بلدنا في مرمى الخطر تحذيرات من انعكاس التغيرات المناخية على سلة الغذاء

357

ضرغام محمد علي/
حذرت تقارير عالمية في تقرير لها من مخاطر الجفاف الناتج عن التغيرات المناخية التي يسببها الاحتباس الحراري الذي أدى الى ارتفاع المعدلات السنوية لدرجات الحرارة حول العالم وزاد من نسب التبخر، ما تسبب بنقص في المياه العذبة حول العالم،
وصنفت الدراسة الدول حسب نسب تأثرها، وقد جاءت الدول الأكثر تأثراً بالجفاف في المرتبة الأولى من التضرر، ومنها العراق الذي يعاني نقصاً في إمدادات المياه وتراجع مناسيب أنهاره وخزاناته المائية، إضافة لاستنزاف جزء كبير من رصيد المياه الجوفية في أغراض غير زراعية، منها صناعة الملح وأحواض تربية الأسماك غير المجازة، كذلك نسب التلوث المرتفعة بسبب طرح النفايات غير المعالجة الى الأنهار ما ينحدر بجودة المياه الواردة من الأنهر ويرفع نسب المواد الضارة والأملاح فيها.
حلول الأزمة
لم تطرح التقارير الدولية حلولاً آنية للمشكلة المائية، بل على العكس وضعت نظرة متشائمة لمستقبل الزراعة وسلة الغذاء العالمية التي ذهب التقرير الى أنها في خطر. وقد وضع التقرير العراق ضمن الدول الأكثر تضرراً من الجفاف وأن قطاعه الزراعي في خطر، لذا يستوجب العمل على إيجاد حلول وتفاهمات لاستمرار قطاعه الزراعي في تأمين سلة غذائية تغطي نسبة من احتياجاته.
معالجات حكومية
العراق، ومن خلال التوجه الحكومي، يتجه نحو دعم الزراعة بطرق الري الحديثة والمقننة لاستهلاك المياه، إضافة لاستمرار الزراعة الديمية للمحاصيل الستراتيجية وصرف تعويضات للمزارعين، ولاسيما مزارعي الشلب والحنطة والشعير في مواسم الجفاف التي يتراجع فيها الإنبات بسبب قلة مناسيب تساقط الأمطار في المناطق المضمونة وشبه المضمونة لتعويض المزارعين عن تكاليف البذور والعمل والأسمدة.
حلول مقترحة
وقد وضعت الحكومة على الطاولة حلولاً عدة لأزمة المياه التي يعاني منها العراق، منها استخدام وسائل الري المقنن وبناء سدود تعزز القدرات الخزنية وتمنع طرح المياه الحلوة في الخليج، والاستفادة من مياه البزل، إضافة الى مقترحات بناء محطات تحلية لمياه البحر، وشق قناة تنقل ماء البحر الى مناطق وسط العراق ومعالجتها واستخدامها في الزراعة والاستهلاك اليومي للسكان.
المياه الصناعية
وضمن الإجراءات الحكومية للحفاظ على المياه الحلوة توقيع عقد لنقل ماء البحر بواسطة أنابيب لاستخدامه في حقن الحقول النفطية بدل المياه الحلوة التي تستخدم حالياً في الحقن المكمني في عمليات استخراج النفط.
التنوع البايولوجي
يواجه التنوع البايولوجي في العراق خطراً بسبب قلة الإطلاقات المائية والجفاف، إذ يهدد خطر الانقراض الأصناف الحيوانية من الأسماك النهرية المحلية كالبني والكطان والشبوط، وكذلك الطيور المهاجرة في الأهوار والوز المحلي وقطعان الجاموس المحلي التي تعتمد بشكل كامل في تربيتها على المسطحات المائية وتستوجب حمايتها من التناقص والتراجع الخطير في وجودها.
إضافة الى تهديد إقليم الأهوار الذي أدرج على لائحة التراث العالمي كتراث عراقي بايولوجي جغرافي يستوجب الحفاظ عليه والضغط على دول المنبع بكل السبل الدبلوماسية الممكنة لتمكين العراق من الحفاظ عليه.
حلول العالم
وتبقى حلول العالم غائبة لمواجهة أزمة الجفاف العالمية، وتتلخص فقط في التوصيات التقليدية في مؤتمرات قمم المناخ العالمية التي توصي دائماً بتقليل الانبعاثات الضارة التي تؤدي الى الاحتباس الحراري بعد التغيرات المناخية التي وصلت الى مستويات خطيرة تهدد التنوع الحياتي القائم على كوكب الأرض وسلته الغذائية في البلدان المنتجة للحبوب.