رجال أصحاء ونساء ينجبن حتى سن 65 عاماً! “فــــي وادي الخالدين”.. شعب لا يعرف المرض والشيخوخة

189

ترجمة: آلاء فائق/
تعيش قبيلة الهونزا قرب جبال كاراكورام فى وادي الخالدين، على الحدود بين الهند وباكستان، وصفهم العديد من المؤرخين في كتبهم بالشعب الذي لا يعرف المرض ولا تتمكن منهم الشيخوخة، وعمر الـ70 عاماً يعتبر مرحلة الشباب لديهم، فالرجال والنساء بصحة ممتازة وبشرة نضرة كالأطفال تماماً.
أبناء هذه الجالية الذين استقروا في باكستان يتبعون الدين الإسلامي. يُطلق على مجتمعهم اسم البروشو ويتحدثون اللهجة البروشسكية، يتدفق السياح من انحاء العالم كافة إلى وادي هونزا لمشاهدة أسلوب حياة هؤلاء الناس.
حياتهم البدائية ساعدتهم في رعاية صحتهم بشكل كبير، فهم لا يعرفون شيئاً عن أمراض عصرنا الحالي، ولم تصلهم اية أوبئة من تلك التي انتشرت في عموم العالم، سوى علة وحيدة قد يعانون منها هي التهابات العين (التراخوما) وسببها الأدخنة المتصاعدة من حرائق الخشب المستخدم في إعداد طعامهم.
أسلوب حياة
يبدأ الناس في جميع أنحاء العالم بالإصابة بالكثير من الأمراض مع تقدم العمر، ولكن في باكستان، وتحديدا مجتمعات الهونزا يعيش الناس أكثر من 100 عام، والفضل بذلك يعود الى أسلوب حياتهم الممتاز، وكان طول أعمار أفراد قبيلتهم وحياتهم الصحية موضوع بحث العديد من الباحثين في العالم.
نساء الهونزا
يمكن لنساء الهونزا الباكستانيات أن ينجبن أطفالاً حتى سن 65 عاماً، لا بل إن بعضهن يلدن حتى في سن 80 عاماً، ولا تظهر لديهن أية أعراض مرضية، فما هي أسرار نسائهن الغامضة؟
تظهر نساء وادي الهونزا أصغر من أعمارهن الحقيقية بسنوات عديدة. فهن يبدون حتى في سن الثمانين في ذروة شبابهن. ليس هذا فقط، بل إنهن يمكنهن أن يلدن أطفالاً حتى في سن 65-70، بينما تفقد النساء عموماً القدرة على إنجاب الأطفال بعمر 50-55.
يقال إن طول عمر شعب الهونزا ظهر لأول مرة عندما تقدم رجل بطلب للحصول على تأشيرة سفر الى بريطانيا في العام 1984 وفي جواز سفره كان تاريخ ميلاده يقرأ العام 1832! أما خصوصية نساء الهونزا عن باقي أنحاء باكستان في كونهن يتعلمن كالأولاد، بينما نساء باكستان يكافحن للحصول على التعليم.
النساء في مجتمع الهونزا جميلات ومتعلمات. السبب في عدم تضاؤل جمالهن هو أنهن يشربن ويستحممن في المياه الذائبة للأنهار الجليدية في الهيمالايا، حيث تحتوي هذه المياه على الكثير من المعادن ومضادات الأكسدة.
سر حياتهم الطويلة والصحية
يعد وادي هونزا وادياً خصباً يدعم الزراعة ويوفر العزلة عن بقية العالم، ويقع أيضاً على ارتفاع عالٍ جداً. وهو منطقة معزولة في جبال الهيمالايا، ويعد موطناً لمجتمع من الناس يقال إنهم يعيشون لفترة أطول من أي شخص اخر على وجه الأرض، اغلبهم يعيشون لأكثر من قرن.
تظهر الدراسات أن نصف الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر يعانون من الأمراض المزمنة وينفقون ملايين الدولارات على رعايتهم الطبية. لكن الحال ليس كذلك في وادي الهونزا، حيث من الشائع أن يعيش الناس حياة صحية تصل حتى التسعينات من العمر دون الإصابة بأية أمراض مزمنة أو غيرها من الأمراض التي تصيب سائر البشر بهذه الأعمار.
سر صحتهم
البيئة التي يعيش فيها سكان الهونزا جبلية ذات تضاريس وعرة للغاية. القرى معزولة بشكل لا يصدق ومبنية على سفوح المنحدرات وبعض القرى عمرها أكثر من ألف عام. شعب الهونزا ليس لديهم خيار سوى السير عبر الممرات الوعرة والتلال شديدة الانحدار. يمكنهم المشي لما يقرب من 60 ميلاً دون التفكير في الأمر كثيراً.
كانت معظم أراضيهم الزراعية على بعد ساعات من منازلهم، لذا كانوا يمشون إلى العمل لمدة 2 – 3 ساعات يومياً على الجبال. يقال إن الهونزا يتمتعون بقدرة أكبر على التحمل من شعب الشيربا الأقوياء المعروفين في منطقة الهيمالايا.
الطعام أفضل دواء
يتبع الهونزا نظاماً غذائياً نباتياً في الغالب، ويتناولونه نيئاً. ولأنهم كانوا معزولين للغاية، لم يكن لديهم الكثير من الوقود لطهو الطعام، ولم يكن هناك الكثير من الخيارات بسبب المناخ البارد، لذا فهم يزرعون ما في وسعهم ويجمعون الباقي. تزرع قبيلة الهونزا المشمش والكرز والعنب والخوخ والأجاص. كما أنهم يأكلون الكثير من الحبوب الكاملة كالقمح والشعير والدخن.
ما الذي يمكن أن نتعلمه من سكان الهونزا؟
النتيجة الرئيسة من هذا بالطبع هي نظامهم الغذائي والتمارين التي يحصلون عليها. إذ يلعب هواء الجبال النقي الذي يستمتعون به دوراً حيوياً في صحة وعافية أبدانهم. لا يستهلكون ابداً الأطعمة المصنعة وكانت زراعتهم عضوية بشكل طبيعي. اعتادوا أيضاً على الصيام ليوم واحد في الأسبوع لمنح أجسامهم قسطاً من الراحة من الهضم وللتخلص من جميع السموم في أجسامهم.