فـــي صراعــه علـــى البقــــاء سوق الحويش .. إرث ثقافي يزيد عمره على 700 عام

214

صادق العزاوي /

يعد سوق الحويش من أهم المعالم التراثية والتاريخية في محافظة النجف الأشرف، فهو واجهة ثقافية مهمة ترفد رواده بمختلف أنواع الكتب، حيث يقع في قلب عاصمة التشيع في مدينة النجف الأشرف بجوار الحوزة العلمية.
هذا السوق يحمل إرثا ثقافيا يزيد على ٧٠٠ سنة، ونحن نتجول في السوق سنتنشق عبق الماضي الذي تتطاير منه رائحة الكتب.
يواجه السوق الآن تحديا كبيرا، فهو يقع ضمن التوسعة التي تعمل ادارة العتبة العلوية المقدسة عليها بجانب مرقد الإمام علي (ع).
ولتسليط الضوء اكثر على هذا الموضوع اجرينا هذا الحوار مع السيد (علي صاحب جبرين)، صاحب مكتبة دار المشرق الذي قال إن “الإزالة حاليا ومبدئيا هي للأملاك التي جرى استملاكها من قبل العتبة العلوية، أي ان الإزالة لا تتشمل سوق الحويش بأكمله، لأن شارع سوق الحويش طويل، وستكون هذه هي البداية الأولى ونتمنى ان تكون الانطلاقة صحيحة ضمن خطة معمارية مدروسة، وفي نفس الوقت اذا كانت هذه التوسعة ستسبب ضرراً لبعض اصحاب المحال التجارية ، سواء أكانت مكتبات او غيرها، نتمنى ان تكون هناك خطة بديلة لأصحاب المكتبات ودور النشر لأنهم واجهة ثقافية للمكان الذي هم فيه، إذ يعتبر هذا السوق رافداً قديماً ومهماً لكل من يريد ان يدخل الحوزة.”
دور نشر
بعدها توجهنا الى الشيخ (عمار الحاج مسلم الدجيلي)، رئيس اتحاد الناشرين في النجف الأشرف، الذي قال إن “السوق يحتوي على أكثر من مئة وخمس عشرة دار نشر ومكتبه مهمة، فنحن لا نعارض من يطالب بتوسعة الحرم الشريف ولكن ليس على حساب الشريحة المثقفة من الذين يحملون بين طيات كتبهم تاريخ المدينة ، ونتساءل لماذا لاتكون من الجهات الاخرى؟ واذا كان الإصرار على التوسعة من هذه الجهة فأن عليهم ايجاد البديل، فالعتبة لديها اماكن كثيرة تفتح ٧٠ او ٨٠ حانوتاً على سور المدينة، والأماكن الموجودة كبيرة وتتسع لهذه الأعداد فلابد من وجود شارع او سوق يجمع الادباء والمثقفين ودور النشر. واخيراً أتمنى ان يعود شارع سوق الحويش للكتاب (شارع الجواهري) بأيدٍ مخلصة للنجف الأشرف.”
تعويض أصحاب الأملاك
بعدها التقينا المهندس (قصي مجيد محبوبة)، رئيس قسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة العلوية المقدسة، الذي اجابنا عن مشروع التوسعة الجديد قائلاً: “باشرنا بهدم العقارات بتاريخ ١١ شعبان الموافق ٥ /٣ في ثلاثة محاور:
المحور الاول والأهم هو المتمثل بالجهة الشرقية من الحرم الطاهر الذي سيوفر مساحه ١٥٠٠ متر مربع ستضاف الى المنطقة المقابلة لباب الساعة والمجاورة للسوق الكبير.
المحور الثاني في التوسعة يشمل الجهة الجنوبية الغربية الذي سيوفر مساحه تفوق الـ٣٠٠٠ متر مربع ستضاف الى المنطقة المقابلة لباب القبلة وباب الفرج.
والمحور الثالث والاخير في التوسعة فهو من الجهة الشمالية المتمثلة بإزالة اكثر من ١٤ عقارا سيوفر مساحه تفوق ١٧٠٠ متر مربع ستضاف الى المنطقة المقابلة لباب الطوسي.
وهذه الاعمال هي تهيئه لمشروع توسعه الصحن الشريف لل،٩٠ مترا المحيطة به. وهذا يعني ان التوسعة تجري من عدة محاور.
كما أن المباشرة بأعمال التوسعة جاءت بعد استكمال الاستملاكات الخاصة بالعقارات في المنطقة الجنوبية المجاورة لسوق الحويش، أحد الأسواق التاريخية لمحلة الحويش، إحدى المحلات الأربع التاريخية للمنطقة المحيطة بالصحن الحيدري الشريف.
إن المساحة المستملكة بلغت (٦٠٠٠) متر مربع ، وتضمنت المحافظة على وضع رمزية للقبور التي يصادف العثور عليها في منطقة الاستملاكات، التي تشير الى رمزية قدسية تلك القبور أو حرمة مكانها بعد إكمال أعمال الإزالة ، اضافة الى الاتفاق مع العقارات التي تحمل صفة الأوقاف الشرعية بتوفير أملاك جديدة خارج منطقة التوسعة بالاتفاق مع مالكي تلك الأملاك.
من هذا نصل الى ان الكل متفقون على التوسعة ولكن بإيجاد بديل لهذا السوق العريق.