تخليداً لذكراه وتوثيقاً لإرثه الثقافي منزل الوائلي متحفاً مفتوحاً للزوار

40

بالتزامن مع شهر محرم الحرام، افتتح مؤخراً متحف ومركز العلامة الشيخ الدكتور أحمد الوائلي في منطقة الكاظمية ببغداد. بجهود حثيثة من أمانة بغداد وأسرته الكريمة، جرى تحويل منزل العلامة الشيخ الدكتور أحمد الوائلي في مدينة الكاظمية المقدسة إلى متحف ومركز فكري لتوثيق الإرث الثقافي والأدبي والاجتماعي الذي خلفته شخصيته المعروفة بمنهج الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي.

امتاز خطاب العلامة الوائلي بالاعتدال والوسطية والعلمية والموضوعية، طوال فترة عطائه التي زادت على نصف قرن من عمره.
محطات ثرية
ولأهمية هذا الرجل، وما قدمه وتركه من أثر طيب في نفوس العراقين، حضر افتتاح متحفه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي التقى بعائلة الشيخ الوائلي، مشيراً إلى أثر الراحل ودوره المميز عميداً للمنبر الحسيني، وجهوده الخطابية الإصلاحية الداعية لمكارم الأخلاق والسلم
الاجتماعي، والدعوة إلى نهج آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ضمت قاعات المتحف إرث الشيخ الوائلي الثقافي،
ﻣﺜـــﻞ ﻛﺘﺒـــﻪ وأوراﻗـــﻪ وﻣﺪوﻧﺎﺗـــﻪ وﻣﺨﻄﻮﻃـــﺎت أﺷـــﻌﺎره، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓـــﺔ إﻟـــﻰ ﺑﻌـــﺾ ﻣﻼﺑﺴـــﻪ وﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺗـــﻪ اﻟﺸـــﺨﺼﻴﺔ، وﺻـــﻮر وﺗﺴـــﺠﻴﻼت اﻟﺸـــﻴﺦ اﻟﻮاﺋﻠـــﻲ أﻳـــﺎم إﻗﺎﻣﺘـــﻪ ﻓـــﻲ ﺳـــﻮرﻳﺎ واﻟﻜﻮﻳـــﺖ، وﻟﻘﺎءاﺗـــﻪ ﻣـــﻊ المشاﻳﺦ واﻟﺸـــﺨﺼﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴـــﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴـــﺔ، وﺟـــﺰء ﻣـــﻦ ﻣﻜﺘﺒﺘـــﻪ اﻟﺸـــﺨﺼﻴﺔ، اﻟﺘـــﻲ ﺣﻔﻈـــﺖ ﺑﻘﻴﺘﻬـــﺎ ﻓـــﻲ اﻟﻌﺘﺒـــﺔ اﻟﻌﻠﻮﻳـــﺔ المقدﺳـــﺔ، وﻻ ﺷـــﻚ ﻓـــﻲ أن ﺟﻤﻴـــﻊ ﻣـــﺎ وﺿـــﻊ ﻓـــﻲ
المتحـــﻒ ﻳﺸـــﻜﻞ أﺑـــﺮز ﻣﺤﻄـــﺎت ﺣﻴﺎﺗـــﻪ
اﻟﺜﺮﻳـــﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠـــﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓـــﺔ. ﻳﺬﻛـــﺮ أن اﻟﻌﻼّ ﻣـــﺔ اﻟﻮاﺋﻠـــﻲ ﻗـــﺪ ﺳـــﻜﻦ ﻫـــﺬه اﻟـــﺪار ﻋـــﺎم 1960 ﺣـــﲔ اﻧﺘﻘﺎﻟـــﻪ إﻟـــﻰ ﺑﻐـــﺪاد، وﻟﻐﺎﻳـــﺔ ﻣﻐﺎدرﺗـــﻪ إﻟـــﻰ المنفـــﻰ ﻋـــﺎم 1979، وﺣﻴﻨﻬـــﺎ ﺟـــﺮت ﻣﺼﺎدرﺗﻬـــﺎ ﻣـــﻦ ﻗﺒـــﻞ اﻟﻨﻈـــﺎم اﻟﺴـــﺎﺑﻖ ﻋـــﺎم 1981، وإﻋـــﺪام ﻧﺠﻠـــﻪ اﻟﺸـــﻬﻴﺪ
ﻣﺤﻤـــﺪ ﺣﺴـين. ﻋﻠﻤـــﴼ أن ﻫـــﺬا المنـــﺰل ﻳﻘـــﻊ ﻓـــﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤـــﺔ ﺑﻐـــﺪاد ﺑﻤﻨﻄﻘـــﺔ ﺑﺴـــﺘﺎن ﻋـــﻼوي (ﻗـــﺮب ﺳـــﺎﺣﺔ اﻟﺸـــﺎﻋﺮ ﻋﺒـــﺪ المحســـﻦ اﻟﻜﺎﻇﻤـــﻲ)، اﻗﺘﻨـــﺎه ﻓـــﻲ ﻧﻬﺎﻳـــﺔ اﻟﺴـــﺘﻴﻨﻴﺎت ﻋﻨﺪﻣـــﺎ ﻛﺎن ﻃﺎﻟﺒـــﴼ ﻓـــﻲ ﻣﺮﺣﻠـــﺔ اﻟﺪراﺳـــﺎت اﻟﻌﻠﻴـــﺎ وﺗﺤﻀﻴـــﺮ الماﺟﺴـــﺘﻴﺮ، اﻟﺘـــﻲ أﺗﻤﻬـــﺎ ﻓـــﻲ ﺟﺎﻣﻌـــﺔ ﺑﻐـــﺪاد، ﻓﻀـــﻼً ﻋـــﻦ ارﺗﻴـــﺎده المجالس المنبرﻳـــﺔ ﻹﺣﻴـــﺎء اﻟﺸـــﻌﺎﺋﺮ اﻟﺤﺴـــﻴﻨﻴﺔ ﻓـــﻲ ﻣﻨﺎﻃـــﻖ ﻣﺘﻔﺮﻗـــﺔ ﻣـــﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤـــﺔ ﺑﻐـــﺪاد، ﻣﺜـــﻞ اﻟﻜﺎﻇﻤﻴـــﺔ واﻟﺤﺮﻳـــﺔ واﻟﻌﻄﻴﻔﻴـــﺔ واﻟﻜـــﺮادة وﻏﻴﺮﻫـــﺎ.
مدرسة الخطابة
ﻧﺸـــﺄ اﻟﺸـــﻴﺦ اﻟﺪﻛﺘـــﻮر أﺣﻤـــﺪ اﻟﻮاﺋﻠـــﻲ ﻓـــﻲ ﻣﺪﻳﻨـــﺔ اﻟﻨﺠـــﻒ اﻷﺷـــﺮف، وﻛﺎن ﻟﺘﻠـــﻚ اﻟﻨﺸـــﺄة اﻷﺛـــﺮ اﻷﻛﺒـــﺮ ﻓـــﻲ ﻣﺴـــﻴﺮة ﺣﻴﺎﺗـــﻪ، ﺣﻴـــﺚ ﺟﻤـــﻊ ﻣـــﺎ ﺑـــﲔ اﻟﺪراﺳـــﺘﲔ اﻟﺤﻮزوﻳـــﺔ واﻷﻛﺎدﻳﻤﻴـــﺔ. وﻳﻤﺜـــﻞ اﻟﻮاﺋﻠـــﻲ ﻣﺪرﺳـــﺔ ﻟﻠﺨﻄﺎﺑـــﺔ اﻟﺤﺴـــﻴﻨﻴﺔ، ﻟﻴـــﺲ ﻋﻠـــﻰ ﻣﺴـــﺘﻮى اﻟﻌـــﺮاق ﻓﺤﺴـــﺐ، ﺑـــﻞ ﻋﻠـــﻰ ﺻﻌﻴـــﺪ اﻟﻮﻃـــﻦ اﻟﻌﺮﺑـــﻲ واﻟﻌﺎﻟـــﻢ، إذ إﻧـــﻪ أﺳـــﻬﻢ ﺑﺸـــﻜﻞ ﻛﺒﻴـــﺮ ﻓـــﻲ إﻳﺼـــﺎل أﻫـــﺪاف اﻟﻘﻀﻴـــﺔ اﻟﺤﺴـــﻴﻨﻴﺔ وﻋﻠـــﻮم أﻫـــﻞ اﻟﺒﻴـــﺖ (ﻋﻠﻴﻬـــﻢ اﻟﺴـــﻼم) إﻟـــﻰ اﻟﻌﺎﻟـــﻢ ﻣـــﻦ ﺧـــﻼل ﻃﺮوﺣﺎﺗـــﻪ اﻟﻌﻠﻤﻴـــﺔ اﳌﻌﺘﺪﻟـــﺔ، ﻛﻤـــﺎ أن ﺗﺴـــﺠﻴﻼﺗﻪ ﻣﺎزاﻟـــﺖ ﺗﺄﺧـــﺬ اﳌﺴـــﺎﺣﺔ اﻷﻛﺒـــﺮ ﻓـــﻲ اﻟﻌﺪﻳـــﺪ ﻣـــﻦ اﻹذاﻋـــﺎت واﻟﻔﻀﺎﺋﻴـــﺎت، ﺧﺼﻮﺻـــﴼ ﻓـــﻲ اﳌﻨﺎﺳـــﺒﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴـــﺔ، ﻣﺜـــﻞ ﺷـــﻬﺮ ﻣﺤـــﺮم اﻟﺤـــﺮام وﻏﻴـــﺮه ﻣـــﻦ اﻷﺷـــﻬﺮ، وﻫـــﺬا دﻟﻴـــﻞ ﻋﻠـــﻰ ﻋﻤـــﻖ ﻣـــﺎ ﻗﺪﻣـــﻪ اﻟﻌﻼّ ﻣـــﺔ اﻟﻮاﺋﻠـــﻲ ﻟﻸﻣـــﺔ ﻣـــﻦ إرﺷـــﺎدات وﻣﻮاﻋـــﻆ، ﺑﻄﺮﻳﻘـــﺔ ﺳﻠﺴـــﺔ ﺗﺼـــﻞ إﻟـــﻰ أﺑﺴـــﻂ اﻧﺴـــﺎن ﻳﺴـــﻤﻌﻬﺎ، ﻓﻬـــﻮ ﻛﺎن ﻳﺤـــﺮص ﻋﻠـــﻰ ﺗﻘﺪﻳـــﻢ ﻣﺤﺎﺿﺮاﺗـــﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘـــﺔ ﺣﻜﺎﻳـــﺎت ﺣﻴﺎﺗﻴـــﺔ ﻣﺄﺧـــﻮذة ﻣـــﻦ اﻟﻮاﻗـــﻊ ﻟﺘﻘﺘـــﺮب ﻣـــﻦ اﻟﻨـــﺎس ﺑﺸـــﻜﻞ ﺳـــﻠﺲ.
ﻳﺬﻛـــﺮ أن اﻟﻌﺘﺒـــﺔ اﻟﺤﺴـــﻴﻨﻴﺔ اﳌﻘﺪﺳـــﺔ ﺳـــﺒﻖ أن أﻧﺸـــﺄت ﻣﺆﺳﺴـــﺔ ﺻﺤﻴـــﺔ ﺣﻤﻠـــﺖ اﺳـــﻢ (ﻣﺆﺳﺴـــﺔ اﻟﺸـــﻴﺦ أﺣﻤـــﺪ اﻟﻮاﺋﻠـــﻲ) اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـــﺔ اﻟﻄﺒﻴـــﺔ ﻓـــﻲ ﻣﺪﻳﻨـــﺔ ﻛﺮﺑـــﻼء اﳌﻘﺪﺳـــﺔ، وأن ﻫـــﺬا اﳌﺸـــﺮوع اﻹﻧﺴـــﺎﻧﻲ اﻟﺤﻴـــﻮي اﳌﻬـــﻢ ﺷـــﻜّ ﻞ ﻋﻮﻧـــﴼ وﺳـــﻨﺪﴽ ﻟﺨﺪﻣـــﺔ اﻟﻨـــﺎس، وﻻﺳـــﻴﻤﺎ اﻟﻔﻘـــﺮاء واﳌﺤﺘﺎﺟـــﲔ واﻷﻳﺘـــﺎم، وﻫـــﻲ ﺧﻄـــﻮة ﻣﻮﻓﻘـــﺔ ﺗﻀـــﺎف إﻟـــﻰ ﺑﻘﻴـــﺔ اﳌﺆﺳﺴـــﺎت اﻟﻄﺒﻴـــﺔ واﻟﺼﺤﻴـــﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـــﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳـــﺔ وﻏﻴﺮﻫـــﺎ، اﻟﺘـــﻲ ﺗﺒﻨﺘﻬـــﺎ إدارة اﻟﻌﺘﺒـــﺔ اﻟﺤﺴـــﻴﻨﻴﺔ اﳌﻘﺪﺳـــﺔ.