في اليوم العالمي للسكري برامج توعية لا ترتقي إلى حجم المشكلة
نورا خالد
يحتفل العالم في الرابع عشر من تشرين الثاني من كل عام باليوم العالمي للتوعية بمخاطر داء السكري، إذ يجري التركيز على مواضيع لها صلة بهذا المرض. واعتمد هذا اليوم يوماً عالمياً للسكري رسمياً عام 1991 من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، استجابة للقلق المتزايد من المرض في جميع أنحاء العالم.
مدير المركز الوطني للسكري، أحد الأعضاء المؤسسين لجميعة السكري في العراق، الدكتور حيدر فاضل، أشار في حديثه مع مجلة ” الشبكة العراقية” إلى أن “إحصائيات الإصابة بالمرض تختلف بعدد مرضى السكري في العراق، حسب نوع الدراسات وأماكن إجرائها، إذ تتراوح نسب الإصابة بين 14.8 % إلى نحو 24 %، كما هو مثبت في بيانات الفدرالية الدولية للسكري، حسب بعض الدراسات المحلية في مختلف مناطق العراق.”
ويعزو فاضل الفرق في نسبة الإصابة بسبب أن “الفيدرالية الدولية للسكري تعتمد (توزين) البيانات على المستوى العمري والجنس من الناحية الإحصائية، بينما كانت بيانات الدراسات المحلية أقرب إلى نسبة السكري في بلدان الخليج العربي، التي تشابه مجتمعاتنا من حيث العادات الغذائية، ونسبة انتشار السمنة في مجتمعنا العراقي ومجتمعات المنطقة.”
برامج وزارة الصحة
وعن الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة للحد من هذا المرض، بيّن فاضل “وجود برنامج لمنع السكري من النوع الثاني وتفعيله ضمن أفراد المجتمع يشكل الركيزة الأولى لتقليل العبء على المؤسسات الصحية التي تتعامل مع حالات السكري ومضاعفاته. إلا أن هذا النوع من البرامج، إن وجد، فهو لا يرتقي إلى حجم المشكلة، وغير مفعل بصورة عملية. وتعد برامج منع أو مكافحة السكري الوسيلة الأبرز لتقليل نسبة الإصابة بالسكري، وأقرب مثال على ذلك خروج ألمانيا واليابان من قائمة البلدان العشرة الأكثر في تعداد، أو نسبة الإصابة بالسكري، ودخول تركيا والباكستان بدلاً عنهما. ولا يوجد تفسير لذلك، إلا البرنامج الكفء الذي طبقته كل من ألمانيا واليابان لمنع السكري من خلال اعتماد التغييرات الصحية على نوعية الحياة متمثلة بالرياضة المنتظمة والطعام الصحي، والعمل على إنقاص الوزن أو الحفاظ على وزن مثالي.”
ويوضح فاضل: “يمكن أن يكون الطب البديل مسانداً للطب وعلاجاته، ولا يمكن أن يكون بديلاً، إذ إن العلاجات الطبية لا تدخل حيز الإنتاج والتسويق إلا بعد إجراء العديد من الدراسات التي يشترك فيها الآلاف من المرضى لتحديد أمان الدواء، وتأثيره والجرعة المناسبة للحصول على التأثير الأفضل والآمن، بينما لا تطبق هذه المبادئ في العلاج بالأعشاب.”
العلاج بالأعشاب
على العكس من سابقه، يفضل الدكتور عماد الهاشمي العلاج بفلسفة طب العرب القديمة، التي تنص على أن العلاج يبدأ أولاً بالغذاء قبل الدواء، بمعنى تغيير نمط وطبيعة الطعام اليومي وكيفية تناوله. فاذا أصيب الشخص بالسكري لأول مرة ولم يتناول أدوية بعد فعلاجه بالأعشاب مضمون 100 % ولكن بشروط معينة.
ويوضح الهاشمي أن “الأدوية القديمة منذ القرن العشرين المنصرم كانت تهدف إلى وقف (أضرار) ارتفاع السكر في الدم، وليست علاجاً لسبب المرض. ولتضارب الدراسات الصيدلانية مع الدراسات البايولوجية في نتائجها، ومع تطور الأجهزة البحثية وتكنولوجيا القرن الحادي والعشرين، جرى الاعتراف من قبل الشركات الدوائية الصيدلانية بالدراسات البايولوجية.”
مخاطر ومضاعفات
بدوره، يحذر الطبيب الاختصاص أحمد الرديني من مخاطر ومضاعفات مرض السكري الذي ” قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات تؤثر على العديد من أعضاء الجسم، بما فيها الدماغ والكلى والأعصاب والعينين اللتين قد تصابان بالعمى عند ارتفاعه. كما قد يعاني مرضى السكري من مشكلات تتعلق بضعف الدورة الدموية في أقدامهم، نتيجة الأضرار التي تلحق بالأوعية الدموية. تزيد هذه المشكلات من احتمالية الإصابة بالتقرحات التي قد تصل إلى البتر، فضلا عن تشحم الكبد، لذلك يحتاج مريض السكري إلى الفحص الدوري من قبل الطبيب المختص للسيطرة على المرض والتقليل من مضاعفاته.”
أسباب الاصابة
جدير بالذكر أن النوع الثاني من السكري يشكل الغالبية العظمى من الإصابات، ومن أهم أسبابه أو عوامل الخطورة للإصابة به هو السمنة ووجود مصابين من أفراد العائلة من الدرجة الأولى في القرابة، ولاسيما أن انتشار السمنة قد أدى إلى تغيير الفئات العمرية التي تصاب بالسكري من النوع الثاني، فبعد أن كان مرضاً يصيب البالغين، أصبح ما يقرب من 20 % من المراهقين البدناء، ممن يعانون من ارتفاع نسبة السكر في الدم، هم من المصابين بالنوع الثاني، لذلك بالرغم من كون السكري من النوع الثاني مرضاً كان يصيب البالغين وتزداد الإصابة به مع تقدم العمر، أصبح مرضاً يمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية. ويبقى النوع الأول مرضاً يصيب الأطفال والمراهقين، وهو مرض مناعي في طبيعته.