شلالاتٌ خلّابة وجبالٌ خضر منتجعات كردستان تفتح ذراعيها للسيّاح

930

ضحى سعيد مجيد /

تتميز محافظات العراق الشمالية في إقليم كردستان بأنها تضم مواقع سياحية من منتجعات ومصايف عدة، وتضفي الطبيعة الخلابة سحرها على الجبال التي ترتدي الثوب الأخضر في فصل الصيف، فضلاً عن شلالات رائعة تجعلها مقصداً مهماً لكثير من العائلات العراقية.
السياحة في الإقليم ليست حديثة العهد، بل إنها تمتد إلى عقود ماضية، لكنها ازدادت في الآونة الأخيرة قياساً بما كانت عليه، وذلك لأسباب كثيرة. وفي هذه الأيام تشهد محافظات الإقليم توافد أعداد كبيرة من السائحين يأتون من محافظات العراق الوسطى والجنوبية، ولاسيما بعد تخفيف الإجراءات الوقائية الخاصة بوباء كورونا، فضلاً عن موجة الحر التي اجتاحت المناطق العراقية وتزامنها مع أزمة غياب الطاقة الكهربائية، ما دفع كثيراً من ساكني مناطق العراق المختلفة للتوجه إلى المناطق السياحية في تلك المحافظات.
سألنا (نادر رستي)، الناطق باسم هيئة السياحة في الإقليم، عن أعداد الوافدين من سياح المحافظات العراقية إلى الإقليم في فصل الصيف، فأجاب: لا توجد أرقام وإحصائيات دقيقة عن أعداد السياح الوافدين حتى الآن، لكن كثيراً من العراقيين يأتون لزيارة المحافظات الشمالية في الإقليم طوال فصل الصيف. وأردف قائلاً: إن السياحة في الإقليم تأثرت كثيراً في العام الماضي من جرّاء جائحة كورونا وما رافقها من قيود صحية، اليوم وبعد تخفيف هذه القيود فإن وضع السياحة أفضل مما كان عليه في العام الماضي.
ويوضح رستي أن الطبيعة التي تتميز بها محافظات الإقليم، وما فيها من جبال ووديان وشلالات، تجعلها مقصداً للسياح. مشيراً إلى أن درجات الحرارة في المحافظات الشمالية قياساً بالمحافظات الأخرى تعطيها ميزة سياحية لأنها أقل بطبيعة الحال لوجود الجبال والمناطق المرتفعة التي عادة ما يكون فيها المناخ معتدلاً.
وأشار إلى وجود عدد كبير من المصايف والمواقع المميزة في خدماتها السياحية، فضلاً عن المنتجعات السياحية، وكل هذه الأمور تسهم في ازدياد عدد السائحين.
خطط لتطوير السياحة
وعن الخطط الموضوعة لتطوير السياحة في محافظات الإقليم، يقول رستي إن خطط تطوير السياحة تتضمن إنشاء مشاريع سياحية فضلاً عن تطوير الخدمات وتحسين جودتها.
و سألنا رستي عن تأثير انتعاش السياحة في وضع الإقليم الاقتصادي فأجاب قائلاً: إن الجانب الحكومي يشرف فقط على تطوير السياحة، أما المستفيد فهو القطاع الخاص الذي يتأثر إيجابياً من انتعاش السياحة، إذ تزدهر الأسواق ويزداد الإقبال على الفنادق، ولا توجد إيرادات حكومية من السياحة سوى الضرائب، وليست هناك أية معلومات تفصيلية عن العائدات المالية من السياحة في الإقليم، مشيراً إلى أن سكان محافظات الإقليم يتوجهون أيضاً إلى المناطق السياحية في فصل الصيف، لكن النسبة الأكبر من السياح هم من المحافظات العراقية الأخرى.
وحدثنا السيد أسعد كريم (سائح، 50 عاماً، يعمل في تجاره المواد الاحتياطية للسيارات) عن أسباب زيارته قائلاً: “أتيت مع أسرتي المكونة من زوجتي أم علاء وأولادي علاء وولاء وأسماء إلى المصايف هنا من أجل الترويح عن النفس والترفيه عن الأولاد، وعادة في الصيف أصطحب أسرتي إلى المحافظات الشمالية لوجود مواقع سياحية كثيرة فيها، ولقرب الإقليم من المحافظات الأخرى أيضاً، ولأن هذه المناطق عراقية، إذ أن كلفة السياحة خارج العراق باهظة بطبيعة الحال، فالسفر بالطائرات لكل الأسرة مكلف لذلك أفضّل السياحة في الإقليم لأنها تناسب إمكاناتي المالية ووقتي أيضاً، إذ بإمكاني أن أعود متى شئت إلى بغداد في اليوم نفسه بسيارتي الخاصة.”
أما زوجة أسعد أم علاء فتقول: “إن اكثر الأمور المتعبة هي عملية الدخول إلى محافظة أربيل تحديداً، حيث عادة ما تشهد بوابات الإقليم زحاماً شديداً لكثرة السياح الوافدين، لذا نطالب سلطات الإقليم بتسهيل إجراءات الدخول لأنها مرهقة ولا ضرورة لموافقات الدخول التي نضطر للحصول عليها.” وفي سؤال عن المواقع السياحية التي زارتها أم علاء مع أسرتها قالت: ذهبنا إلى مصيف كلي علي بك وإلى التلفريك ونخطط للذهاب إلى مصيف سرسنك.
وعن واقع الفنادق السياحية التقينا نوزد أحمد (60عاماً، صاحب فندق في أربيل) وسألناه عن مدى الإقبال على الفنادق في فصل الصيف فقال: إن الإقبال على السياحة في العام الماضي شهد فتوراً بسبب جائحة كورونا والإجراءات الوقائية التي رافقتها، أما العام الحالي فالإقبال جيد على محافظات الإقليم وهذا ينعكس بطبيعة الحال إيجاباً على الحركة في الفنادق.
ويقول نوزد: إن حركة السوق والفنادق تعتمد اعتماداً أساسياً على توافد السياح إلى الإقليم، وفي حال انخفاض عددهم فإن الفنادق تتوقف عن العمل وحركة السوق تصاب بالركود.
سألنا هلكورد رزفان (40 عاماً، صاحب مدينة ملاهٍ صغيرة في ضواحي أربيل) عن آثار النشاط السياحي في مدن الملاهي، فأجاب: “مدن الملاهي تنقسم إلى قسمين: منها الكبيرة، التي عادة ما يمتلكها مستثمرون أو تجار أو رجال أعمال، أو تعود إلى الحكومة، وهذه المدن تتميز بمساحاتها الكبيرة فضلاً عن ألعابها الكثيرة، لذا عادة ما تشهد إقبالاً شديداً من السياح الوافدين إلى الإقليم. أما مدن الملاهي الصغيرة، كالتي أمتلكها، فتشهد إقبالاً من أهالي المناطق المحيطة بها، ومع ذلك يكون الإقبال أفضل عليها في فصل الصيف وتحديداً في وقت المساء..”