تحكي تاريخ سكك الحديد العراقية قطارات وعربات تنتظر الفرز والتأهيل في (الشالجية)

37

بغداد – نورا خالد
تصوير – نهاد العزاوي – حسين طالب/

على مساحة مترامية الأطراف وسط بغداد، وتحديداً خلف محطة القطار العالمية، في منطقة (الشالجية)، تجد أكواماً من عربات القطارات المتهالكة، التي تآكلت جميعها تحت تأثير الزمن. سنوات طوال مرت، تتزايد وتتراكم تلك الخردة، حتى وصلت الى أطنان من الحديد، لم تستغل من خلال صيانتها وإعادتها الى الخدمة، أو بيعها كخردة واستغلال ثمنها في تطوير أو صيانة العربات الممكن استخدامها.

مجلة “الشبكة العراقية” وجهت عدداً من الأسئلة الى المدير العام للسكك المهندس (يونس خالد جواد)، الذي كان معترضاً على مفردة (مقبرة القطارات)، فأجاب: “ليست مقبرة، وانما هو موقع يضم قاطرات وشاحنات وأحواض قديمة جداً، عمرها التشغيلي منتهي الصلاحية والاستعمال، فضلا عن أنه بعد تبديل خطوط السكك (يعني القضبان) من مترية الى قياسية، أصبح بعض القطارات (مجبرة) خارج نطاق الخدمة، لأنها تعمل فقط على الخط القديم، أما القسم الآخر فقد أصابه الاندثار لقدمه، فضلاً عن تعرض بعضها الى القصف خلال الحروب التي مرت على العراق، إذ أصيبت بأضرار جسيمة وباتت صعبة التأهيل.”
يقبع أول قطار دخل الى العراق في باحة الشركة العامة لسكك حديد العراق، وهو القطار البخاري الذي صنع في ألمانيا عام 1914من قبل شركة (ا — يوريك)، الذي توقف عن العمل في 13/ آب/1951، ووضع في واجهة المحطة14/ تموز/ 1960، وتحمل قاطرته الكود 405..S.G، ليبقى شاهداً على تاريخ السكك الحديد في العراق.
أضاف جواد: “تقوم لجنة مركزية في مقر الشركة العامة للسكك الحديد ولجانها الفرعية في مناطق السكك كافة بحصر الحديد والآليات والمعدات الثقيلة لكل منطقة، وإعداد جداول وبيانات موثقة عن حجم الموجودات. هذه اللجان تجتمع بين الحين والآخر لبيان تلك المعلومات.”
وعن عدم بيع الحديد والاستفادة منه بدلاً عن تجميعه وتكديسه، أجاب: “صدر أول قرار من مجلس الحكم بعدم بيع السكراب والحديد الفائض والمشطوب إلا لوزارة الصناعة حصراً، بمبالغ زهيدة، وعدم السماح بالتصرف بهذا الحديد إلا من قبل الجهات العليا، وشركتنا تعمل في ضوء التوجيهات المركزية الصادرة من الجهات العليا.”
ويؤكد المدير العام أن ” الشركة العامة للسكك تنظم حملاتها المستمرة بتأهيل وإدامة وتصليح قطارات الحمل المعطلة استناداً إلى توجيهات وزير النقل (رزاق محيبس السعداوي) والمتابعة الميدانية من قبلنا وزجها في الخدمة لزيادة طاقة النقل، كذلك تقوم الكوادر الهندسية والفنية والتشغيلية بتصليح أكبر عدد منها للتأهيل وزجها في العمل بالإمكانيات الذاتية خدمة للشركة والصالح العام.”
موضحاً أن “الشركة ماضية في فتح افاق التعاون المشترك بين الشركات الرصينة ذات الجدوى الاقتصادية لدراسة عملية تأهيل القاطرات حسب الضوابط والتعليمات المركزية.”.
خاتماً حديثه بأن “الشركة تعمل ضمن برنامج حكومي واضح لزيادة حجم طاقة نقل المسافرين والبضائع من خلال قطاراتها الصاعدة والنازلة، كما تقوم بنقل المشتقات النفطية بأنواعها، إضافة الى نقل الحبوب من أم قصر الى سايلوات المحافظات لدعم السلة الغذائية لصالح وزارة التجارة.”
يذكر أن أول إدارة للسكك الحديد تشكلت بالعراق في أيلول من عام 1916م، وكانت آنذاك تحت سيطرة الجيش البريطاني، ثم انتقلت إلى إدارة مدنية بريطانية عام 1920م، وبعدها تحولت إلى إدارة مدنية عراقية يوم 16 نيسان 1936م، الذي أصبح عيداً للسكك العراقية. أول رحلة جرى تسييرها كانت من بغداد إلى (سميكة – الدجيل)، إلى الجنوب من مدينة سامراء عام 1914م، إذ سير أول قطار بينهما عام 1920م. في حين كان تسيير أول قطار بين بغداد وكركوك عام 1925 وأول قطار بين بغداد والموصل عام 1940م، وأول قطار من العراق إلى محطة حيدر باشا في إسطنبول في 15 تموز عام 1940م. في عام 1936جرت مفاوضات بين الحكومة البريطانية والحكومة العراقية لنقل ملكية السكك إلى العراق، ونص الاتفاق على أن تدفع الحكومة العراقية مبلغ (400) ألف دينار، إضافة إلى شروط أخرى، وجرى ذلك وأصبح اسمها (سكك حديد الحكومة العراقية)، التي ارتبطت بوزارة المواصلات والأشغال، وكانت المصادقة على الاتفاقية يوم 16 نيسان عام 1936.