عراقيون في متحف “مرسيدس”.. عُشاق الفخامة بأثرٍ رجعي

84

آمنة عبد النبي – ألمانيا/
يشعرك بأنه قلعة صناعية محصنة بالأسرار، ولاسيما حين تمشي بهدوء حذر وممتعٍ داخل متحف “مرسيدس”، لتمنح بذلك روحك قبل عينيك لذة الشبع من عالم الفخامة الخيالي ونشأته، فهو من أقدم الأماكن السياحية في (شتوتغارت) الألمانية، التي تؤمن لعشاقها رحلة ترفيهية متنوعة لا تكتفي بمعرض خاص بالسيارات والأدوات والملابس، وإنما هو تجربة فريدة من نوعها تعرفك على تاريخ شركة مرسيدس، المشهود لها بالمتانة والجودة، باعتبار المعرض قبلة السياح والمؤثرين وهواة الفخامة، الذي جرى تأسيسه في أواخر عام 2006، وذلك لعرض أكثر من مئة وخمسين جيلاً من السيارات على مر التاريخ.

هويَّة آبائنا
يقول الشيف “أنس الحمداني” الذي جاء متلهفاً لزيارة المعرض كسائح من السويد:
“نحن العراقيين مولعون بماركة مرسيدس، أتذكر أن والدي (رحمه الله) لم يقتنِ في حياته سيارة غير المرسيدس، لذلك نعتبر أنها شكلت هويّة آبائنا في السابق من خلال حكايا الزمن الماضي، من ولعهم بجودتها وفخامتها، وهذا المتحف بصراحة يستحق الزيارة، كونه قد صمم لهواة سيارات مرسيدس، إذ إنه يحكي لسياح العالم مراحل تطور الصناعة، وكذلك مراحل تطور صناعة سيارات مرسيدس العريقة، وأعتقد ان ثلاث ساعات من المتعة والتدقيق كافية لمشاهدة المتحف كامل بكل أريحية.‬”
تنوع ثقافي
من جانبها، المترجمة المُقيمة في شتوتغارت “حنان الصالحي” تحدثت عن جمالية السياحة بشكل عام في شتوتغارت الألمانية وخصوصيتها، قائلة:
“السفرة بحد ذاتها ممتعة وشيقة، لأنك ستجد الكثير من المعالم التاريخية والسياحية التي تشتهر بها تلك المدينة الجميلة، لأنها بصراحة غنية بالتنوعين الثقافي والحضاري، وكذلك الترتيب والنظام، إضافة إلى ازدهارها بالمباني والقصور التاريخية، حيث برج التلفزيون الذي جرى تأسيسه في الخمسينيات. أما المتحف فإنه يستحق الزيارة لأنه ذاكرة صورية تحكي لسياح العالم مراحل تطور المرسيدس العريقة.”
تحف فنية
أما الكوافير “نوزاد الجاف” القادم من مكان سكنه في برلين لزيارة المعرض، فقد قال:
“المتحف جميل، إذ إن فيه تاريخاً وفيراً من آليات شركة مرسيدس، لكن تنقصه بعض الموديلات الحديثة وبعض الأنشطة، وفي رأيي فإن ما يميزه أنه يحتوي كل ما أنتجته مرسيدس منذ بدايتها وإلى اللحظة الراهنة، وأنا أزوره للمرة الثانية، لأنه أولاً متحف ممتاز، وثانياً أنه يمنح القادم فرصة للتعرف على تطور المركبات، وأكثر ما أعجبني فيه التصميم الرائع وتصفيف المعروضات بحيث تبدو كتحف فنية ولوحات جميلة.”