تحت شعار مجاناً في بغداد متبرعون يقدمون مساعدات إنسانية للعوائل المتعففة

174

طه حسين/
عندما يرتقي الفكر الإنساني ويعمل متجرداً من كل الأهواء البشرية، مسخراً كل طاقاته الكامنة من أجل خدمة المجتمع والنهوض بواقعه المزري، وحينما ترى مجموعة من الشباب الواعي يعملون ليل نهار من أجل الوقوف على سد حاجة المحتاجين وتوفير ما يمكن توفيره من أبسط الأشياء التي تحتاجها العائلات الفقيرة المتعففة من متطلبات مادية أو معنوية،تشعر أن البشرية مازالت بخير.
أن أهل المعروف مستمرون بعطائهم دون توقف أو كلل أو ملل لنجدة الملهوف والمحتاج مادامت هنالك حياة مستمرة على كوكب الأرض.
مجاناً في بغداد
مدير كروب -أو مجموعة- “مجانا في بغداد”، محمد منهاج، أكد في حديث لـ “مجلة الشبكة” أن “الفكرة تبلورت لديه ولدى مجموعة من أصدقائه المقربين الذين استحسنوا الفكرة وساندوه في تحويل هذه الأفكار الى واقع عملي تحت شعار (مجانا في بغداد)، باشرت هذه المجموعة عملها من خلال جمع مبالغ رمزية والمواد الزائدة والفائضة عن حاجتهم من ملابس ومواد منزلية وغذائية وغيرها، والبحث عن العوائل والأشخاص الذين هم بحاجة الى مثل هذه المواد، والعمل على إيصال المبالغ المادية والمواد الغذائية إليهم.”
التواصل الاجتماعي
أضاف منهاج أن “وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير في إيصال صوت المجموعة إلى جميع مناطق العراق، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، ليكون حافزاً إيجابياً على تطوير عمل المجموعة وتوسيع نشاطها وتحقيق أهدافها الأساسية الرامية إلى إيصال المبالغ المالية من الناس الميسورين مادياً إلى الأشخاص المحتاجين من العائلات الفقيرة، إذ عملت المجموعة على إنشاء صفحة على الفيسبوك باسم (مجاناً في بغداد) لتنهال بعدها الطلبات على الاشتراك في المجموعة والمساهمة ومد يد العون والدعم المتواصل للمجموعة من قبل عدد كبير من المتبرعين بالأموال والمواد الغذائية والمنزلية كافة، كذلك تسلم طلبات المحتاجين من خلال الرسائل التي تبعث على صفحة المجموعة او الرسائل الخاصة التي تصل الى المشرفين عليها.”
آفاق واسعة
وأشار منهاج إلى أن “الدعم المتواصل واللامحدود يقدم من قبل الأشخاص الميسورين والعائلات الأخرى التي لم تتردد في المساهمة بأبسط الاشياء التي يمتلكونها، التي قد يكونون في حاجة إليها، لكنهم فضلوا التبرع بها إلى الأكثر حاجة منهم، وهذا ما زاد في حماس المجموعة واندفاعهم لتطوير العمل وتنويعه لشمول حالات جديدة، كمساعدة الأشخاص المحتاجين الى مبالغ مادية لإجراء عمليات أو معالجة الحالات المرضية المستعصية والمزمنة كالسرطان والسكري وغيرها من الأمراض، عافانا الله وإياكم منها، من خلال جمع المبالغ المالية وإيصالها لهم.”
وبعد التطور الحاصل في نشاط المجموعة وكثرة المتبرعين والمساهمين في عمل الخير، عمدنا إلى إنشاء مخزن لإيداع المواد المتسلمة من المتبرعين لحين إيصالها أو إيجاد من يحتاجها من العائلات الفقيرة المتعففة وشراء مركبات حمل لاستخدامها في نقل تلك المواد وإيصالها إلى من يحتاجها.”
دار للمسنين والعجزة
العضو الفاعل في مجموعة (مجاناً في بغداد)، حيدر الساعدي، بيّن في حديث لـ “مجلة الشبكة” أن “المجموعة، إيماناً منها فيما تقدمه من عمل إنساني، وحرصاً منها على شمول غالبية الشرائح الفقيرة المتعففة بتلك الخدمات، شرعت عن طريق الأموال التي جمعتها من المتبرعين بشراء أرض زراعية متكونة من دونمات عدة لإنشاء دار لإيواء المسنين والعجزة، وقد قطعت المجموعة أشواطاً وبلغت مراحل مهمة في إنشاء الدار، تضمنت القيام بعمليات تسوية الأرض والتهيئة لتشييد الأبنية التي ستكون نواة لبناء تلك الدار، والعمل أيضاً على استحصال الموافقات الرسمية من الدوائر ذات العلاقة لتسجيل الدار وإدارتها ضمن المساحة التي يضمنها ويسمح بها القانون.”
نواة لمشاريع كبرى
ولفت الساعدي إلى أن “هذا المشروع، الذي سيخدم شريحة مهمة وواسعة من كبار السن والمتعففين الذين افترشوا الأرض والتحفوا السماء، ممن لايوجد لديهم مكان يؤويهم ويقيهم برد الشتاء وحر الصيف، سيكون نواة ومفتاح طريق لتنفيذ مشاريع مسقبلية كبيرة تهدف إلى ايصال المساعدات لمستحقيها أينما كانوا، من أقصى البلاد إلى أقصاها، من خلال الجهود التي يبذلها أعضاء المجموعة والناس الخيرون الذين يقدمون الدعم المادي والمعنوي غير المحدود لخدمة الأغراض النبيلة التي تقوم بتنفيذها هذه المجموعة.” داعياً -في الوقت نفسه- من يمتلك القدرة المادية إلى التبرع، ولو بالقليل، لأن هذه الاموال ستسهم في تحقيق الفرحة للأرامل والأيتام والفقراء، وإعادة الحياة لمن أوشك على فقدها نتيجة المرض والحرمان والعوز المادي، للاتصال بالموقع الإلكتروني وإيصال التبرعات إلى مستحقيها.”