤتمر لقاء خاصا بالباحثين للتعرف عليهم والاستماع الى مقترحاتهم من أجل الاهتمام بمسألة الاستشراق في قضية الإمام الحسين ومعرفة المشكلات التي واجهوها وطرق حلها.
الناحية التنظيمية
وعن المؤتمر تحدث الفائز الاول الدكتور حيدر مجيد قائلا: “أولا إن المؤتمر من الناحية التنظيمية كان مؤتمرا منظما بأعلى مستوى ويستحق العالمية وثانيا يعد هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات العلمية وأهم حدث فكري عالمي يتعلق بالإسلام والثورة الحسينية وهو دعوة عالمية للبحث العلمي والتاريخي والادربي في قضية الإمام الحسين ع”.
وعبّر بعض المشاركين من غير العراقيين عن إعجابهم الشديد بأجواء المؤتمر العلمية واللوجستية إذ أشارت الشاعرة السورية ليندا ابراهيم القادمة من محافظة طرطوس الى سعادتها الغامرة بمشاركتها في المؤتمر وقبول بحثها وكان تحت عنوان (الدراسات الادبية والفنية للمستشرقين حول النهضة الحسينية محور الشعر والنثر) وقالت: “إن مشاركتي في المؤتمر لها قيمة كبيرة لما لهذا العنوان من قيم عظيمة فكريا وإنسانيا وبحثيا كما إني عدت الى بلدي محمّلة بحب العراق وشعبه لسوريا وشعبها”.
أما الدكتورة مها توفيق شبيطة المشاركة الوحيدة من فلسطين فقد أعربت عن سرورها لدعوتها للمؤتمر وقد قدمت مجسّما نحاسيا للقدس الشريف كهدية من ابنة فلسطين الى العتبة الحسينية المقدسة، وقد أعرب الشيخ الكربلائي عن سروره بمشاركتها وأبلغها أن الدعاء لكم مستمر ومتابعة أخباركم تتم في كل لحظة، وقال:”خذوا من الحسين (ع) ثباته وأجعلوه بين أيدي مقاتليكم وسيكون النصر حليفكم بإذن الله”. وقد قدمت الدكتورة شبيطة على هامش المؤتمر ندوة علمية حضرتها طالبات جامعة الزهراء للبنات وكانت تحت عنوان (جهاد المرأة المسلمة ومواجهتها للتحديات المعاصرة ) معرِّفة بأهمية ودور المرأة عبر التاريخ وما أسهمت به الحضارات والاديان التي سبقت الاسلام ثم عرّجت على مكانة المرأة في الاديان الثلاثة. وتسلسلت بالمعلومات حتى وصلت الى المقارنة بين دور المرأة في الثورة الحسينية وتأثير النهضة عليها وما تقوم به المرأة الفلسطينية حاليا في ظل الاحتلالات المتكررة على أرض فلسطين الحبيبة.
مشاركة اوكرانية
ومن بين المشاركين كان هناك مشارك وحيد من اوكرانيا هو الدكتور عاكف طهييف أستاذ القانون في كلية القانون الدولي في جامعة يوروسلاف مودري للقانون/قسم القانون الدولي الخاص والقانون المقارن. حيث شارك ببحثه الموسوم (الإمام الحسين من خلال عيون المستشرقين الاوكران) الذي فاز ضمن البحوث الخمسة الاولى في المؤتمر وقد عبّر عن سروره بالمشاركة في هذا الحدث العلمي إذ كانت هذه زيارته الاولى وعبّر عنها بالـ(روحية) وأضاف: “من المهم جدا الكتابة عن المعرفة الحسينية وباللغات الروسية والاوكرانية إضافة الى اللغات الاخرى ليعرف الجميع من هو الحسين (ع ) الحقيقي وهذه تقدم الى مايقارب 150 مليون روسي و40 مليون اوكراني لم يجدوا مصدرا صحيحا تكلّم عن الإمام الحسين ع”.
حضور إعلامي
وقد كان الحضور الاعلامي ممتازا حسبما قالته الدكتورة مريم الياسري رئيسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر وأضافت: “لقد كان عدد الاعلاميين الذين حضروا لتغطية المؤتمر يوازي تقريبا عدد الحضور والتغطية كانت ممتازة وهذا يحصل لأول مرة في تاريخ تغطية نشاطات العتبة الحسينية المقدسة وأكيد كل هذا يحدث بفضل الله وبركة الإمام الحسين ع”.
الاعلامية سعاد جعفر غفوري تحدّثت عن المؤتمر وأكدت أنه متكامل ومتميز أكثر من غيره وهو بجهود المنظمين وصل الى ذلك وأضافت:”المؤتمر وقته قليل نسبة الى أهميته وكنت اتمنى أن يوسّع الى محافظات أخرى وأن يتم تكريم الاعلاميين الذين حضروا لتغطية المؤتمر.
أما الدكتورة زينب ساطع وهي إحدى الشخصيات السماوية المتألقة فقد أبدت رأيها بالمؤتمر وأهمية المشاركة فيه، قائلة: “كان مهرجانا بديعا برمته يجعلك تشعر بالاطمئنان بأن الحياة المعرفية ما تزال هي الاقوى والاروع وأن المواضيع التي طرحت خدمة للمعرفة وبعض الدراسات عن الحسين (ع) في العالم تستحق الوقوف مطولا لغرض الاغتراف من ذاك المعين المنهمر”.