في أوروبا.. العربي مدان حتى تثبت براءته!
آمنة الموزاني /
الافكارَ لا تموتُ بالتقادمِ ولَنْ تصمد كذبة التحضُر امامَ التوحش المُغطى بالقانون، حيث اضطرت المملكةُ المُتحدة مؤخراً على استحداثِ جهاز امني يعنى بالجرائم البشعة ضد النساء بعد ان اوردت الاحصائيات مقتل امرأتين كُلّ اسبوع، امّا السويد التي تتصدر قائمة الشعوب الاكثر رفاهيةً فقد غيّب اعلامها قتل خمس نساءٍ بطرقٍ بشعةٍ خلال ثلاثة اسابيع، تقابلهنّ جريمة مروعة لامرأةٍ فرنسيةٍ احرقها شريكها امام الجميع وهيَ حيّة، اما في ايطاليا الغارقة بالجريمةِ فقد اضطرت الشرطة لتخصيصِ اتصالٍ فوريّ بالقولِ “أود طلب بيتزا مارغيريتا” لأن هنالك امرأة في كل يوم تواجه الموت.
آمنة الموزاني-السويد
تُرى ما سرّ تحطم كذبة الذباح الاسلامي التي اعتاد “خواجات العيون الزرق الآرّية ” ترويجها للتغطيةِ على ان الجريمةَ صناعة ثقافية وبيئية لا علاقة لها بمن يحمل جذور مسلمٍ او بوذي، وهل حقاً ان المهارات الاجرامية التي اظهرها الرجال الاوربيون فجأة بتقطيعِ اجسادِ شريكاتهم لها علاقة بعقدةِ العنف الجنسيّ والقانون الذي يضع حقوقهم بعد حقوق الكلاب، وما حقيقة عنصرية الحكومات الاوربية التي كانت تُخفي جرمِ رجالها المُبطن تحت عنوان مُرضى نفسانيين.
العربي والارهاب
شابةٌ سويديةٌ قطعّ جسدها العشريني ببشاعة اجرامية متقنة وعن سابق قصد واصرار على يدِ سفاح سويديّ مهووس بسلخ الأعضاء. اتهم زوج الضحية (ايڤا هون) العراقي الاصل بتلك الجريمة التي وصفت كعمل ارهابي لمجرد انه عربي قبل ان تثبت التحريات براءته .يقول هون “كان الجميع يظن باننيّ المجرم استناداً لأصولي الشرقية التي تؤهلني بنظرهم لارتكاب هذا النوع من الجرائم،وحينما تم القبض على المجرم الذي كان صديقاً لعائلتها، برروا ان القاتل السويدي مصاب الاكتئاب وقيدوا فعلته وحاكموه بالسجنِ (١٥عاماً) على اساس انه “مختل نفسيّ”.. الغريبة كيف يكون مختلاً نفسياً وهو يخرج ويعمل ويسهر ويمارس حياته بشكلٍ طبيعي.
فضائح
“وفي جريمة مقتل “سارا ايڤرارد” السوشيال ميديا هي التي حرّرت الجريمة من درج القضايا الجنائية المهملة واطلقتها للرأي العام الاجتماعي مما ساهم بالضغط على الحكومة البريطانية” تفسر الناشطة البريطانية من اصل عراقي (هالا السلام) الحديث عن جذور هذه الجرائم واسبابها مشيرة الى أن معدل هذه الجرائم يصل الى جريمتين في الاسبوع والضحايا اغلبهم من النساء والاطفال المستضعفين ، وقد سجلت هذا النوع من الجرائم ارتفاعا منذ عشر سنوات.تغلف هذه الجرائم تحت ستار عقدة العنف الجنسي، لكن هذه العقدة موجودة في كل المجتمعات ولا يمكن ان تكون تفسيرا مقنعا لهذه الجرائم البشعة. وتعتقد ان هناك مبالغة واستغلال لهذا التفسير يقود الى استمرار هذا النوع من الجرائم.
لم تكن المرأة (والافراد بشكل عام) ومنذ زمن ليس بقصير في مأمن من حوادث الاغتصاب والقتل تحت سماء بريطانيا، ففي بلد الحقوق والحريات تاريخ طويل من جرائم العنف واكثر من قضية مفتوحة حتى اليوم ومنفّذها مازال مجهولاً، والقضايا يتناولها الاعلام المحلي بشكل خجول ولا يستثمر سلطته في متابعة تطور التحقيقات فيها او السعي لإيجاد حلول جذرية لمسبباتها ودوافعها، هذا واحد من بين عوامل كثيرة ادت الى تزايد الجرائم بمرور الوقت في المملكة، اضافة الى (والحديث عن لندن تحديداً) اندماج سكانها بثقافات متعددة ومتنوعة (بما في ذلك مشاكلها وعقدها) .
معايير انتقائية
العديد من الجرائم تصنف بحسب خلفية المجرم وفيما اذا كان ينحدر من اصول شرقية مهاجرة او كان من ذوي العيون الزرقاء فالأول يتهم فورا بالإرهاب دون النظر الى ظروف الجريمة، وتحتل تفاصيل الجريمة مانشيتات الصحف الاوروبية، اما اذا كان المجرم اوربيا فأن الاعلام يختفي وتحضر كل نظريات علم الاجتماع لتفسير جريمته.يقول الصحافيّ راجي الزهيري مدير وكالة “سومريون” الهولندية،انهم في هولندا واوربا الغارقة بالسلبيات والعُقد والتراكمات الاخلاقية، على تقييد ابطال الحوادث الاجرامية الشُقر بانهم اشخاص يعانون من اوضاع اسرية سيئة لكن الحقيقة هي ان الاجرام وعلى مستوى العالم الاوربي الذي يكون فيه الشريك قاتلاً ومتفنناً هو (موضة ارهابية) افرزها التستر على المجرمين الشقرّ تحت يافطة المريض النفسيّ لذلك صار يمارس القتل كل من هب ودب وبضمنهم من يمثل القانون ويلاحق المجرمين.
صناعة ثقافية
“لم تعد الاكاذيب الاوربية السياسية تجدي نفعاً في تغييب حقيقة السفاح الاشقر، وصار معلوماً للجميع ان الجريمة صناعة ثقافية وبيئية ولا علاقة لها بمن يحمل جذور مسلم او اوربي”..
تضع الباحثة الاجتماعية بشرى عباس النقاط على كثير من الحروف عن هذا الموضوع الشائك وعن الاصرار الاوربي على اتهام الشرقي بالطابع القبلي الرجعي الذي يمنح الرجال في الشرق تخويلاً بأنهاء حياة النساء المخطئات، ويتجاهلون اجرامهم وازدواجيتهم بإخفاء واقعهم البائس بصيغٍ مختلفة وبعيدة عن التركيز الاعلامي، علماً ان السمة التي تظهر على الجناة الاوربيون هي لا اثر للإنسانية في سلوكهم وان القانون هو المانع القسري لا التحضر والمدنية.
تجميل الجريمة
والواقع ان آوربا تريد ان تجمل جرائمها الارهابية بمساحيق لا تصمد امام الحقائق بأن القتل صناعة ثقافية بامكانها التناميّ اينما وجدت ارضاً خصبة، وقضية ربطها بمن يحمل جذوراً شرقية واسلامية، ليست اكثر من كذبة اوربية سياسية، سيمّا وان الاحصائيات المجتمعيّة التي قيّدت تنامي الشعور الاجرامي لدى الاوربيين ، تُثبت ان الجريمة هناك ظاهرة يتم التستر عليها سياسياً من خلال الاعلام الذي يتخلى عن مسؤوليته في متابعة تطور التحقيقات او السعي لإيجاد حلول جذرية لمسبباتها ودوافعها لا التستر عليها وتقديمها بشكل مجاف للحقيقة، التي قد تثلم الصورة التي ترسم عن تحضر المجتمعات الاوروبية.