في الذكرى 101 لتأسيس الشرطة.. مسيرة حافلة بالتضحيات لحماية المجتمع وسيادة القانون

237

ذوالفقار يوسف – تصوير: علي الغرباوي /

منذ تأسيسها في التاسع من كانون الثاني عام 1922، أوكلت اليها مهام حماية الأمن الداخلي، وهي مسؤولية جسيمة نجحت الشرطة -بأصنافها المختلفة- في إنجاز مهامها، التي بدأت تتوسع بسعة المسؤوليات وتنوعها، فقد برزت الحاجة إلى إنشاء أنواع متخصصة من الشرطة لتولي مهام خاصة،من تلك الاجهزة جهاز الشرطة الاتحادية، وهو قوات تستجيب للحوادث التي تتجاوز قدرات الشرطة المحلية، وقد برز دوره بشكل لافت خلال الحرب مع تنظيم داعش، حين دافع أبطال الشرطة ورجالها البواسل عن كرامة العراق وأرضه ومقدساته، وقدموا تضحيات كبيرة لوطنهم وأمن شعبهم، فضلاً عن شرطة الآثار وقوات الرد السريع وشرطة مكافحة الإرهاب، إضافة إلى المديريات الخاصة بالجنسية والمرور وكل ما يتعلق بالأمن الداخلي.
بداية الوفاء
‏ بهذه المناسبة.. أعرب الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا عن سعادته، مهنئاً الأبطال في هذه المؤسسة، فيقول: “بمناسبة عيد تأسيس الجيش العراقي الباسل وكذلك عيد الشرطة العراقية نتقدم بأصدق آيات التهنئة والتبريكات إلى أبناء شعبنا العراقي كافة، وإلى أبناء القوات المسلحة ضباطاً ومنتسبين خاصة.”
أضاف المحنا أن “هذه القوات أثبتت على الدوام أنها الابن البار والوفي لشعبها الكريم الصابر، في مثل هكذا أيام نستذكر أرواح شهدائنا الأبرار الذين سقوا بدمائهم الزكية أرض الوطن، الرفعة والخلود لشهداء العراق وكل الفخر لعوائلهم الكريمة التي أنجبتهم.”
أمنيات
أحد منتسبي أجهزة الشرطة العراقية، المفوض (سعد خلاف)، هو الآخر يتقاسم التهاني مع زملائه ليبعثها بكلمات تنبض بالوفاء، فهو قد التزم بمبادئ كان قد تعلمها منذ أول يوم دخوله في هذا السلك، ليحدث مجلة “الشبكة العراقية” عن أمنياته في هذه الذكرى ويقول: “كانت مؤسستنا -وما زالت- هي المتصدي الأول لكل من يريد بأرض العراق سوءاً، فنحن قد أقسمنا من خلال مرابطتنا المستمرة لبث الأمن والأمان في كل شبر من هذا الوطن، إضافة إلى دحرنا الإرهاب بكل أشكاله من خلال تصنيفاتنا المتعددة، ومازلنا على العهد باقين.”
يضيف خلاف أن “الشرطة العراقية عانت منذ تأسيسها من مواجهتها خلايا الإجرام والإرهاب، وقدمت التضحيات الكثيرة والكبيرة من أجل الوطن، ومع ذلك نحن مستعدون لتكرار هذه التضحيات، فبلدنا العراق يستحق منا أن نقدم له أرواحنا فداء بحب لا ينفد.”
اتحاد
بطل آخر يحدثنا وهو رابض خلف أحد سواتر المواجهة، فهو يمني النفس بإنجاز وعده للوطن بطرد كل من يريد به سوءاً. (طه النعيمي) أحد منتسبي قوات الشرطة الاتحادية يحدث مجلتنا وكله ثقة بأن شعب العراق وأرضه في حمايته هو وزملاؤه، وسيبقى كذلك ما دام يتنفس الهواء، إذ بدأ بمقولة الأبطال وبلهجته البسطة “مايفوت أحد مايريد الخير للبلد”.
يكمل النعيمي ملحمة البسالة ليقول: “إن عناصر الشرطة الاتحادية، التي تعتبر أحد التصنيفات المهمة التي قارعت فلول الإرهاب الداعشي بمساعدة إخوتهم في وزارة الدفاع، حينما كانوا سداً منيعاً لنفوز بالنصر والتحرير وطرد العدو الغاشم من أراضينا. ومن خلال منبركم نبعث التهاني والتبريكات إلى كل شريف يدافع عن بلده على اختلاف المؤسسة التي يعمل فيها، إذ أن أهدافنا واحدة، وبوحدتنا هذه سنكون كالسد المنيع أمام كل من يتعرض للعراق وشعبه، أبارك لزملائي من منتسبي وزارة الداخلية مرور الذكرى الواحدة بعد المئة من التأسيس.”
وعيد
كما التقت المجلة، خلال جولتها بمناسبة هذه الذكرى العظيمة، (كاظم الخالدي) أحد هؤلاء الأبطال، الذي استثناه موسم الشتاء من البرد، فقلبه الذي ينبض بالقوة والشهامة والغيرة على بلده كان كفيلاً بتدفئته، يبتسم عندما نسأله عن مواقفه البطولية، لكنه يغضب كلما ذكرناه بالحرب ضد داعش الإرهابي فيقول: “لقد كانت المعركة ضارية، فقدنا فيها العديد من الإخوة والزملاء، ممن كانوا أقرب إلينا من عائلاتنا ، فنحن عشنا معهم أكثر من أي شخص، نأكل ونشرب وننام معاً، نحارب معاً وتمتزج دماؤنا باختلاف الجروح، لذلك أنا أبعث من خلالكم وبهذه المناسبة العظيمة رسالة من حماة الوطن باسمي ورفاقي، بأنني أعدكم وأقسم بدمي وروحي بأنني سأواجه كل من يهدد أمن العراق وسلامه، وسأقف في وجه الإرهاب والمجرمين، كما فعلت منذ أكثر من 15 عشر عاماً، وسأبقى على العهد ما دام قلبي ينبض بحب هذا البلد.”
دعاء وحماة
لم تكن جولتنا في محيط المتصدرين ممن نحتفي بهم، بل جال في خاطرنا أولئك الذين استندوا عليهم، فالعراق كما التراب والحرية كلاهما يحتكم إلى مفهوم العائلة، وها هي الأم العراقية تقبع فوق عرش الإسناد لأبنائها الشجعان بدعاء لا ينفد أبداً، الحاجّة (أم علي 64 عاماً) أمسكتنا من جذور ضمائرنا، لتحكي لمجلة الشبكة العراقية ماتتمناه في هذه المناسبة السعيدة بحديث كله ألوان من الحنان لتقول: “لأنني أم لأحد منتسبي وزارة الداخلية، كان دعائي لعائلتي بأكملها تحمله كفة، أما تلك الكفة الكبيرة من دعائي فقد كانت لولدي علي، فمنذ أن ثبتت خطاه حبه التحق بسلك الشرطة وأنا أناجي ربي أن يحفظه من شرور الدنيا والأعداء، ولأنها قد أصبحت عادة، إذ لا أنتبه لنفسي، بل في الاستمرار بأن أدعو لكل من يدافع عن بلده بلا استثناء، لذلك فإن هذا الدعاء جعلني أماً لكل من يمسك سلاحه ليدافع عن وطنه، وما كانت سعادتي في هذا اليوم إلا سعادة الأم بأولادها، فكانت الفرحة مضاعفة بذلك، وكلي يقين بأن الله سبحانه وتعالى سيحقق دعواتي بحفظهم ونصرهم المستمر ليدحروا كل عدو يحاول أن يمس العراق بسوء.”