زينب الصغرى.. شهدت واقعة الطف وسُبيــــت مـــــع نســـــاء آل البيــت
عامر جليل إبراهيم
تصوير/ إعلام الأمانة العامة
للمزارات الشيعية
في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، على بعد كيلو متر واحد من الشارع العام، ونحو 53 كيلومتراً عن قضاء تلعفر، يقع مرقد السيدة زينب الصغرى، الذي يشرف على مدينة سنجار بأكملها.
مجلة “الشبكة العراقية”، في سعيها للتعريف بأماكن المراقد والمزارات الدينية والأثرية السياحية في العراق، زارت هذا المرقد، حيث التقت السيد إبراهيم صالح حسين، الأمين الخاص للمرقد الشريف، الذي حدثنا قائلاً:
النسب الشريف
هي زينب بنت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، جاءت مع جدها الإمام الحسين وآل بيت النبي (عليهم السلام) من المدينة إلى كربلاء، وكان لها من العمر سبع سنوات. شهدت واقعة الطف وسُبيت مع نساء آل البيت في تلك المعركة. توفيت في طريق السبي إلى الشام في منطقة سنجار، بعد أن أصابها المرض أثناء مسيرهم، ودفنت في المكان الذي نزلوا فيه.
المزار
عن مزار السيدة زينب الصغرى، يقول الأمين الخاص: “كان هذا المكان قبل وفاة زينب الصغرى عبارة عن كنيسة تعود إلى ما قبل الإسلام، وكان راهب الكنيسة هو نفسه من نحت الرأس الشريف للإمام الحسين (عليه السلام) وأهداه إلى آل بيت النبي حينما وصلوا إلى سنجار قادمين من كربلاء أثناء السبي ونزولهم عنده.
إن كل ما مر ذكره في التاريخ عن ظلم بني أمية لآل بيت النبوة هو جزء يسير، فبعد كل ما فعله يزيد مع رجال آل بيت النبي محمد (ص) لم يكفه ذلك، فأمر أن يسلكوا بالركب الحسيني للأسرى هذا الطريق الطويل المتعب، وكانت واحدة من السبايا هذه الطفلة الصغيرة عندما سارت السبايا من كربلاء رجوعاً إلى الكوفة ومن ثم إلى الشام مروراً بأماكن عدة، لم يدخلوا الموصل، بل ساروا على أطرافها إلى تلعفر ثم جبل سنجار الذي يجاور هذا المكان، الذي مكثوا فيه ليلة واحدة، أو ثلاث ليالٍ. حيث مرضت السيدة زينب الصغرى أثناء المسير وسقطت في الطريق، وعندما نزلوا للاستراحة تفقدت السيدة زينب الكبرى (ع) السبايا فلم تجدها، فرجعوا الى طريقهم نفسه الذي سلكوه حيث وجدوها طريحة الأرض وقد توفيت، فجلبوها إلى هذا المكان ودفنت فيه.”
مراحل الإعمار
يحدثنا السيد الأمين الخاص عن مراحل بناء المزار بالقول: “بني المزار في عهد عماد الدين زنكي بدر الدين لؤلؤ، حاكم الموصل، الذي كان من محبي آل البيت، وتوجد لدينا أحجار عليها تواريخ تثبت قدم هذا المكان، مثبتة في الآثار، لأن المرقد مسجل ضمن هيئة الآثار بسبب تاريخه الذي يمتد لأكثر من 700 سنة. في سنة 1105هـ، عمّر هذا المرقد السيد خدادين بيلوك باش، وظل تحت رعاية أسرته لأكثر من 327سنة. في سنة 1995، اضطلع السادة الحسينيون بتعمير المرقد، ومنذ ذلك الوقت وهو تحت رعاية تلك العشيرة الأصيلة.”
يضيف الأمين الخاص قائلاً: “أسهمت بلدية سنجار في بناء المزار وظل برعاية الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة.”
تفاصيل المزار
لمعرفة مساحة وتفاصيل المزار، رافقنا المهندس حكمت عبد الوهاب، رئيس لجنة تنفيذ مزارات نينوى، الذي حدثنا قائلاً: “المساحة الكلية للمزار 10050 متراً، مملوكة بالكامل للمزار، مساحة الحرم هي 400 متر مقسومة إلى قسمين200 متر للرجال ومثلها للنساء، أما مساحة الضريح فتبلغ 2×3م وارتفاعه متران، عليه شباك صنع في ورشة ميثم التمار. الحرم في الوقت الحالي كامل من الداخل، لكن توجد حملة إعمار تشمل القبة، إذ جرى هدم القبة القديمة لإنشاء أخرى جديدة من مادة الـ جي آر بي.
الإنهاءات المستقبلية للحرم استخدمت فيها مواد عالية الجودة من مرمر وطابوق (جفقيم) والكاشي الكربلائي، حسب المواصفات الهندسية. الصحن الخارجي يجري تسقيفه بالكامل. للمزار بابان سوف تجري تسميتهما بعد الانتهاء من الإعمار، وقد بُلط الشارع المؤدي صعوداً إلى القبر الشريف ومكان الراهب.ِ
كذلك نحن في صدد عمل قبة للمزار الشريف من مادة الـ جي آر بي الحديثة بتصميم اتفق عليه مسبقاً، وبهيكل حديدي حسب المواصفات الفنية الهندسية، وسوف تنجز الأعمال فيه خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى مبان للإدارة وملحقاتها، وهي مكتملة، وصحيات بواقع 22 وحدة صحية 11 للرجال ومثلها للنساء، وهي أيضاً مكتملة، ونتمنى أن يكون المزار معلَماً سياحياً دينياً مهماً بالقياس إلى موقعه.”
زوار ومناسبات
مسؤول مزارات نينوى، السيد صبحي الياس حيدر الأعرجي، اختتمنا معه جولتنا فحدثنا عن المزار قائلاً: “زوارنا من كل دول العالم، إذ لا يقتصر الزوار على المسلمين فقط، فالإخوة المسيحيون والإيزيديون من أهالي المنطقة يزورون المرقد أيضاً. إذ إن المزار تقام فيه نشاطات ومناسبات دينية وثقافية متنوعة، على مدار السنة، تركز على الاحترام المتبادل بين جميع الديانات والطوائف لتعزيز الوحدة الوطنية.”