ثـــورة فـــــي إنتــــاج التمور.. عراقي يكتشف طريقة لتكثير إناث النخيل من البذور

141

مصطفى الهاشمي – تصوير/ حسين طالب/

شهد العراق تراجعاً كبيراً في إنتاج وتصدير التمور في العقدين الأخيرين، لكنه بدأ يتعافى، ولو بصورة بطيئة، لكن يمكن تسريعها والعودة إلى تصدير التمور بنسبة قد تفوق ما كانت عليه في السبعينيات من القرن الماضي، وذلك باعتماد آخر ما توصل إليه العقل العراقي من نتائج علمية غير مسبوقة على مستوى العالم في زراعة النخيل وإنتاج التمور من خلال زراعة بذوره.

فقد أثمرت تجارب نفذها أستاذ في كلية العلوم بجامعة بغداد عن اكتشاف علمي زراعي يحقق جدوى اقتصادية عالية في مجال إنتاج التمور وتحويل الأراضي المتروكة إلى بساتين، بواسطة تمييز إناث النخيل عن ذكورها من خلال نواة التمر، كبديل أرخص عن تكثيرها بالطريقة التقليدية (الفسائل) ذات الكلفة الاقتصادية العالية.
مصداقية الاكتشاف
استغرق البحث نحو 20 سنة، تخللته تجارب متعددة ومختلفة لتأكيد صدق الاكتشاف، منها استخدام الجاذبية الأرضية وقوى الطرد المركزي في التأثير لتمييز جنس النخلة التي تنمو من بذرة، إما ذكراً أو أنثى، وهذا الإعجاز العلمي فرض رأيه في النهاية في معرفة الإناث وتمييزها عن الذكور بعد زراعتها بواسطة النوى.
بحث غير مسبوق
في حديثه مع مجلة “الشبكة العراقية”، يقول الباحث الأكاديمي والتدريسي في كلية العلوم بجامعة بغداد سابقاً، الدكتور عماد ناجي الهاشمي: “بعد إصرار وعزم ومثابرة من قبل الأساتذة المشرفين معي في هذا البحث، توصلنا أخيراً إلى طريقة علمية لمعرفة إناث النخيل من خلال إنبات نواة التمر.”
مضيفاً أن “هذا الاكتشاف العلمي العراقي الخالص هو غير مسبوق بهذه الدقة من المصداقية، ويعد الأول من نوعه على مستوى العالم في مجال زراعة النخيل بهذه الطريقة، إذ إنه من المتعارف عليه، زراعياً، أن يجري تكثير إناث النخيل بواسطة الطريقة التقليدية (الفسائل) لضمان الصنف والجنس الأنثوي للنخلة، في حين لو اعتمدنا نتائج البحث في هذا الاكتشاف فستكون هناك ثورة زراعية تغير اقتصاد دول في مجال منتجات التمور والنخيل بتحويل الصحارى إلى أراضٍ زراعية خلال 10 سنوات فقط، وبثمن زهيد.”
خطوات الإنبات
يوضح الهاشمي طريقة إنبات النخيل وفرز الذكور عن الإناث باعتماد خطوات تتضمن تنظيف النواة من عوالق التمر وغيرها من البقايا، ثم غسلها وتعقيمها بمواد التنظيف المنزلية المتوفرة، لتقليل الخسائر المحتملة التي قد تلحق بالإنتاج فيما لو زرعت بكميات كبيرة في حال إهمال هذه الفقرة، ومن ثم تزرع في أوساط أو أطباق زراعية، على أن يكون شق النواة إلى الأسفل والنقير إلى الأعلى، وذلك بعد معرفة رأس النواة من ذنبها، لتكون زراعتها بصورة صحيحة. وتكون معرفة الإناث عن الذكور من خلال اتجاه الجذر النامي من النقير، فإذا انحنى إلى يسار رأس البذرة فالنواة أنثى، وإذا نما باتجاه اليمين فهو ذكر.
مراحل النمو
في المعدل العام، تتراوح مدة إنبات الجذر (البادرة) من 6 إلى 7 أيام بالنسبة لمعظم الذكور، و7 إلى 10 أيام بالنسبة للإناث، وبعد عزل الإناث عن الذكور تزرع في أصص (سنادين) كبيرة في مشتل أو في التربة مباشرة، بشرط أن تكون الأرض مسيجة، عندها سنلاحظ خلال 45 يوماً، أو 6 أسابيع، بروز الورقة الأولى للبادرة، أو ظهور شوكتها في هذه المدة.
إمكانية التكثير
بعد 5 – 7 سنوات من الزراعة حققت هذه الطريقة نتائج مؤكدة، تؤكد صدق هذا الاكتشاف وإمكانية زراعة النخيل وتكثيره بأعداد تصل إلى الملايين من النخيل المثمر، والحصول على مردودات ممكن توظيفها في زيادة صادرات العراق من أنواع التمور المختلفة التي يمتاز بها البلد، التي تتجاوز الـ 300 صنف حالياً، (كان المسجل أكثر من 600 صنف في السبعينيات).
نجاح التجربة
صاحب الاكتشاف، الحاصل على براءة الاختراع، د. عماد الهاشمي، قام بتكرار زراعة الإناث البذرية في كل من العراق والأردن والولايات المتحدة الأميركية بنجاح تام، وصلت نسبته إلى 97% من الدقة وبشكل غير مسبوق، لذلك يحق لنا أن نفخر بأن للعراقيين عقولاً مبدعة معطاء للحضارة العالمية، منذ كتابة الحرف الأول حتى يومنا هذا.